الصلاة نور في الوجه وسعة في الرزق - YouTube
لا تطفيء نور قلبك، ولا تذهب ضياء وجهك؛ فالمعاصي تورث ذُلَّك وتأرق أمنك. القلب وعاء ينضح ما فيه، إن عُمِرَ بالله وتعطر بسنة نبيه فاض خيرا، وإن تركته خرابا تعشش فيه الآفات جلب شرا وفاح قبحا « ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب »[1]، فأثر صلاح القلب وفساده يظهر على صاحبه، وصفاء القلب وتقويته تكون بغرس الطاعات في ثراه. أثر الطاعة ما أحلاه! الصلاة نور في الوجه وسعة في الرزق لمن يشاء. للقلب نور، وللوجه ضياه الرزق واسع، والبدن ما أقواه يحبه الناس، ويكفيه حب الله يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "إن للحسنة ضياءً في الوجه ونورًا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق"[1]. فالحسنة تورث القلب نورا يضيء الوجه؛ فيفتح الله عليه بركاته؛ فيتسع رزقه يقول الله تعالى: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12]. ويقوى بدنه يقول الله تعالى: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود:52].
وأما محق ترك الصلاة بركة العمر فهذا مما لا شك فيه، فإن عمر الإنسان الحقيقي هو قدر ما ينفقه من ساعاته في طاعة ربه ومرضاته، فإذا ضاعت عليه الساعات في غير الطاعات فأي بركة في العمر بعد هذا, وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطاعات تزيد في العمر، كما في الصحيح: من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه. فكذا المعاصي، وعلى رأسها ترك الصلاة، تنقص العمر وتمحق بركته. وأما الظلمة التي تكون في وجه من لا يصلي, فكلام صحيح، وهذه الظلمة يراها كل من نور الله بصيرته، وأشرق نور الإيمان في قلبه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة نورا في القلب ، وضياءاً في الوجه، وسعة في الرزق, وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. تفسير سيماهم في وجوههم من أثر السجود وماهية العلامة على الجبهة - إسلام ويب - مركز الفتوى. وإن للسيئة ظلمة في القلب، وسواداً في الوجه، وضيقاً في الرزق، ووهناً في البدن، وبغضة في قلوب الخلق.. وبهذا الأثر عن ابن عباس، تعلم صحة القول بأن تارك الصلاة يبغضه الخلق, فإن الله إذا أبغض عبداً نادى جبريل: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل ويبغضه الملائكة ثم توضع له البغضاء في الأرض. فالعصاة عامة وتارك الصلاة خاصة ممقوتون من الله تعالى ومن الناس –عياذاً بالله من سخطه وعقابه-.
وليس المقصود بالآية التكاسل عن طلب الرزق, وترك التكسب؛ لأنه تعالى قال في وصف المتقين: " رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ " (النور:37) أي: كانوا يبيعون ويشترون, ولكن لا يلهيهم ذلك عن حضور الصلاة, وأن يقيموا كما أمرهم الله, وأن يحافظوا على مواقيتها (مفاتيح الغيب). وكان السلف الصالح من الصحابة, والتابعين ومن تبعهم بإحسان إذا أصابتهم خصاصة أو شدة أو ضيق بادروا إلى الصلاة, وأمروا أهلهم بها: 1- كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة, يقول لهم: «الصلاة, الصلاة, ثم يتلو هذه الآية: " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ " (أ خرجه البيهقي في السنن الصغرى وإستاده صحيح). 2- كان الإمام الفقيه عروة بن الزبير رضى الله عنه إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفا أي: نفائس الأموال التي يندر مثيلها, رجع إلى أهله, فدخل بيته فقرأ: " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " (طه:131) إلى قوله: " نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ " ثم ينادي الصلاة الصلاة رحمكم الله, ويصلي ( أخرجه ابن أبي شبية في مصنفه).
والمحرمات تؤثر على الناس، فمعصية واحدة كانت سبباً لهزيمة الصحابة في معركة أحد عندما أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا ينزلوا من الجبل، فعصوه ونزلوا، فقتل 70 ومعصية واحدة كانت سبباً في دخول امرأة النار، كما جاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض». جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©