والليل والنهار ظاهرتان شاملتان لهما دلالة توحيان بها إيحاء للقلب البشري; ولهما دلالة كذلك أخرى عند التدبر والتفكر فيهما وفيما وراءهما. والنفس تتأثر تأثرا تلقائيا بتقلب الليل والنهار. الليل إذا يغشى ويعم، والنهار إذا تجلى وأسفر. ولهذا التقلب حديث وإيحاء. حديث عن هذا الكون المجهول الأسرار، وعن هذه الظواهر التي لا يملك البشر من أمرها شيئا. وإيحاء بما وراء هذا التقلب من قدرة تدبر الآونة في الكون كما تدار العجلة اليسيرة! وبما هنالك من تغير وتحول لا يثبت أبدا على حال. ودلالتهما عند التدبر والتفكر قاطعة في أن هنالك يدا أخرى تدير هذا الفلك، وتبدل الليل والنهار. والليل اذا يغشي الليل. بهذا الانتظام وهذا الاطراد وهذه الدقة. وأن الذي يدير الفلك هكذا يدير حياة البشر أيضا. ولا يتركهم سدى، كما أنه لا يخلقهم عبثا. ومهما حاول المنكرون والمضلون أن يلغوا في هذه الحقيقة، وأن يحولوا الأنظار عنها، فإن القلب البشري سيظل موصولا بهذا الكون، يتلقى إيقاعاته، وينظر تقلباته، ويدرك تلقائيا كما يدرك بعد التدبر والتفكر، أن هنالك مدبرا لا محيد من الشعور به، والاعتراف بوجوده من وراء اللغو والهذر، ومن وراء الجحود والنكران! وكذلك خلقة الذكر والأنثى.. إنها في الإنسان والثدييات الحيوانية نطفة تستقر في رحم.
قال الإمام الشوكانى. وهي مكية عند الجمهور، فعن ابن عباس قال: نزلت سورة «والليل إذا يغشى» بمكة. وأخرج ابن مردويه عن الزبير مثله.. وفي رواية عن ابن عباس أنه قال: إنى لأقول إن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل.. «1». 2- وحقا ما قاله ابن عباس- رضى الله عنهما-، فإن السورة الكريمة، قد احتوت على بيان شرف المؤمنين، وفضائل أعمالهم، ومذمة المشركين، وسوء فعالهم، وأنه- تعالى- قد أرسل رسوله للتذكير بالحق ولإنذار المخالفين عن أمره- تعالى- أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم. أقسم الله - سبحانه - فى افتتاح هذه السورة بثلاثة أشياء ، على أن أعمال الناس مختلفة. أقسم - أولا - بالليل فقال: ( والليل إِذَا يغشى) أى: وحق الليل إذا يغشى النهار ، فيغطى ضياءه ، ويذهب نوره ، ويتحول الكون معه من حالة إلى حالة ، إذ عند حلول الليل يسكن الخلق عن الحركة ، ويأوى كل إنسان أو حيوان أو مأواه ، ويستقبلون النوم الذى فيه ما فيه من الراحة لأبدانهم ، كما قال - تعالى -: ( وَجَعَلْنَا الليل لِبَاساً. سورة والليل اذا يغشى. وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً). البغوى: مكية "والليل إذا يغشى" ، أي يغشى النهار بظلمة فيذهب بضوئه. ابن كثير: تفسير سورة الليل وهي مكية.
ويغشى فيه من الموجودات فتعمها ظلمته فلا تبدو للناظرين ، لأن ذلك أقوى أحواله ، وخص بالذكر من أحوال النهار حالة تجليته عن الموجودات وظهوره على الأرض كذلك. فصل: إعراب الآية (7):|نداء الإيمان. وقد تقدم بيان الغشيان والتجلي في تفسير قوله: { والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها} في سورة الشمس ( 3 ، 4). واختير القسم بالليل والنهار لمناسبتِه للمقام لأن غرض السورة بيان البون بين حال المؤمنين والكافرين في الدنيا والآخرة. إعراب القرآن: «وَاللَّيْلِ» جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف «إِذا» ظرف زمان «يَغْشى » مضارع فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة. English - Sahih International: By the night when it covers English - Tafheem -Maududi: (92:1) By the night when it enshrouds, Français - Hamidullah: Par la nuit quand elle enveloppe tout Deutsch - Bubenheim & Elyas: Bei der Nacht wenn sie alles überdeckt Spanish - Cortes: ¡Por la noche cuando extiende su velo Português - El Hayek: Pela noite quando cobre a luz Россию - Кулиев: Клянусь ночью когда она покрывает землю Кулиев -ас-Саади: Клянусь ночью, когда она покрывает землю!
معطوفة على ما قبلها والإعراب واحد.. إعراب الآية (9): {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (9)}. معطوفة أيضا على ما قبلها وإعرابه مثل سابقه.. إعراب الآية (10): {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (10)}. انظر الآية رقم- 7-.. إعراب الآية (11): {وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11)}. (وَما) الواو حرف استئناف (وَما) نافية (يُغْنِي) مضارع مرفوع (عَنْهُ) متعلقان بالفعل (مالُهُ) فاعل والجملة مستأنفة لا محل لها. (إِذا) ظرف زمان (تَرَدَّى) ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة.. إعراب الآية (12): {إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12)}. (إِنَّ) حرف مشبه بالفعل (عَلَيْنا) متعلقان بمحذوف خبر إن المقدم (لَلْهُدى) اللام لام المزحلقة (الهدى) اسم إن المؤخر، والجملة مستأنفة لا محل لها.. إعراب الآية (13): {وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13)}. بسم الله الرحمن الرحيم والليل إذا يغشى. معطوفة على ما قبلها وإعرابها مثلها.. إعراب الآية (14): {فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14)}. (فَأَنْذَرْتُكُمْ) الفاء حرف استئناف وماض وفاعله ومفعوله الأول (ناراً) مفعول به ثان والجملة مستأنفة لا محل لها. (تَلَظَّى) مضارع فاعله مستتر والجملة صفة نارا.. إعراب الآية (15): {لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (15)}.
والنَّهَارِ إذَا تَجَلَّى. والذَّكَرِ والأُنْثَى قالَ: أقْرَأَنِيهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَاهُ إلى فِيَّ، فَما زَالَ هَؤُلَاءِ حتَّى كَادُوا يَرُدُّونِي.
عبدالرحمن بن أبي ليلى شعيب الأرناؤوط تخريج سير أعلام النبلاء 4/31 إسناده ضعيف