دعاء قبل الطعام هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، إنّ الدعاء من العبادات العظيمة في الشّريعة الإسلاميّة فهو وسيلةٌ لقضاء الحوائج والتّقرّب إلى الله تعالى ونيل رضاه والمغفرة والأجر وبالدّعاء يستطيع الإنسان أن يشكر الله تعالى نعمه ويظهر حبّه لله سبحانه وتعالى بتعبّده والتّقرّب منه. [1] دعاء قبل الطعام وبعده ورد في الأحاديث النّبويّة الشّريفة الكثير من الأدعية الّتي تتضمّن مختلف الأمور سواءً الدّينيّة أو الدّنيويّة وقد وجب على الإنسان ذكر الله تعالى في كلّ وقتٍ فيستشعر وجوده دائماً ويعوّد نفسه على شكر الله تعالى وذكره عند قيامه وقعوده وبأيّ أمرٍ مهما صغر فهو لا يستطيع أن يخطو أيّ خطوةٍ دون تيسير و مشيئة الله جلّ وعلا، وفيما يأتي سيذكر دعاء قبل الطعام ودعاء بعد الطعام كما وردا عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام. [2] دعاء قبل الطعام عند البدء بالطّعام لا بدّ للمسلم أن يقول بسم الله الرّحمن الرّحيم فإن نسي فيُسنّ له أن يقول بسم الله أوّله وآخره وتعدّ البسملة من آداب الطّعام في الإسلام، ثمّ يُسنّ له أن يقول كما أمر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: "من أطعمهُ اللهُ الطعامَ فليقلْ اللهم باركْ لنا فيهِ وأطعمنا خيرا منهُ ومن سقاهُ الله لبنا فليقل اللهم باركْ لنا فيه وزدنَا منهُ".
[3] الدعاء بعد الطعام: روى معاذ بن أنس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: " من أَكَلَ طعامًا فقالَ: الحمدُ للَّهِ الَّذي أطعمَني هذا، ورَزقَنيهِ مِن غيرِ حَولٍ منِّي، ولا قوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ". [4] كذلك روى أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح: " أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مُوَدَّعٍ ولَا مُسْتَغْنًى عنْه ، رَبَّنَا ". [5] شاهد أيضًا: دعاء دخول الامتحان مكتوب 2021.. أفضل أدعية تيسير الامتحانات قصيرة أدعية قبل وبعد تناول الطعام مكتوبة كما يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الدعاء قبل الطعام وبعده، بحيث يحمد الله على ما رزقه وما أطعمه من خيره وكرمه عليه، وفيما يأتي المزيد من أدعية قبل وبعد تناول الطعام: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وعافنا واعفو عنا يا أرحم الراحمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم لك الحمد والشكر على نعمك التي أكرمتنا بها يا أكرم الأكرمين. بسم الله، اللهم أطعمتنا من فضلك وخيرك لا تحوجنا إلا أحد غيرك يا رب العالمين.
[3] دعاء بعد الطعام أمّا دعاء ما بعد الطعام فقد وردت الكثير من صيغ الدّعاء يسنّ للمسلم قولها بعد انتهاءه من الطعام في السّنّة النّبويّة الشّريفة ومنها: [2] الحمد لله الّذي أطعمني هذا ورزقنيه، من غير حولٍ منّي ولا قوّة. الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مودَّع ولا مستغنى عنه. ولمن قال هذه الأدعية قبل الطعام وبعده وواظب على الدّعاء بها ينال الأجر والثّواب من الله سبحانه وتعالى والله أعلم.
