و كانت خالته خديجة بنت خويلد زوج محمد بن عبد الله – صلى الله عليه و سلم – تنزله من نفسها منزلة الولد من أمه، و تفسح له في قلبها و بيتها مكانا مرموقا ينزل فيه على الرحب و الحب. و لم يكن حب محمد بن عبد الله لأبي العاص بأقل من حب خديجة له ولا أدنى. و مرت الأعوام سراعا خفافا على بيت محمد بن عبد الله، فشبت زينب كبرى بناته، و تفتحت كما تتفتح زهرة فواحة الشذى بهية الرواء. فطمحت إليها نفوس أبناء السادة البهاليل من أشراف مكة... و كيف لا؟!!... و هي من أعرق بنات قريش حسبا و نسبا، و أكرمهن أما و أبا، و أزكاهن خلقا و أدبا. و لكن أنى لهم أن يظفروا بها؟!... و قد حال دونهم و دونها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع فتى فتيان مكة!! لم يمض على اقتران زينب بنت محمد بأبي العاص إلا سنوات معدودات حتى أشرقت بطاح مكة بالنور الإلهي الأسنى، و بعث الله نبيه محمدا – صلى الله عليه و سلم – بدين الهدى و الحق، و أمره بأن ينذر عشيرته الأقربين، فكان أول من آمن به من النساء زوجته خديجة بنت خويلد، و بناته زينب، و رقية، و أم كلثوم، و فاطمة، على الرغم من أن فاطمة كانت صغيرة آنذاك. غير أن صهره أبا العاص، كره أن يفارق دين آبائه و أجداده، و أبى أن يدخل فيما دخلت فيه زوجته زينب، على الرغم من أنه كان يصفيها بصافي الحب، و يمحضها من محض الوداد.
فقالوا: "نعم، ونعمة عين يا رسول الله. " [7] غير أن النبي عليه الصلاة والسلام اشترط على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يسير إليه ابنته زينب من غير إبطاء. فما كاد أبو العاص يبلغ مكة حتى بادر إلى الوفاء بعهده. فأمر زوجته بالاستعداد للرحيل، وأخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة، وأعد لها زادها وراحلتها، وندب أخاه عمرو بن الربيع لمصاحبتها وتسليمها لمرافقيها يداً بيد. تنكب عمرو بن الربيع قوسه، وحمل كنانته، وجعل زينب في هودجها، وخرج بها من مكة جهارا نهارا على مرأى من قريش، فهاج القوم وماجوا، ولحقوا بهما حتى أدركوهما غير بعيد، وروعوا زينب وأفزعوها. عند ذلك وتر عمرو قوسه، ونثر كنانته بين يديه، وقال: "والله لا يدنو رجل منها إلا وضعت سمها في نحره"، وكان راميا لا يخطئ له سهم. فأقبل عليه أبو سفيان بن حرب – وكان قد لحق بالقوم – وقال له: "يا بن أخي، كف عنا نبلك حتى نكلمك"، فكف عنهم، فقال له: "إنك لم تصب فيما صنعت فلقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس، وعيوننا ترى وقد عرفت العرب جميعها أمر نكبتنا في "بدر"، وما أصابنا على يدي أبيها محمد. فإذا خرجت بابنته علانية – كما فعلت – رمتنا القبائل بالجبن ووصفتنا بالهوان والذل، فارجع بها، واستبقها في بيت زوجها أياما حتى إذا تحدث الناس بأننا رددناها فسلها من بين أظهرنا سرا، وألحقها بأبيها، فما لنا بحبسها عنه حاجة" فرضي عمرو بذلك، وأعاد زينب إلى مكة ثم ما لبث أن أخرجها منها ليلاً بعد أيام معدودات، وأسلمها إلى رسل أبيها يداً بيد كما أوصاه أخوه.
^ أسد الغابة 22/6، تهذيب الأسماء واللغات 331/2، سير أعلام النبلاء 335/1، الوافي بالوفيات 379/9، العقد الثمين 181/8، الإصابة 4/8 1. ↑ أ ب ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (ط. الأولى)، لبنان: دار الجيل، ص. 1788-1790، جزء 4، مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2019 ، اطلع عليه بتاريخ 23 يوليو 2015. ^ ابن جرير الطبري ، تاريخ الطبري (ط. الثانية)، لبنان: دار التراث، ص. 154، جزء 5، مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 2019 ، اطلع عليه بتاريخ 23 يوليو 2015. "نسخة مؤرشفة" ، مؤرشف من الأصل في 9 يوليو 2017 ، اطلع عليه بتاريخ 23 يوليو 2015. ^ أبي عمر يوسف بن عبد الله/ابن عبد البر (01 يناير 2010)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب 1-4 ج4 ، دار الكتب العلمية، ص. 352، مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 2021. ^ محمد زكريا بن محمد بن (01 يناير 2010)، أوجز المسالك الى موطأ مالك 1-16 مع الفهارس ج3 ، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، مؤرشف من الأصل في 05 مارس 2020.
السؤال: ماذا يقول الإنسان عند الغسل من الجنابة في أول الغسل وآخره؟ الإجابة: يقول الإنسان في أول الغسل : "بسم الله"، وفي نهايته يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التّوّابين واجعلني من المتطهّرين). أحكام الطهارة » شرائط الوضوء - المسائل المنتخبة - (الطبعة الجديدة المنقحة) - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). فما يُقال ويُفعل عند الاغتسال هو ما يُقال ويُفعل عند الوضوء ، وذلك بأن يسمي، ثم ينوي، ثم يغسل كفيه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة؛ إلا غسل الرجلين؛ فإنه يؤخره إن شاء بعد الاغتسال، فيغتسل اغتسالاً كاملاً، ثم بعد ذلك يغسل رجليه. أما في أثناء الاغتسال؛ فلا يشرع أي دعاء، ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أي دعاء في ذلك، والأذكار التي يقولها بعض الناس لا دليل عليها؛ فتكون من البدع المحدثة. 166 25 428, 078
الثاني: أن التجديد مستحب إن صلى فرضا بالوضوء الأول، وإلا فلا. الثالث: أن التجديد مستحب، إن كان فعل بالوضوء الأول ما يقصد له الوضوء ‑كقراءة القرآن مثلا- وإلا فلا. الرابع: يستحب التجديد إن صلى بالأول، أو سجد لتلاوة أو شكر، أو قرأ القرآن في المصحف، استحب وإلا فلا. الخامس: أن التجديد مستحب ولو لم يفعل بالوضوء الأول شيئا، ولكن ذلك إنما يصح إذا تخلل بين الوضوء والتجديد زمن يقع بمثله تفريق، فأما إذا وصله بالوضوء، فهو في حكم غسلة رابعة. ماذا تقول بعد الوضوء لثلاث. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «وتجديد الوضوء يكون مسنونا إذا صلى بالوضوء الذي قبله، فإذا صلى بالوضوء الذي قبله فإنه يستحب أن يتوضأ للصلاة الجديدة». مثال ذلك: أن يتوضأ المسلم لصلاة الظهر ويصلي، ثم يحضر وقت العصر وهو ما زال على طهارته، فحينئذ يُسَنُّ له أن يتوضأ تجديدا للوضوء؛ لأنه صلى بالوضوء السابق.
نعم. المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ. فتاوى ذات صلة