ولذلك قال (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ) هذا من أشد الأمثال وأسوئها! نحن معنيون بهذا المثل نحن الذين نقرأ القرآن ونتلقى العلم والعجيب أن هذا المثل ذكر في سورة الجمعة والجمعة اسم لليوم الذي فيه خطبة وفيه تعليم للناس فكأن فيه حثّ للناس انتبهوا لما يخطب الخطيب يوم الجمعة ويعلّمكم ويقرأ عليكم آيات الله فلا تكونوا كالذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها. المشبه بالحمار يحمل اسفارا تفسير هم – صله نيوز. مثل الحمار يحمل أسفارا وارتباطه بالجمعة في القرآن والحديث: ومن اللطيف تأملت الجمعة فوجدت أنه يرد ذكر الحمار مرتبطا ببعض مسائل الجمعة: الآية (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾ الجمعة) كأن في المثل دعوة لمن يحمل العلم والذكر الذي يقوله الخطيب أثناء الخطبة وأن من لم ينتفع بالخطبة التي تضمنت العلم والقرآن والسنة ففيه شبه بالحمار الذي لا ينتفع بما يحمله من كتب. مثال من السُنّة: لأحمد والبزار من حديث ابن عباس مرفوعا: من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا، والذي يقول له أنصت ليست له جمعة.
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) يقول تعالى ذاما لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها ، فلم يعملوا بها ، مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا ، أي: كمثل الحمار إذا حمل كتبا لا يدري ما فيها ، فهو يحملها حملا حسيا ولا يدري ما عليه. وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه ، حفظوه لفظا ولم يفهموه ولا عملوا بمقتضاه ، بل أولوه وحرفوه وبدلوه ، فهم أسوأ حالا من الحمير; لأن الحمار لا فهم له ، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها; ولهذا قال في الآية الأخرى: ( أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) [ الأعراف: 179] وقال ها هنا: ( بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) وقال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا ابن نمير ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب ، فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا ، والذي يقول له " أنصت " ، ليس له جمعة "
حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قول الله: ( كمثل الحمار يحمل أسفارا) قال: الأسفار: التوراة التي يحملها الحمار على ظهره ، كما تحمل المصاحف على الدواب ، كمثل الرجل يسافر فيحمل مصحفه ، قال: فلا ينتفع الحمار بها حين يحملها على ظهره ، كذلك لم ينتفع هؤلاء بها حين لم يعملوا بها وقد أوتوها ، كما لم ينتفع بها هذا وهي على ظهره. حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي عن ابن عباس في قوله: ( كمثل الحمار يحمل أسفارا) يقول: كتبا. والأسفار: جمع سفر ، وهي الكتب العظام. وقوله: ( بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله) يقول: بئس هذا المثل ، مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ، يعني بأدلته وحججه ( والله لا يهدي القوم الظالمين) يقول تعالى ذكره: والله لا يوفق القوم الذين ظلموا أنفسهم ، فكفروا بآيات ربهم.