أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ التَّاسِعةُ (٤) نـــــــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. إِذا كانَ الله عزَّ وجلَّ قد أَمرنا أَن نكونَ مع الصَّادقينَ فلماذا يصطفُّ البعضُ معَ الكاذبِينَ؟!. لماذا يستوحشُ إِذا كانَ في زُمرةِ الصَّادقينَ ويرتاحُ عندما يُصاحِبُ الكاذِبينَ؟!. أَوليسَ الصَّادقُونَ هم الفائزينَ في الآخرةِ، كما في قولهِ تعالى {قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}؟!. فلماذا، إِذن، يتمرَّد كثيرُونَ على الصِّدقِ ويصطفُّونَ معَ الكاذِبينَ؟!. قبلَ الإِسترسالُ في الحديثِ ينبغي أَن ننتبِهَ إِلى مُلاحظةٍ في غايةِ الأَهميَّة، وهيَ؛ تارةً يكونُ الإِنسانُ كذَّاباً وتارةً يكونُ ممَّن يُعينُ على الكذِب أَو يُشارك ويُساهم فيهِ. الذين يحبون ان تشيع الفاحشة...اللهم اغفر وارحم - عيون العرب - ملتقى العالم العربي. وأَن يكونَ المرءُ كذَّاباً فهذا شيءٌ معرُوفٌ، ولكن كيفَ يكونُ مُعيناً على الكذِبِ؟!. يكونُ مُعيناً عندما ينشغِلُ باستنساخِ ولصقِ الأَخبار والمنشوراتِ الكاذِبةِ التي يختلقَها الكذَّاب لأَغراضٍ خاصَّةٍ والتي تنتشِر في مُختلفِ وسائلِ التَّواصلِ الإِجتماعيعن طريقِ الذُّبابِ الأَليكتروني، والتي هدفها عادةً التمجيدِ بفاسدٍ أَو تسقيطِ مَن يتصدَّى لفضحهِ وتعريتهِ!.
وضح ذلك توعد الله الذين يحبون ان تشيع الفاحشة
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة قال الله تعالى: " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون " [النور: 19] — أي إن الذين يحبون شيوع الفاحشة في المسلمين من قذف بالزنى أو أي قول سيئ لهم عذاب أليم في الدنيا بإقامة الحد عليهم، وغيره من البلايا الدنيوية, ولهم في الآخرة عذاب النار إن لم يتوبوا، والله- وحده- يعلم كذبهم, ويعلم مصالح عباده، وعواقب الأمور، وأنتم لا تعلمون ذلك. تفسير إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. ( التفسير الميسر) بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
وفى سياق متصل، أكد "عاشور"، أن نشر الشائعات والأخلاق المذمومة يشيع شيء من الفاحشة في المجتمع وهو أمر مرفوض تماماً ومحرم شرعاً، وتلى قوله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، وتابع:" أي مسلسل يؤدى إلى قيمة أخلاقية ويكرس الوعى مثل مسلسل الاختيار نحن في أمس الحاجة إليه ". وأشار "عاشور"، إلى أن الدراما التي تحمل قيمة تنمى الوعى ودقيقة دراما تساوى 100 خطبة جمعة ، مضيفاً:"مسلسل الاختيار يكرس الحرب بين الشعب ومؤسسات الدولة". ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة لعنو. وفى سياق آخر قال مستشار مفتى الجمهورية، إن الرغبة في صناعة التريند على حساب القيم تفقد إنسانية الشخص، وعلى الإنسان أن يستر أخيه الإنسان حال وقوعه في المعصية ولا يفتش سره. المصدر: وكالات
لننظُرَ كيفَ يربُط الله تعالى الكَذِب بالظُّلم في الآيات الكريمة كقولهِ تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} و {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنكَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} و {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ}. ومِن الكَذِب كذلكَ حالات الخلْط بينَ الحقِّ والباطل لتضييعِ الحقِّ وتشويههِ، سواءً كانَ رأياً أَو موقِفاً أَو قِراءةً أَو تحليلاً أَو حتَّى خبراً. خطبة عن قوله تعالى (إنَّ الَّذِينَ يُحِبٌّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. يقولُ تعالى مُحذِّراً {وَلَا تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}. ولأَنَّ خلفَ الوعدِ من نتائجِ الكَذِب ولذلكَ فهو ينتهي بصاحبهِ في أَحيانٍ كثيرةٍ إِلى النِّفاق كما في قولهِ تعالى {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَاوَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}. بعدَ كُلِّ هذا؛ لماذا يصطفُّ البَعض مع الكذَّاب ولا يشعُر بالرَّاحةِ معَ الصَّادقِ الأَمينِ؟!.
فأي حقد يصبه علينا أعداء ديننا ، ونحن نراهم يتقاسمون الأدوار فيما بينهم وبأموالنا ، ووقودهم شبابنا ونساؤنا ، وقبل ذلك ديننا ، كل منهم قد علم دوره جيداً فأتقنه وبلّغه ؛ فأصبحنا أمة أحبت إشاعة الفاحشة ؛ فأي عذاب ينتظر الجميع ؟! * الوقفة الخامسة: هذه الآية إن كانت تهديداً ووعيداً لمن أحب إشاعة الفاحشة ؛ فهناك حديث صحيح يبين لنا عقوبات نشر الفاحشة إذا شاعت ؛ فعن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: « يا معشر المهاجرين! خمس إذا ابتُليتم بهن ، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا الزكاة إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمُطَروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم » [2]. وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يُعزَف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم القردة والخنازير » [3].