ازداد تكبر أهل مدين وبدأوا يهددون شُعيب عليه السلام بطردِه والمؤمنين { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}، ولم يتوقف عليه السلام عن الدعوة ، فأصبحوا كلما كان يدعوهم يقولون له لم نفهم، ويطالبونه أن يعيد استكبارًا وسخرية، وجعلوا يهددونَه بالقتل {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}. بعد أن وصل الأمر إلى التهديد بالقتل ؛ توعدهم شعيب عليه السلام {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ}، وجعل يدعو عليهم {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}. عذاب قوم شعيب اهل مدين بدأ العذاب فتوقف الهواء فلا رياح ، فارتفعت الحرارة وزادت الرطوبة حتى ضاقت أنفاسهم، ثم أرسل الله غيمة كبيرة خارج مدين فخرجوا جميعًا إلى الظل {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، وهناك أخذتهم الرجفة فزلزلت الأرض من تحتهم فسقطوا {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}، ثم جاء جبريل فصاحَ بهِم فماتوا جميعًا {وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}.
سيدنا شعيب والمؤمنين رفضوا الكفر وتمسكو بإيمانهم. عذاب الله لأهل مدين. بدأ عقاب الله لهم وكان ٣انواع من العذاب وكان أولهم العذاب الذى طلبوة بنفسهم فأرسل الله عليهم حرشديد اسكن الله هبوب الهواء عنهم ٧ أيام،فخرجوا من بيوتهم يبحثوا عن أى منفذ للهواء فوجدوا غيمة كبيرة فى السماء أظلتهم فااجتمعوا تحتها جميعهم وقتها مطرت شرار ولهب ،وهذا عذاب يوم الظلة ( فكذبوة فأخذهم عذاب يوم الظلة أنه كان عذاب يوم عظيم (١٨٩الشعراء) بعدها جاءهم صوت شديد أخترق قلوبهم من قوته وهى الصيحة. ( وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين)(٩٤هود). والعذاب الثالث والأخير كان الرجفة، وهو عبارة عن أهتزاز قوى فى الأرض من تحتهم (الأعراف ٩١). ( فاخذتهم الرجفةفأصبحوا فى ديارهم جاثمين). الله سبحانه وتعالى.. النبي شعيب: خطيب الأنبياء مع أصحاب الأيكة. ذكر لنا فى القرءان الكريم أنواع العذاب الذى نزل على أهل مدين. فى سورة الشعراء.. طلبوا العذاب من السماء فكان عذابهم بيوم الظلة. وفى سورة هود... كان أستهزاءهم بصلاة سيدنا شعيب وأوامر اللة فكان عذابهم بالصيحة. وفى سورة الأعراف... كان تهديدهم لسيدنا شعيب طردهم له وإخراجه هو والمؤمنين ،فكان عذابهم الرجفة وأهتزاز الأرض من تحتهم.
ونجى الله شعيب والذين آمنوا معه. يقول الله تعالى ف (سورة هود) (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين(٩٤)كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود). قال ابن عباس: ما أهلك الله أمتين بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب، أهلكهم الله بالصيحة غير أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم، وقوم شعيب أخذتهم الصيحة من فوقهم.
وانصرف شعيب عليه السلام وهو متحسر وهو يقول، وعاش في مدين وبدأ الناس يأتون إلى مدين مرة أخرى وبدأت تنتعش وكان أكثرهم على الإيمان، فبقيت مدين وحفظت وجاء بعد ذلك موسى عليه السلام.