تعتبر الأمثال من أبرز عناصر الثقافة العربية، وهي مرآة لطبيعة ومعتقدات الناس، لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم.. قصة رب عَجَلَة تَهَبُ ريثًا لـ مؤلف غير معروف - موسوعة حروف. كما أنها تعكس مواقف مختلفة، وتساهم في تشكيل أنمـاط اتجاهات وقيم المجتمع ما جعلها محوراً أساسياً للكثير من الباحثين.. وهناك أمثال عربية نتداولها وبعضنا لا يعرف منشأها.. هنا سنتطرق لمثل ونتعرف على أصله.. «رب عجلة تهب ريثاً» يضرب مثلاً للرجل يشتد حرصه على الحاجة، فيخرق فيها، ويفارق التؤدة في التماسها، فتفوته وتسبقه. وأصله في الرجل يغذ السير ويواصله حتى يعطب ظهره، فيقعد عن حاجته.
ويروي تهُبُ ريثًا ، وريثًا: نصب على الحال في هذه الرواية ، أي تهب رائثة ، فأقيم المصدر مقام الحال ، وفي الرواية الأولى نصب على المفعول به. قصة المثّل: وأول من قال ذلك ، هو: مالك بن عوف بن أبي عمرو بن عوف بن محلم الشيباني ، وكان سنان بن مالك بن أبي عمرو بن عوف بن محلم شام غيما ، فأراد أن يرحل بامرأته خماعة بنت عوف بن أبي عمرو ، فقال له مالك: أين تظعن يا أخي ؟ قال: أطلب موقع هذه السّحابة ، قال: لاتفعل فإنه ربما خليت وليس فيها قطر ، وأنا أخاف عليك بعض مقانب العرب. لم يكشف له سترًا: قال: لكني لست أخاف ذلك ، فمضى وعرض له مروان القرظ بن زنباع بن حذيفة العبسي فأعجله عنها ، وانطلق بها ، وجعلها بين بناته وأخواته ، ولم يكشف لها سترًا ، فقال مالك بن عوف لسنان: ماذا فعلت أختي. رب عجلة تهب ريثًا: قال: نفتني عنها الرماح ، فقال مالك: رب عجلة تهب ريثًا ، ورب فروقة يدعى ليثًا ، ورب غيث لم يكن غيثًا.. فأرسلها مثلاً… ويضرب للرجل يشتد حرصه على حاجة ، ويخرق فيها ، حتى تذهب كلها. المنشور السابق شِنشِنَة أَعرِفُها من أخزَم المنشور التالي ما يوم حليمة بسر
عند الصبح يحمد القوم السرى، ويضرب لمن يتحمل التعب لأجل الحصول على الراحة فيما بعد. بيدي لا بيد عمرو، وقالت هذه المقولة التي أصبحت مثلًا هي الزباء بنت عمرو بن الأضرب التي اعتلت عرض تدمر بعد وفاة أبيها. عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وحليمة هي زوجة حاتم الطائي. رجع بِخُفّي حنين. الصيف ضيعت اللبن. على أهلها جنت براقش. وافق شنٌّ طبقة. استنوقَ الجملُ. رُبَّ أخٍ لك لم تَلِدْهُ أُمُّك. أسخى من حاتم، ويُضرب هذا المثل في شدة الكرم والجود. إياك أعني واسمعي يا جارة. مقتل الرجل بين كفيه. أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا، يُضرب في المبالغة في الأشياء دون وجود نتيجة واضحة. المراجع ↑ "أمن أم أوفى دمنة لم تكلم" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. ↑ "ألا قل لتيا قبل مرتها اسلمي" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. ↑ "إذا شاء يوما قاده بزمامه" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 25\8\2021.
تعريف موجز هو زهير بن القَيْن الأنماريّ البَجَليّ، من شجعان المسلمين، وممّن اشترك في الفتوح الإسلاميّة، وقد التحق بالإمام الحسين عليه السّلام أثناء الطريق.. وهذه قصّة التحاقه. توفيق رفيع عَلِم الإمامُ الحسين عليه السّلام أنّ يزيد بن معاوية أنفَذَ إليه مَن يقتله في مكّة ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة المشرّفة، فخشي عليه السّلام أن تُنتهَك حُرمة البيت الحرام، لذا خرج من مكّة المكرّمة يوم التروية ( الثامن من ذي الحجّة سنة 60 هجريّة) بعد أن خطب فيها معلناً نهضته، قائلاً في ختامها: ألاَ ومَن كان فينا باذلاً مهجتَه، مُوطّناً على لقاء الله نفسَه، فلْيَرحَلْ معنا؛ فإنّي راحلٌ مُصبِحاً إن شاء الله (1). وسار الموكب الحسينيّ نحو كربلاء.. وكان هنالك موكبٌ آخر يسير بزعامة زهير بن القَين يحوي نفراً من البَجَليّين والفَزاريّين، جانَبوا الحسين عليه السّلام ولم يرغبوا في مُسايَرَته والنزول معه. قال بعضهم: كنّا مع زهير بن القين، أقْبَلْنا من مكّة نُساير الحسين عليه السّلام.. إذا سار تخلّف زهير، وإذا نزل الحسين تقدّم زهير. حتّى نزلنا في منزلٍ لم نجد بُدّاً من أن نُنازِله فيه، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب.
