احترامهم وخفض الجناح لهما والامتناع عن رفع الصوت عليهما. الدِّفاع عنهما، ودفع الضرعنهم في أي شيء أو مكروه قد يصيبهما. فوائد بر الوالدين في الدنيا. الحرص على جلب الخير للوالديكِ في كل أحوال حياتهما ودفع الشر عنهما، نظرًا لما قدَّموه إليكِ من إحسان ورعاية منذ صغرك. رعاية و طاعة الأم والإحسان إليها أكثر من أي شخص من الناس، ومن ثم يليها الأب، إذ إنَّ حق الوالدة على ولدها أعظم، ودليلًا على ذلك حين قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال ثم من؟ قال: "أمك"، قال ثم من؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟، قال:"أبوك") [٥]. كيفية بر الوالدين بعد موتها إنَّ موت أحد والديكِ أو كلاهما لا يعني انقطاعكِ أو حرمانكِ من برِّهم، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صورًا عدَّة من بر الوالدين بعد وفاتهم أبرزها مايلي [٦]: الدعاء والصلاة عليهما، ويُقصد بصلاتكِ عليهما أي الاكثار من الدعاء بالخير لهما، وما يمكن أن ينفعهم في آخرتهم، مثل الدعاء لهما بأن يوسِّع عليهم قبورهم، ويجعلها روضة من رياض الجنَّة، وأن يرزقهم النَّعيم في الآخرة، وأن يرفع درجاتهم ويتقبَّل أعمالهم، ويجمعهم مع النبيين والصدِّيقيين والشُّهداء وفي أعلى جنَّات الفردوس.
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: أوصاني رسول الله ﷺ بعشر كلمات، منها قال له: ".. ولا تعقّنَّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك. (رواه الإمام أحمد) العقوق لشناعته مقرون بالشرك، والبر لشرفه مقرون بالتوحيد: قال ﷺ: الْكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ... أهمية بر الوالدين وطاعتهما وخطر العقوق لهما. (رواه البخاري) وأحبُّ العمل إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاةُ على وقتها، ثم برُّ الوالدين. (البخاري ومسلم) العقوق من أكبر الكبائر: قال ﷺ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟.. ثَلاثًا، قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ. (متفق عليه) ومن علامات العقوق: ١) إدخال الحزن عليهما أو إتعابهما أو التعالي عليهما: بالتأفف أو العبوس لذلك قال عروة بن الزبير رضي الله عنه: مَا بَرَّ وَالِدَهُ مَنْ شَدَّ الطَّرْفَ إِلَيْهِ (السير ٤/ ٤٣٣) ٢) إثارة المشاكل مع الإخوة أو الزوجة بعد منع الوالدين منها. ٣) كل ما يسبب لهما الحزن والمشقة والتعب بلا حاجة شرعية فهو عقوق محرم يُخشى على صاحبه. ٤) التسبب في شتم الأبوين أو لعنهما: قال ﷺ: مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ.
خامساً: أن بر الولد لوالديه سببُ لأن يبره أولاده ، قال الله تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان). والله أعلم.