وقال السعدي: أقسم تعالى بالنجوم ومواقعها أي: مساقطها في مغاربها، وما يحدث الله في تلك الأوقات، من الحوادث الدالة على عظمته وكبريائه وتوحيده، ثم عظم هذا المقسم به، فقال: وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ـ وإنما كان القسم عظيما، لأن في النجوم وجريانها، وسقوطها عند مغاربها، آيات وعبرا لا يمكن حصرها. اهـ. وقال ابن كثير: وقوله: وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ـ أي: وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم، لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه، إنه لقرآن كريم أي: إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لكتاب عظيم في كتاب مكنون أي: معظم في كتاب معظم محفوظ موقر. ما المقصود بمواقع النجوم , وأنه قسم لو تعلمون عظيم ؟ | البيان الحق للقرآن الكريم. اهـ.
46 تريليون كيلومتر. بيننا وبين النجم القطبي أربعة آلاف سنة ضوئية. بيننا وبين مجرة "المرأة المسلسلة" مليونا سنة ضوئية. ما تفسير قوله تعالى "فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ" - حسوب I/O. الأرض والشمس وبقية المجموعة الشمسية كلها تنتمي إلى مجرة تسمى "درب التبانة"، التي تحوي مئات البلايين من النجوم، وتعد مجرة صغيرة قياسا بما عرف حتى الآن من المجرات الأخرى. إن الإنسان لا يجوز له أن يقسم إلا بالله، أما الله - جل جلاله - فيقسم بما شاء من خلقه، وإذا أقسم سبحانه بشيء، دل هذا على عظم المقسم به. إذن، عندما يقسم - سبحانه - بـ "مواقع النجوم"، فإنه يخاطب الإنسان بأنك لو كنت تعلم حقيقة مواقع النجوم، فستعلم لماذا أقسمت بها، وستعلم أيها الإنسان عظمة هذا القسم. حقيقة، لا يملك الإنسان حين يتدبر ويتفكر في الكون إلا أن يقول: سبحانك ربنا ما أعظمك.
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) وقوله: ( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) يقول تعالى ذكره وإن هذا القسم الذي أقسمت لقسم لو تعلمون ما هو، وما قدره، قسم عظيم من المؤخر الذي معناه التقديم، وإنما هو: وأنه لقسم عظيم لو تعلمون عظمه.
ودليل انتفاء علمهم بعظمته أنهم لم يدركوا دلالة ذلك على توحيد الله بالإِلهية فأثبوا له شركاء لم يخلقوا شيئاً من ذلك ولا ما يدانيه فتلك آية أنهم لم يدركوا ما في طي ذلك من دلائل حتى استوى عندهم خالق ما في تلك المواقع وغير خالقها. فأما إن جعلت ضمير { وإنه لقسم} عائداً إلى المقسم عليه فالمعنى: لو تعلمون ذلك لما احتجتم إلى القسم. وقرأ الجمهور { بمواقع} بصيغة الجمع بفتح الواو وبعدها ألف ، وقرأه حمزة والكسائي وخلق { بموقع} سكون الواو دون ألف بعدها بصيغة المفرد على أنه مصدر ميمي ، أي بوقوعها ، أي غروبها ، أو هو اسم لجهة غروبها كقوله: { رب المشرق والمغرب} [ المزمل: 9]. ومفعول { تعلمون} محذوف دل عليه الكلام ، أي لو تعلمون عظمته ، أي دلائل عظمته ، ولك أن تجعل فعل { تعلمون} منزّلاً منزلة اللازم ، أي لو كان لكم علم لكنكم لا تتصفون بالعلم. إعراب القرآن: «وَإِنَّهُ» الواو اعتراضية وإن واسمها «لَقَسَمٌ» اللام المزحلقة وقسم خبرها والجملة اعتراضية لا محل لها «لَوْ» شرطية غير جازمة «تَعْلَمُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة ابتدائية لا محل لها «عَظِيمٌ» صفة قسم.