[٤] وأمّا فيما يتعلّق بفضل سورة القصص؛ فهيَ كفضل غيرها من سور القرآن الكريم، ولم يرد في فضلها دليل صحيح يختصّ بها دوناً عن غيرها من السّور، وبحسب ما أخبر به عبد الرحمن بن الجوزي أنّ كلّ ما ورد من الأحاديث في فضل سورة القصص يقع ضمن الأحاديث الموضوعة. [٥] تسميتها بسورة القصص اتّخذت قصّة موسى -عليه الصّلاة والسّلام- من سورة القصص عدداً كبيراً من الآيات؛ فمن بداية السورة إلى الآية الثامنة والأربعين جاء الحديث عن موسى -عليه الصّلاة والسّلام- في قصّته وحديثه لشعيب -عليه السّلام- عنها، [٦] وقد جاءت السورة برسالة للمسلمين تخبرهم فيها أنّ النصر قادم لا محالة، وأنّ الكفّار مهما ازدادوا في كفرهم وطغيانهم، ومهما بلغوا في المال والجاه، فمصيرهم الهلاك والزّوال. [٧] وتأكدّت هذه الرّسالة في السّورة الكريمة من خلال عرض الأدلّة على قدرة الله -تعالى- وصدق رُسله، وذكر مجموعة من مشاهد يوم القيامة، [٧] ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم لأنّها تضمّنت على كلمة "القصص" في قول الله -تعالى-: (وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) ، [٨] كما تُعدّ سورة القصص السورة الوحيدة الذي ذكرت قصّة سبب هجرة موسى -عليه الصّلاة والسّلام- من مصر إلى مَدين.
[٩] مناسبتها لما قبلها وما بعدها جاءت سورة القصص مفصّلة لِما أُوجز ذكره في سورتي النّمل والشّعراء، وهما الواقعتان قبلها في ترتيب المصحف؛ ففصّلت سورة القصص قصّة موسى -عليه الصّلاة والسّلام- ابتداءً بظلم فرعون وتجبّره في مصر، وتعامله مع بني إسرائيل، مروراً برمي أمّ موسى له في النّهر، والتقاط آل فرعون له، ومُضيّ شبابه في قصر فرعون، وصولاً إلى بعثة الله -تعالى- له رسولاً. [١٠] فصّلت السورة كذلك موقف الأمم السابقة وعذاب الله -تعالى- لهم نتيجة ظلمهم وكفرهم وإنكارهم، وإثبات دلائل قدرة الله على الخلق والإيجاد والبعث، ومن وجه آخر فقد أوجزت سورة القصص ما فصّلته سورة النّمل من إهلاك قوم صالح، وقوم لوط، وجزاء من أحسن ومن كفر، وتجتمع سورة القصص مع سورتيّ النّمل والشّعراء في المسائل العقديّة وأصولها وإثباتها من خلال قصص الأنبياء. [١٠] كما ترتبط سورة القصص مع السورة التي بعدها وهي سورة العنكبوت؛ إذ جاءت سورة العنكبوت تبيّن وتطرح أمثلة على الصّراع بين الحق والباطل، وتذكر أثر الثّبات على الدّين من خلال ما ظهر في سورة القصص من طيش فرعون ومحاولته للقضاء على رسالة التّوحيد، ثمّ عرضت سورة العنكبوت صوراً من تعذيب كفار قريش للمسلمين في مكّة، وهي صورة للعذاب أقلّ من صور تعذيب فرعون لبني إسرائيل، وتجتمع السّورتين في الحديث عن الهجرة، وبيان جزاء عباد الله -تعالى- المتّقين.
بيان الله -تعالى- نعمه على موسى -عليه الصّلاة والسّلام-؛ فقد بلغ أشدّه واستوى وآتاه حكماً وعلماً، ثمّ قتل رجلاً من آل فرعون، ليخرج من مصر هارباً، ووصل إلى مَدين، وبعد ذلك اتّفق موسى -عليه الصّلاة والسّلام- مع رجل على أن يُزوّجه ابنته مقابل أن يعمل عنده ثمان سنوات وإن أراد عشراً، وبعد انتهاء المدّة يُزوّجه ابنته. انتهت المدّة التي تعاقد عليها موسى -عليه الصّلاة والسّلام- مع الرّجل، وتزوّج موسى -عليه الصلاة والسلام- ابنته ، ثم توجّه وإياها عائداً إلى مصر، وفي الطريق رأى ناراً، فلمّا اقترب منها أمره ربّه أن يعود إلى فرعون ويدعوه إلى عبادة الله -تعالى- وحده ففعل، لكنّ فرعون كذّبه فأغرقه الله -تعالى-. قصة قارون في سورة القصص كان قارون من قوم موسى -عليه الصّلاة والسّلام- وكان رجلاً ذا مالٍ وجاه ، وخرج ذات يوم يمشي بين النّاس ويفتخر بماله وجاهه، فمن النّاس من انخدع بالمظاهر وتمنّى لو كان مكانه، ومنهم من لم يغترّ بما أظهره، فما كان إلّا أن خسف الله -تعالى- به وبداره الأرض. سورة القصص كاملة بصوت الشخ أحمد العجمي - YouTube. [٢٣] وكان قد وجهّه الله -تعالى- قبل أن يخسف به الأرض إلى ضرورة استعمال المال بالوجه المشروع، وبما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وإنفاقه في سبيل الله -تعالى-، ممّا يُؤدي إلى تنميته وطرح البركة فيه، لكنّه لم يتّعظ ولم يستجب لذلك، [٢٤] وتعامل مع النّعم التي أنعم الله -تعالى- بها عليه بالجحود والطّغيان، وبعد هلاكه قال الذين تمنوا مكانه: (لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
يقول: طب نفسا وقر عينا ، فقد خرجت من مملكتهم فلا حكم لهم في بلادنا. ولهذا قال: ( نجوت من القوم الظالمين). وقد اختلف المفسرون في هذا الرجل: من هو ؟ على أقوال: أحدها أنه شعيب النبي عليه السلام الذي أرسل إلى أهل مدين. وهذا هو المشهور عند كثيرين ، وقد قاله الحسن البصري وغير واحد. ورواه ابن أبي حاتم. سورة القصص مكتوبة بالرسم العثماني. حدثنا أبي ، حدثنا عبد العزيز الأويسي ، حدثنا مالك بن أنس; أنه بلغه أن شعيبا هو الذي قص عليه موسى القصص قال: ( لا تخف نجوت من القوم الظالمين). وقد روى الطبراني عن سلمة بن سعد العنزي أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: " مرحبا بقوم شعيب وأختان موسى ، هديت ". وقال آخرون: بل كان ابن أخي شعيب. وقيل: رجل مؤمن من قوم شعيب. وقال آخرون: كان شعيب قبل زمان موسى ، عليه السلام ، بمدة طويلة; لأنه قال لقومه: ( وما قوم لوط منكم ببعيد) [ هود: 95]. وقد كان هلاك قوم لوط في زمن الخليل ، عليه السلام بنص القرآن ، وقد علم أنه كان بين موسى والخليل ، عليهما السلام ، مدة طويلة تزيد على أربعمائة سنة ، كما ذكره غير واحد. وما قيل: إن شعيبا عاش مدة طويلة ، إنما هو - والله أعلم - احتراز من هذا الإشكال ، ثم من المقوي لكونه ليس بشعيب أنه لو كان إياه لأوشك أن ينص على اسمه في القرآن هاهنا.
حل سؤال سنة الفجر متى الإجابة الصحيحة للسؤال: صلاة السنة تصلى بين أذان الفجر ووقت الإقامة
[3] ليست سنة الفجر بعد صلاة الفجر ، ولا قبل الفجر الصادق ، والله أعلم. [4] الفرق بين صلاة الفجر والصباح حكم صلاة الفجر وبيان موعد ، وهي من أكثر السنن ثبوتاً ، وهذا هو. وفق اتفاق المذاهب الأربعة ، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ثابر عليه ولم يتركها قط. وقال الحسن البصري وجوبها ووافقه الشوكاني. ومن قال سنتها إلى أحاديث كثيرة منها ما رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أقسى من نافل مما قطع معي عهدا. [5] أما الشوكاني والحسن البصري فذكروا حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اترك ركعتي الفجر حتى لو أبعدتك الخيول ". [6] وقيل: هذا الحديث حث عليه وتأكيد أهميته. [7] إقرأ أيضا: تقيس نماذج الاختبارات العقلانية مستوى الذكاء، والذاكرة، والقدرة على إدراك العلاقات بين الأشياء والأشكال حكم قضاء سنة الفجر السنة أن يقضي المسلم سنة الفجر ، واذن العلماء هل ينفقها بعد الفجر مباشرة أو ينتظر وقت الضحى. قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أصلي بعد صلاة الفجر على وحدتين فقال: ما هاتان الصلاة قيس؟ قلت: لم أقم بركعتي الفجر فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السؤال: أذهب إلى صلاة الفجر دائماً وأجد الصلاة قد أقيمت وأنا لم أصلِّ ركعتي الفجر بعد... فهل مسموحٌ لي أن أصليها بعد انتهاء الصلاة؟ أي بعد تسليم الإمام؟ وإذا انتظرت حتى تطلع الشمس هل ينقص ذلك من أجري شيئاً مع العلم أن ركعتي الفجر هما خير من الدنيا وما فيها كما ورد في الأثر. الإجابة: إذا لم يتيسر للمسلم أداء سنة الفجر قبل الصلاة فإنه يخيَّر بين أدائها بعد الصلاة أو تأجيلها إلى ما بعد ارتفاع الشمس، لأن السنة قد ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمرين جميعاً، لكن تأجيلها أفضل إلى ما بعد ارتفاع الشمس لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، أما فعلها بعد الصلاة فقد ثبت من تقريره عليه الصلاة والسلام ما يدل على ذلك. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الحادي عشر. 11 2 61, 683
الحمد لله. أولا: نعم ، يستحب قراءة سورتي "الكافرون" و "الإخلاص" في سنة الفجر وفي سنة المغرب ، وقد ثبت ذلك في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قَرَأَ فِي رَكعَتَي الفَجرِ "قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ " و " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ") رواه مسلم (726). وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( رَمَقتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِشرِينَ مَرَّةً يَقرَأُ فَي الرَّكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ ، وَفِي الرَّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ: " قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ " و " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ") رواه النسائي (992) وقال النووي في "المجموع" (3/385): إسناده جيد. وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3328) والشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند (8/89). قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (2/418): " أي: يقرأ في الركعة الأولى منهما " قل يا أيها الكافرون" ، وفي الثانية " قل هو الله أحد " انتهى. وقد نص العلماء على استحباب قراءة هاتين السورتين في سنتي الفجر والمغرب ، عملاً بهذه الأحاديث. انظر: "المغني" (1/435) ، "مغني المحتاج" (1/464) ، "الفتاوى الفقهية الكبرى" (1/192) ، الموسوعة الفقهية (27/159).