وتغلب على حياة هؤلاء حالة التشرد والخصاصة والاضطراب. فهم جميعا في حالة كدح وصراع مع الخبز اليومي، وهو ما يتضح من دردشة السارد مع الراحل عامر بوترعة: « – هل التقيت بالشاعر سويلمي بوجمعة؟ هل عثرت على عبد الحق شريط المذيع السابق صاحب الصوت الجهوري، هل اصطدمت بالشاعر الطيب الرياحي؟ سألته متعجبا: ما الذي جعلك تسرد عليّ أسماء هؤلاء دفعة واحدة؟ رف شاربه ولمعت عيناه. – لأنهم مثلنا من زمرة الأشقياء… متعبون مشردون… حين يلتقي أحدنا بالآخر يبادره بالسؤال. هل تسقيني قهوة.. هل تمكنني من سلفة تستردها مني غدا. وكلنا يعرف أننا كذابون نصابون لكن في إطار الأخوة الخالصة». ويمكن القول في نهاية المطاف إن «حديقة الكسمبور» ليست درسا حول الحضارة الغربية، بل هي درس في التضحية ومقاومة الصعوبات. فالروائي يكتب مغامرته ويتذكر معركته من أجل المعرفة والعلم. لكن الطابع المرجعي لهذا العمل لا يخفي طبيعته الأدبية. فالسيرة الذاتية الروائية لا تتخلى عن لغتها الأدبية وعن جمالياتها. وهو ما يسجله قارئ هذا العمل. كتابة نهاية مغايرة لقصة الريال الفضي - عملاق المعرفة. فعبد القادر بن الحاج نصر يصيغه صياغة أدبية حيث يعطي للوصف ولجماليات اللغة وللتشويق مكانة مهمة. * كاتب تونسي إيطاليا تلغراف
حديقة لكسمبور، أشجار مصفطفة حول مسارات، بعضها معشب وبعضها مسفلت، كل ما في الحديقة كسطر بحساب ومعد بمقدار. الحوض الدائري الكبير المملوء ماء صافيا رقراقا، حوله الأطفال يسيّرون عليه مراكبهم الصغيرة». أما البعض الآخر من الفضاءات فيرتبط بالوطن وبتونس. وتعود الذاكرة إلى العاصمة التونسية فيذكر الروائي العديد من شوارعها وفضاءاتها الثقافية من ذلك، هذا المقر الذي تذكره وهو في باريس « تذكرت فاعتصرني إحساس بالبكاء. نهج روما مقر صحيفة العمل وملحقها الأدبي». ويذكر الكاتب أيضا بعض فضاءات قريته بئر الحفي وسط البلاد. فهذه السيرة تحمل تطابق الفضاءات مع المرجع الخارجي، ما يدعم انتسابها إلى الذاكرة لا إلى الخيال، ما يتعمق بذكر أسماء شخصيات ذات وجود حقيقي تنتمي إلى المجال المعرفي والثقافي أو المجال الاجتماعي. شخصيات الذاكرة تمر هذه السيرة بشخصيات كثيرة لها وجود تاريخي ومكانة رمزية، ولعل أهمها ينحدر من الوسط العلمي الفكري والثقافي من ذلك الحديث عن أساتذته وفي مقدمتهم محمد أركون. «حديقة لكسمبور» للتونسي عبد القادر بن الحاج نصر: كتابة الذاكرة ومطابقة المرجع - إيطاليا تلغراف - italielegraph. وتتحول هذه السيرة إلى شهادات عن الوضع الثقافي التونسي فيذكر محمد العروسي المطوي بحب كبير، ويشير إلى الكثير من خصاله. « تذكرت. لاح لي طيفه.
وهي قصيدة بمثابة تحريض على ارتداء قناع يليق بزيف العالم وعدمية الحياة وقد خبرها الشاعر. لكن هذا التحريض، يكتسب رؤية شعرية مغايرة؛ من أجل أن تأتي الفكرة -وفقا لما يراه الشاعر- طيعة "مثل امرأة تتجول في الحقول" عندما يهبط المغيب كالضباب فوق البحيرات. ولأجل ذلك، ينبه الشاعر من الخوف من الخطوة الأولى؛ خوف يفضي إلى حصد الريح والاستعداد للقذائف "عليك الآن أن تجمع حفيف الريح/ في يدك/ حتى تستعد للقذيفة". أما نص "العابر بلا كلمة" الذي حمل عنوان المجموعة الرئيس، فهو استمرار للتحريض على مخالفة الواقع والروتين اليومي، وفي مطلعه يقول الشاعر "أتبعُ السهم حيث يريد أن يصل/ حتى لو كان الهدف نجما آيلا للسقوط". ويتحسر الشاعر على مآلات حياتنا اليوم؛ حياة مملة ومريبة، كل شيء مراقب، حتى الموتى في قبورهم قد يتعرضون للمراقبة، كما أن الصالات الفارغة هي الأخرى مُراقَبة، لذلك فهو يختار طريقه الخاصة "سهم يسافر وحده/ ويتبع النجوم والريح"، تابعا سهم الشعر والكتابة، لا سهم الملل الذي يصيبنا كلما مررنا بصالة فارغة تحرسها كاميرات. ثم يستمر التنصل من ضجيج العالم ورتابته "nevermore/ nevermore/ ليس لديّ نافذة/ والزائر الغريب لن يطرق ليلا/ على باب اللاشيء/ أعيش في العراء/ ولديّ نخلة الخلاص/ هذا كل ما لديّ يا لينور/ لكنني سجين في جناح الغراب".
