فقال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم. قال: (إلا الإذخر). معنى علي الحرام خلال. هذا حديث متفق على صحته، حيث رواه الشيخان، وحبذا التوقف عنده لبيان معاني مفرداته. قوله: (ولم يحل لي إلا ساعة من نهار): قال البغوي: أراد بها ساعة الفتح أبيحت له إراقة الدم فيها دون الصيد، وقطع الشجر، وسائر ما حرم على الناس منها، ويستدل بهذا من يذهب إلى أن مكة فتحت عنوة لا صلحاً وهو قول الأوزاعي وأصحاب الرأي. وتأوله غيرهم على معنى أنه أبيح له أن يدخلها من غير إحرام، لأنه عليه السلام دخلها وعليه عمامة سوداء. وقوله لا يُعضد شوكه، أي: لا يُقطع، وأراد به ما لا يؤذي منه، فأما المؤذي من الشوك كالعوسج، فلا بأس بقطعه، كالحيوان المؤذي لا بأس بقتله. وفي رواية أبي هريرة: (لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد).
ذات صلة لماذا سمي بيت الله الحرام لماذا سمي البيت الحرام بهذا الإسم سبب تسمية بيت الله الحرام سمّى الله -تعالى- الكعبة في القُرآن بالبيت الحرام، لقوله: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)، [١] ويرجع السبب في ذلك إلى عدة أقوال نوردها على النحو الآتي: [٢] لعظمته وحُرمته، وحُرمة القتال والصيد عنده. [٣] لأن إبراهيم -عليه السلام- لما وضع الحجر الأسود في الكعبة عند بنائها، أضاء من جميع الجهات، فحرمه الله -تعالى- إلى حيث انتهى نوره. لما أهبط الله -تعالى- آدم -عليه السلام- إلى الأرض خاف على نفسه من الشيطان، فاستعاذ منه بالله -تعالى-، فأرسل الله -تعالى- إليه ملائكة وقاموا بحف مكة من جميع جوانبها، ووقفوا عند الحرم يحرسونه، فأصبح بينه وبين موقف الملائكة حرم. معنى البيت الحرام ودوره في الحياة. لأن الله -تعالى- لما خاطب السماوات والأرض بقوله: (ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)، [٤] أجابته أرض الحرم فقط، فحرمها الله.
ولذلك لابدَّ من صرف روايات "إنَّما الحرام ما حرَّمه الله في القرآن" عن ظهورها الاولي أو ردِّ علمِها إلى أهلها نظراً لمنافاة ظهورِها الاولي لما هو المقطوع بمنافاتِه للواقع الخارجيِّ، فانَّ الكثير من المحرَّمات عُرفتْ عن طريق النبيِّ (ص) بنحو التواتر الاجماليِّ ولم يكن القرآنُ قد تصدَّى لبيانَّ حرمتها.
وهذه المناشئ للجهل منتفيةٌ عند النبيِّ (ص) وأهلِ بيته (ع) لذلك لا مانع من الالتزام بأنَّ جميع المحرَّمات من الأطعمة قد أورده اللهُ عزَّوجل في كتابه، غايتُه انَّ بعضَها يمكن استظهارُه للعارفين بضوابط الاستنباط العقلائيَّة، وبعضُها لا يُتاح التعرُّف عليها إلا بواسطة النبيِّ (ص) وأهلِ بيتِه (ع) نظراً لكونِهم العارفين بتمام مُرادات الكتابِ المجيد. وهنا احتمالٌ ثالث: وهو انَّ الحصر ليس إضافياً من جهة الأطعمة فالمُراد من الحرام هو مُطلق الحرام من الأطعمة وغيرها، ويترجَّح هذا الاحتمال على الثانَّي من جهة انَّ الأصل عند استعمال أحد أدوات الحصر هو إرادة الحصر المُطلق وأنَّ إرادة الحصر الاضافي يفتقر للقرينة، فإذا لم تكن القرينة المذكورة في الاحتمال الثاني على إرادة الحصر الإضافي تامَّة فلا مانِع من بالإلتزام بالحصر المُطلق وانَّه ليس من مُحرمٍ إلا ما حرَّمه اللهُ تعالى في كتابه. معنى علي الحرام 10 مرات يوميًا. والإشكال من جهة انَّ بعض ما ثبتت له الحرمة في الشريعة لا يُحرز دخولُه تحت أحد العمومات أو لا نجد عليه دليلاً في كتاب الله عزَّوجل يتَّضح جوابه ممَّا تقدَّم في الاحتمال الثاني. وأمَّا الإشكال على الاحتمال الثاني والثالث بدعوى أنَّ فقرة: "إنَّما الحرامُ ما حرَّمه اللهُ في القرآن" وردت في سياق روايات نفت الحرمة عن أشياء ثبتتْ حرمتُها في مذهبنا وهو ما يقتضي حملُها على التقية.
[١٠] [١١] تسمية الله -تعالى- له بالمسجد الحرام؛ فهو أعظم البيوت. مكانٌ للسجود، ومكان طاعة لله -تعالى-. فيها أول بيت وضع لعبادة الله تعالى. حرم الله تعالى ورسوله. دار الأمن والأمان. أحب البلاد إلى الله ورسوله.
- ومن التطبيقاتِ المعاصِرَة أيضًا التداوي بالأدوِيَة المستحْضَرَة من المُضِرِّ والمُسْتَقْذَر، ورَجَّح أنَّه لا يجوزُ ذلك؛ لأنَّه إذا اجتمَع الحلال والحرام غُلِّبَ الحرامُ. - ومنها التداوي بالأدْوِيَة المرَكَّبَة مِن الموادِّ الكيميائيَّة والهيبارين المأخوذ من أمعاء الخِنْزير، أو صمامات القلب البيولوجيَّة المأخوذة من قلب الخنزير؛ فمِن العلماء من حرَّم التداويَ بها بناءً على أنَّ الاستحالةَ لا أثَرَ لها في انقلابِ النَّجِس طاهرًا أو المُحَرَّم مباحًا، ومنهم مَن أباح التداويَ بها بناءً على أنَّ للاستحالةِ أثَرًا في انقلاب النَّجِس طاهرًا. وغيرها من التطبيقات. وفي المبحث الثامِن: ذكر مستَثْنَياتِ القاعدة، فذكر منها: - الاجتهاد في الأواني والثِّياب، وأنَّه إذا اختلطَتِ الأواني الطاهِرَةُ بالمتنَجِّسَة، أو الثياب الطاهرة بالمتنَجِّسة، فإنَّه يجتهدُ في هذه الأواني والثِّياب. - ومِن المُسْتَثْنَيات: أنَّ الثَّوْبَ المنسوج من حريرٍ وغيره يَحِلُّ إنْ كان الحريرُ أقلَّ وزنًا. معنى كلمة حرمة | سواح هوست. - وفي الصيد؛ لو رمَى سهمًا إلى طائِرٍ فجَرَحَه ووقَع على الأرض فمات، فإنَّه يَحِلُّ؛ لأنَّ ذلك لا بُدَّ منه فعُفِيَ عنه. - وفي معامَلَةِ مَن أَكثَرُ مالِهِ حرامٌ، أنَّها لا تَحْرُم على الأصحِّ، إذا لم يُعْرَفْ عَيْنُ الحرام، لكنَّه يُكْرَه.
"فتاوى نور على الدرب" (10/ 442).