المراد بالعلم الشرعي: العلم عند العرب هو المعرفة، ويعرفه أهل اللغة بالمقابلة مع هذه، فيقولون: العلم: ضد الجهل (ل سان العرب12-417) أما المناطقة فيقولون: ( العلم: إدراك الشيء بحقيقته) المفردات للأصفهاني ص 343، ويرى بعض العلماء أن لفظ ( العلم) من الألفاظ الواضحة التي لا تحتاج إلى تعريف ( ينظر: فتح الباري 1-141). وأما لفظة ( الشرعي) فهي منسوبة للشرع وهو في الأصل يطلق على نهج الطريق الواضح، واستعير ذلك للطريقة الإلهية المتمثلة بالوحي في أخباره وتشريعاته والشرع والشريعة بمعنى واحد، فقال أبو البقاء الكفوي: (والشريعة اسم للأحكام الجزئية التي يتهذب بها المكلف معاشاً ومعاداً، سواء كانت منصوصة من الشارع، أو راجعة إليه) (الكليات ص 524) أقول: والمراد بالمكلف المشار إليه الجنس، فيشمل الفرد والمجتمع، وقصر مفهوم الشرع على الأحكام العملية - كما يرى الكفوي - إنما يكون باقتران هذا اللفظ بلفظ الملة. فقد العلم الشرعي له آثار سيئة منها - موقع محتويات. أما الشريعة عند الإطلاق فإنها تشمل كل ما نزل به الوحي مما يتعلق بالعقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والآداب. ويجوز أن يراد بالشريعة الأحكام العملية مما يسمى الآن ( الفقه) كما هو ظاهر عبارة الكفوي. وعلى هذا فالمراد بالعلم الشرعي: العلم الذي جاءت به الشريعة أو دلت عليه بأي طريق من الدلالات (عبارة النص، أو إشارته، أو دلالته، أو اقتضائه) مما هو معروف عند علماء الفقه وأصوله.
تظل إشكالية المناهج العلمية والتربوية إشكالية كبرى، تؤرق الكثير من المعنيين من الأكاديميين والتربويين بشكل عام، وبشكل خاص في العلوم الشرعية، التي تعد أقل المجالات استفادة من المناهج التربوية الحديثة ومناهج طرق التدريس واستراتيجياته. تعريف العلم الشرعي للاسهم الامركيه. إن علوم الشريعة مازالت هي أقل العلوم تطورا ، سواء على مستوى تطوير المحتوى التدريسي، أو تطوير الشكل، أو تطوير وسائل التعليم وأدواته، وإذا أردنا أن نسعى لتطوير تدريس علوم الشريعة والعربية من باب أنها تبع لها، فيجب أن تتضافر الجهود لوضع منهج تجديدي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، يحافظ على القديم الصالح، والجديد النافع. وسوء التعليم في بلاد المسلمين ليس وليد اليوم، فلقد نبه إليه ابن خلدون [1] في مقدمته، وهو الذي عاش أواخر القرن الثامن وأقل من عقد في القرن التاسع. والتخوف من خوض غمار إصلاح التعليم الشرعي كان يداعب عقول المصلحين الكبار، أمثال الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور – رحمه الله- الذي قال: (ولطالما كنت أقدم رجلا وأؤخر أخرى، وأعلم أن نور عقلي هو دون إضاءة هاته المجاهل التي صفدت عليها منافذ الأنوار والأهوية الخالصة فامتلأت بالحوامض الرديئة منذ أزمان) [2]. غير أن تلك المخاوف لم تكن مانعا من خوض الغمار، يقول الشيخ ابن عاشور (إذن كان واجبا علينا خدمة للأمة وتهيئة للنشأة العلمية التي تزين مستقبلنا وتجمّل ماضينا أن ندخل تلك المجاهل، نرفع بإحدى أيدينا مشاعل النور، ونقطع بالأخرى ما يمانع من حجرات العثور، فإن لم نصل بعد إلى غاياتها، فعسى أن لا نبعد، وإن سلمنا من أن نشقى باللئام، فما ضرنا أن لا نسعد، ولنا في ذلك كله معذرة العارفين وشهادة وتزكية المنصفين) [3] إن نجاح العملية التعلمية في علوم الشريعة يجب أن يتناول خمسة جوانب هامة، هي: العناية بالمؤسسات التعليمية.
فها أنت ترى ما للعلم من عوائد ومقاصد تابعة للمقصد الأصلي، فهي بمثابة تكريم لأهله، ورفع لدرجتهم، وعِرفان لجميلهم، وحق لهم ذلك. خاتمة: انطلاقًا من تتبُّعنا لموارد موضوع العلم عند الشاطبي في مقدماته، يتَّضح لنا أنه بحثه بوصفه مصطلحًا أصوليًّا له صبغته الخاصة بهذا الحقل العلمي، كما نظر له بوصفه مفهومًا عامًّا، ينظم جميع أنواع العلوم الشرعية مما له صلة بالوحي، وما يخدمه من العلوم الأخرى، ومن ها هنا نفهَم الحافز الذي يبعث على الطلب والاستزادة منه، خاصة إذا أُريد به وجه الله تعالى والدار الآخرة. فنسأل الله تعالى أن يوفِّقنا إلى العلم النافع والعمل الصالح، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه. [1] (الموافقات ج1، ص24). [2] (الموافقات ج1، ص29) [3] (ج1، المقدمة 5، ص 31). تعريف الفقه .. تعرف على أهم 5 أمور حول هذا العلم الشرعي الهام. [4] (ج1، م11، ص64). [5] (ج1، م7، ص41). [6] مسند أحمد: (14/ 66)، رقم الحديث: 8316. [7] (ج1، ك7، ص 45-46).