نشر في 25 أبريل 2022 الساعة 14 و 30 دقيقة إيطاليا تلغراف * رياض خليف ليست الكتابة عن باريس ويوميات الرحيل إليها نزعة جديدة في الأدب العربي. فقد شهدت المكتبة العربية مؤلفات عديدة تقدم مشاهدات مؤلفيها في باريس وتنقل انبهارهم. ولعل أبرزها «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» لرفاعة رافع الطهطاوي و»حديث عيسى بن هشام» لمحمد المويلحي. ويبدو أن هذه المدينة استطاعت أن تغوي الكتاب العرب ليكتبوا عنها باستمرار. فلم تنقطع كتابة باريس عن الكتاب العرب ممن ظلوا يقدمونها نموذجا اجتماعيا وثقافيا وإصلاحيا. وها هي تعود من جديد في العمل السردي الأخير «حديقة لكسمبور» للروائي عبد القادر بن الحاج نصر، الذي يكتبها كتابة مغايرة ليست كتابة تمجيد لكنها كتابة لذاته فيها ولمعاناته. فليست باريس في هذا العمل درسا للاعتبار به، لكنها مجرد فضاء للذاكرة، يعود إلى كتابتها من جديد بعد أن راودته في مجموعته القصصية «حكايا باريس». فهذا العمل الجديد الذي اكتفى المؤلف بإدراجه تحت التصنيف الأجناسي «رواية» المرسوم على غلاف، يدخل ضمن الأدب السيرذاتي، وهو من أنواع الأدب الحميم، على حد تعبير الصادق قسومة. ويمكن اعتباره سيرة ذاتية روائية.
كما تؤكد الأديبة والقاصة هدى العطاس أن الفن من أهم العوامل الداعمة للثورات، وهو غالبا ما يكون وعاءها والمعبر عن روحها وجوهرها". وشددت في تصريح للجزيرة نت على أن أهمية دور الفنان تكمن في كونه لسان حال الشعب والمعبر عن همومه وتطلعاته، ودللت بما قدمه سيد إمام وأحمد فؤاد نجم للثورة المصرية وما قدمه السنوات الأخيرة الفنان المعبر عن القضية الجنوبية عبود خواجة، إضافة إلى إسهامات شباب الثورة اليمنية في إعادة إنتاج الأغاني الثورية للفنان اليمني الراحل محمد سعد عبد الله.
ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا، فأين كنت؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه. لماذا الامام علي عليه السلام؟ لسنا نحن من نختار فلنا في رسول الله أسوة حسنة وهذا الأمر أمر الهي بعيد عن البشر وعقولهم المحدودة والمقيدة فاختيار الامام من الله سبحانه وتعالى والايمان بولاية أمير المؤمنين عليه السلام والخضوع لهذا الأمر ميزان قبول الأعمال ورفضها حتى وإن كان هذا الشخص النبي الكريم صلى الله عليه وآله حيث ورد في الكتاب الكريم: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته".. جميع محاولات النبي صلى الله عليه وآله وصبره في مجال الرسالة سوف يذهب هباءً إن لم يبلغ الأمر. مضارب الاهلية ويلك من الله ياعلي - هوامير البورصة السعودية. فكيف لا نختاره وهو أول من أسلم وآمن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي ابن أبي طالب (هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذة الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين). *١ من فدى بروحه لأجل محبوبه، إن الله سبحانه وتعالى أوحى ليلة المبيت على الفراش إلى جبريل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر, فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة, فاختار كلاهما الحياة.. أوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة, اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه.
(٢٨٥) الذهاب إلى صفحة: «« «... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290... » »»
قال الصادق (ع): لما قال النبي (ص): يا علي!.. لولا أنني أخاف أن يقول فيك ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت اليوم فيك مقالةً لا تمرّ بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدمك. قال الحارث بن عمرو الفهري لقوم من أصحابه: ما وجد محمد لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم ، يوشك أن يجعله نبياً من بعده.. والله إنّ آلهتنا التي كنا نعبد خيرٌ منه ، فأنزل الله تعالى: { ولما ضرب بن مريم مثلاً} إلى قوله { وإنه لعلم للساعة فلا تمترنّ بها واتّبعون هذا صراط مستقيم}. وفي رواية: أنه نزل أيضا:{ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه}. فقال النبي (ص) يا حارث!.. اتق الله وارجع عما قلت من العداوة لعلي بن أبي طالب ، فقال: إذا كنتَ رسول الله ، وعلي وصيك من بعدك ، وفاطمة بنتك سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين ابناك سيدا شباب أهل الجنة ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر الطيار ابن عمك يطير مع الملائكة في الجنة ، والسقاية للعباس عمك ، فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك ؟.. فقال رسول الله (ص): ويلك يا حارث!.. ما فعلت ذلك ببني عبد المطلب لكن الله فعله بهم. فقال: { إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء} ، فأنزل الله تعالى: { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} ، ودعا رسول الله (ص) الحارث فقال: إما أن تتوب أو ترحل عنا ، قال: فإن قلبي لا يطاوعني إلى التوبة لكني أرحل عنك.