الله نور السموات // القارئ الشيخ عبد العزيز خليفة - آيات من كتاب الله - YouTube
وأما أهل العلم والإيمان والفرقان فإنهم يُفَرِّقون بين نور الذات والصفات، وبين النور المخلوق الحسي منه والمعنوي، فيعترفون أن نور أوصاف الباري ملازم لذاته لا يفارقها، ولا يحلّ بمخلوق، تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وأما النور المخلوق فهو الذي تتصف به المخلوقات بحسب الأسباب والمعاني القائمة بها. الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة. والمؤمن إذا كَمُلَ إيمانه أنار اللَّه قلبه، فانكشفت له حقائق الأشياء، وحصل له فرقان يُفَرِّق به بين الحق والباطل، وصار هذا النور هو مادة حياة العبد وقوته على الخير علماً وعملاً، وانكشفت عنه الشبهات القادحة في العلم واليقين، والشهوات الناشئة عن الغفلة والظلمة، وكان قلبه نوراً، وكلامه نوراً، وعمله نوراً، والنور محيط به من جهاته. والكافر، أو المنافق، أو المعارض، أو المعرض الغافل كل هؤلاء يتخبّطون في الظلمات، كل له من الظلمة بحسب ما معه من موادها وأسبابها، واللَّه الموفق وحده. [3] مراجع [ عدل] ^ أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، برقم 6317، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم 769. ^ أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله: إن الله لا ينام، برقم179.
قال الله تعالى: (اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور: 35). الله نور السموات // القارئ الشيخ عبد العزيز خليفة - آيات من كتاب الله - YouTube. جاءت الآية السابقة لهذا المثل ممهدة لتوضيح حقيقة أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل إلي المؤمنين آيات واضحات، مفصلات لكل حاجيات الإنسان في حياته الدنيوية من شرائع، ومعاملات، وعقائد.. ثم عرض الله سبحانه أمثلة لما حدث للسابقين في مواقفهم من أحداث الحياة، ومن الرسل، وما حل بالمكذبين من عقاب، جزاء عنادهم وكفرهم وعدم استجابتهم للدعوات الصالحات التي دعوا إليها.. وما كان في مقابل ذلك من مواقف لمؤمنين نعموا في دنياهم بصفاء العقائد والقلوب والأرواح، وسعدا بها في معاملاتهم، كما سعدوا بها في أُخراهم بما حظوا به من رضا الله سبحانه وتعالي عليهم، وما أعده لهم من جزاء وفضل عميم.
-------------------------------------------------------------------------------- [1] سورة النور الآية 35.