{إِ نَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ} *{ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ}. الاستحياء من الله تعالى بمعنى التّرك، فإذا وصف نفسه بأنه يستحى من شىء فمعناه أنه لا يفعل ذلك وإذا قيل لا يستحى فمعناه لا يبالى بفعل ذلك. يقول الحق جلّ جلاله: إِنَّ اللَّهَ لا يترك ترك المستحيي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا بالخسيس والكبير كالذباب والعنكبوت وغير ذلك.
نبذة عن الموقع موقع علمي دعوي الغرض منه نشر خطب ودروس فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي ليكون العمل بما فيها من معاني كلام الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم سببًا لتزكية المؤمنين ومحبتهم لربهم وتقريبهم منه جل وعلا. إشترك ليصلك جديد الدروس تابع جديد الموقع أولاً بأول، إشترك في القائمة البريدية سيصلك كل جديد، كن متابعاً أولاً بأول، ستصلك جديد دروس الشيخ فور نشرها.
و: حرف حال مبنى. ما: حرف نفى مبنى على السكون. يضل به: نفس إعراب سابقتها. إلا: أداة حصر مبنية على السكون. الفاسقين: مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء أنه جمع مذكر سالم. اللهم سلٍٍٍّمنا من كل فسق وشر وكفر ما علمنا منه وما لم نعلم.
559 - كما حدثني محمد بن عمرو ، قال: حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: " مثلا ما بعوضة " يعني الأمثال صغيرها وكبيرها ، يؤمن بها المؤمنون ، ويعلمون أنها الحق من ربهم ، ويهديهم الله بها ويضل بها الفاسقين. يقول: يعرفه المؤمنون فيؤمنون به ، ويعرفه الفاسقون فيكفرون به. 560 - حدثني المثنى ، قال: حدثنا أبو حذيفة ، قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بمثله. ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة. 561 - حدثني القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج عن مجاهد ، مثله. قال أبو جعفر: لا أنه جل ذكره قصد الخبر عن عين البعوضة أنه لا يستحيي من ضرب المثل بها ، ولكن البعوضة لما كانت أضعف الخلق - 562 - كما حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال: حدثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة ، قال: البعوضة أضعف ما خلق الله. 563 - حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، بنحوه. [ ص: 402] - خصها الله بالذكر في القلة ، فأخبر أنه لا يستحيي أن يضرب أقل الأمثال في الحق وأحقرها وأعلاها إلى غير نهاية في الارتفاع ، جوابا منه جل ذكره لمن أنكر من منافقي خلقه ما ضرب لهم من المثل بموقد النار والصيب من السماء ، على ما نعتهما به من نعتهما.