وأما محاولة دعم هذا الجواب بعدم ورود مثل هذه التهمة على ألسنة آخرين غيره، فيدفعه ما أشرنا إليه من إمكانية عدم الاطلاع على انتماء زهير العقدي، وهو حال طبيعي وليس مستغرباً لما عرفت من أنه أمر خاص داخلي. على أن ظاهر كلمات المجيبين لا تخرج عن الإيحاء بأن الصادر من عزرة كذب، أو أنه لوجود عداوة خاصة بينه وبين زهير(رض)، وكلاهما ممنوعان، فإن الأول منهما يحتاج قرينة واضحة للجزم به، كما أن ثانيهما يفتقر للشواهد التاريخية المساعدة عليه. وأما دوافع عزرة لاتهام زهير(رض) بذلك، فمع عود الدافع الثالث للدافع الثاني، وعدم عدمهما منفصلين، فإنه يمكن الجواب عنهما، بأن أولهما ليس واضحاً سيما بملاحظة المستند الذي عول عليه في ثبوت ذلك المنهج له(ض)، لأن أقصى ما يظهر من كلمة المولى أبي عبد الله الحسين(ع) أن هناك جهة مشابهة بين زهير(رض) ومؤمن آل فرعون في تقديم النصح والإرشاد والتوجيه إلى قوميهما، وليس في ذلك دلالة من قريب أو بعيد أنهما متشابهان من جميع الجهات حتى يقرر أن زهيراً(رض) كان يعمل بالتقية. وأما الثاني، فإن هذا وإن كان أحد الأساليب النفسية والإعلامية المتبعة في الحرب، إلا أننا لا نجده قد استخدم مع أحد من أصحاب أبي عبد الله الحسين(ع) يوم كربلاء وانحصر استخدامه في خصوص زهير بن القين، ما يوجب عدم الجزم بهذا الأمر.
ولماذا لم يذكر نسبته إلى ذلك أمثال حميد بن مسلم، أو قاتل زهير بن القين، أو عمر بن سعد، أو شمر بن ذي الجوشن، أو شبث بن ربعي، وغيرهم من رؤوس الضلال. وعليه، يتعين الاحتمال الثالث. ومع تعينه، يلزم معرفة الأهداف التي دعته لتوجيه هذه التهمة لزهير بن القين(رض)، ويمكن ذكر مجموعة من الأهداف التي دعته إلى ذلك: أحدها: مبدأ التقية الذي كان يعمل به زهير بن القين(رض): والتي كان يمتاز بها سلوكه(رض) وكان يعمل بها حذراً من عزرة وأمثاله من أتباع السلطة، وقد يستظهر هذا المبدأ في سيرته العطرة، من تشبيه الإمام الحسين(ع) له يوم عاشوراء بمؤمن آل فرعون، حيث قال(ع): ومن الواضح أن تشبيهه بمؤمن آل فرعون، لأنه كان يعمل بالتقية، فيكشف ذلك عن كون زهير(رض) عاملاً بها. ثانيها: التسقيط: وهو يمثل ركناً من أركان عسكر الإيمان، فهو صاحب ميمنة العسكر الحسيني، فيكون هدفاً مهماً للعدو، ويعتبر التسقيط واحداً من الأساليب المستخدمة من قبل الأمويـين وأتباعهم من الحرب النفسية والإعلامية. ثالثها: زعزعة الثقة بين أصحاب الإمام الحسين(ع). الثالث: الجواب الصادر من زهير بن القين(رض) على هذه التهمة الموجهة إليه، حيث قال معقباً على عزرة: أفلست تستدل بموقعي هذا أني منهم [1].
أنساب الاشراف ج 3 ، ص 184. مقتل الحسين الخوارزمي ج 1 ، ص 353 - 354. تاريخ الطبري، المجلد 4، صص 315-316 ^ الإرشاد للشيخ المفيد ج2\92 ^ تاريخ الطبري 4 / 318 ^ مقتل الحسين ـ محسن الأمين / 106 ^ مقتل الحسين لأبي مخنف: 119 ^ بحار الأنوار للمجلسي 45/25 ^ أعيان الشيعة لمحسن الامين العاملي 7/72 ^ أعيان الشيعة 7/71 ^ أبصار العين في أنصار الحسين للشيخ محمد طاهر السماوي: 161