من أعظم نعم الله على عباده أنه يرزقهم الطعام؛ فالإطعام من جوع نعمة تستحق الحمد، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم سُنَّة خاصة بعد الطعام يغفر الله بها الذنوب.. من أعظم النعم التي يُنعم الله بها على عباده أنه يرزقهم الطعام، وقد ذكر الله عز وجل هذه النعمة على وجه الخصوص حين امتنَّ على قريش بنعمه، وحين أمرها بعبادته؛ قال تعالى: { لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت. الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش:1-4]. فالإطعام من جوعٍ نعمة كبيرة تستحقُّ الحمد والشكر، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سُنَّة خاصة في هذا الشأن، فقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ. غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». فانظر إلى عظيم فضل الله عز وجل الذي رزقنا الطعام، فلما حمدناه عليه زادنا فضلاً بأن غَفَرَ لنا ما تَقَدَّم من ذنوبنا، فلْنحفظ هذا الدعاء ، ولْنحرص على ترديده بعد كل طعام، فإن فيه خيري الدنيا والآخرة.
كما يمكن الدعاء بما يلي: اللّهمّ أطعمت وأسقيت، وأغنيت وأقنيت، وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت. كذلك يمكن حمد الله والثناء عليه بأي صيغة مثل: الحمد لله كثيراً طيّباً مباركاً فيه. غير مكفيٍّ ولا مودَّع ولا مستغني عنه ربّنا. كذلك يقال بعد الطعام: الحمد لله الّذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين. بالإضافة إلى دعاء الحمد لله الّذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول منّي ولا قوّة. أيضًا: أحمد الله تعالى كثيراً واشكره على نعمته جلّ وعلا الّتي لا تعدّ ولا تحصى. في النهاية نود أن نذكر أن الإنسان يمكنه الدعاء بما يشاء من أدعية تحمل الحمد والشكر لله. دعاء الانتهاء من الطعام مكتوب دعاء الانتهاء من الطعام يذكر الإنسان بأنه يسعى ويجتهد ليوفر لأسرته الطعام الحلال، ولكي يعبد الله وتستمر الحياة وهذا هو المغزى من وجوده في الحياة الدنيا، فيما يلي بعض الأدعية التي تقال بعد الطعام: عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عن ربنا). كما ذكر في رواية أخرى أن الرسول قال: (الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور).
دعاء الضيف لمن سقاه فيقول (اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أطْعَمَني وأَسْقِ مَنْ سْقَاني). – واليكم ايضا دعاء الاكل للاطفال في سن التحضيري: يقول المسلم قبل الشروع في الأكل(( بسم الله)). وإذا نسي فعليه أن يقول (( بسم الله اوله واخره)) وقتما تذكر. وعند الانتهاء من الأكل يقول(( الحمد لله)).
(وأما ابن عاشور* فذكر القول الأول وكأنه يقول به ثم يفهم من بقية كلامه أنه لا يقول إلا بالثاني). فقد قال: "وأخذ العهد على الذرية المخرجين من ظهور بني آدم يقتضي أخذ العهد على الذرية الذين في ظهر آدم بدلالة الفحوى، ومما يثبت هذه الدلالة أخبار كثيرة رويت عن النبي وعن جمع من أصحابه، متفاوتة في القوة غير خال واحد منها عن متكلم، غير أن كثرتها يؤيد بعضها بعضاً". تفسير سورة الأعراف الآية 172 تفسير السعدي - القران للجميع. ثم قال: "والإشهاد على الأنفس استعير لحالة مغيبة تتضمن هذا الإقرار يعلمها الله لاستقرار معنى هذا الاعتراف في فطرتهم. والقول في (قالوا بلى) مستعار أيضاً لدلالة حالهم على الاعتراف بالربوبية لله تعالى". وقال: "والكلام تمثيل حال من أحوال الغيب، من تسلط أمر التكوين الإلهي على ذوات الكائنات وأعراضها عند إرادة تكوينها، لا تبلغ النفوس إلى تصورها بالكنه، لأنها وراء المعتاد المألوف، فيراد تقريبها بهذا التمثيل. وحاصل المعنى: أن الله خلق في الإنسان من وقت تكوينه إدراك أدلة الوحدانية، وجعل في فطرة حركة تفكير الإنسان التطلع إلى إدراك ذلك، وتحصيل إدراكه إذا جرد نفسه من العوارض التي تدخل على فطرته فتفسدها". وقال: "(قالوا بلى) أطلق القول إما حقيقة فذلك قول خارق للعادة، وإما مجازاً على دلالة حالهم على أنهم مربوبون لله تعالى".
(9) مناقب عليّ بن أبي طالب: 271 / 319. (10) تفسير العيّاشي 2: 174 / 1658. (11) الكافي 1: 366 / 6. (12) الكافي 2: 9 / 3. (13) التاريخ الصغير 1: 39. تفسير قوله تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ. (14) الجامع الكبير 6: 7 / 3609. (15) ينابيع المودّة 2: 279 / 803، عن المودّة في القربى لعلي بن شهاب الدين الهمداني، المتوفّى سنة 786. (16) الخصائص الكبرى 1: 4 ـ 5. (17) الشفاء بتعريف حقوق المصطفى 1: 111. (18) من رواته: أحمد وأبو حاتم وابن مردويه وأبو نعيم وابن عبدالبر والخطيب والرافعي وابن حجر العسقلاني. راجع: الجزء الخامس من كتابنا الكبير نفحات الازهار في خلاصة عبقات الأنوار. (19) من رواته: الحاكم والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر والسيوطي والمتّقي. راجع: الجزء الخامس من كتابنا الكبير نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.
ومن خلال المقاربة الصحيحة لِ الآيتين المباركتين, نخرُج من بعد دراستهما بالتالي: 1- الآيتان 172 و 173 من سورة الأعراف هي نَصٌّ حَكِيمٌ, كما هو عُمُوم القُرآن…. وليستا واقعاً مادياً موصوفاً …وهكذا يجب النظر لهما … وحتى يعلم القارئ ما نرمي إليه.. فلينظر قوله تعالى: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ} - فصلت {11} من المنطقي القول إن الأرض والسماوات لا تتكلمان.. وأن الله تعالى لم يكلمهما في الأساس ككياناتٍ واعية... وإنما غاية النَصِّ القُرآني الحَكِيم القول بأن السماوات والأرض دخلتا في القانون الإلهي النَاظِم لهُما, لكونهما أسَاسَاً: كَلِماتٍ ( مَنظُومات) مخلوقاتٍ بالكَلِمَة …. { وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُم }. 2- الشهادة الموصوفة في الآيتَين 172 و 173 من سورة الأعراف ليست شَهاداتٍ جَماعية, وإنما شَهاداتٍ فَرْدِية جُمِعَت في سَردِيةٍ واحِدة. وهذا الأسلوب نراهُ في القرآن الكريم, ومن مِثْلِ ذلك …. قولُ الله تعالى: { وإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّۦنَ لَمَآ ءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَٰبٍۢ وَحِكْمَةٍۢ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥ ۚ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِى ۖ قَالُوٓاْ أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ} {81} آل عمران من خِلَال دِرَاسَة وفَهْمِ الآية, نُدرِكُ أن الأنبِياء كانوا يُؤْتَونَ المِيْثَاقَ: كُلٌّ على حِدَى... ولقد جَمَعَ الله تعالى النَبيين في شَهَادةٍ جَمعِية ضِمن السَرْدِية المِيثَاقِية ….
* وما أخرجه الشيخ العيّاشي، عن جابر، قال: «قال لي أبو جعفر: لو يعلم الجهّال متى سمّي أمير المؤمنين علي، لم ينكروا حقّه. قال قلت: جعلت فداك، متى سمّي؟ فقال لي: قوله: (وإذ أخذ ربّك من بني آدم)... »(6).
وروى مالك في موطئه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين فقال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون. فقال رجل: ففيم العمل ؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل [ ص: 282] الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار. قال أبو عمر: هذا حديث منقطع الإسناد; لأن مسلم بن يسار لم يلق عمر. وقال فيه يحيى بن معين: مسلم بن يسار لا يعرف ، بينه وبين عمر نعيم بن ربيعة ، ذكره النسائي ، ونعيم غير معروف بحمل العلم. لكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة كثيرة من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم.