في الماضي كانت الأزمات تعكس تعبيرا سياسيا محدودا في السلطة المركزية حيث تمارس اللعبة السياسية بكل اقتدار بمساهمة موجهة من الإعلام ولكن اليوم أصبحت الأزمات السياسية ذات طابع مختلف فلم تعد السياسة مصدرا للمعلومات بل أصبحت السياسة ترى نفسها متلقيا لتلك المعلومات ومتفاعلا معها بشكل مختلف عما كان سابقا. الخلاصة من هذه المقدمة تقول إن التعبير السياسي وفق التقاليد القديمة لم يعد فاعلا بشكل دقيق بل إنه يشبه قيادة مركبة فاخرة على أرض ترابية بينما هي مخصصة للسير على طرق حديثة، ولعل الأزمات السياسية التي تشارك فيها الشعوب بقدر أكبر تعكس تغيرا مهما ونزعة ثقافية فاعلة أسهمت في رؤية واضحة لتغير وسائل التعبير السياسي التي تشكلت وفق منهج الحداثة السوسيو - إعلامية. العلاقات السياسية بين الدول سوف تعيد بناء منهجيتها مع وجود تأثيرات مجتمعية تحكمها النزعة الثقافية، فالتعبير الفردي لن يحظى بالكثير من التأثير في المستقبل نظرا لتنامي الحداثة السوسيو - إعلامية، المستقبل ذو النزعة الثقافية سوف يحمل لنا تأثيرا مجتمعيا أكبر فالتعبير في المجتمعات وخصوصا في عالمنا العربي الذي يتبنى النزعة الثقافية في مساره السياسي سوف يتبلور بشكل افقي في المجتمع وسوف يظهر بشكل كبير ومؤثر في جميع الأوساط المجتمعية.
وفي فبراير/شباط، وعندما كان بنيامين نتنياهو لا يزال رئيساً للوزراء، اقترحت إدارة بايدن إعادة انعقادها، واجتمعت المجموعة في مارس/آذار وأبريل/نيسان. عندما زار رئيس الوزراء نفتالي بينيت، البيت الأبيض في أغسطس/آب، وافق هو والرئيس بايدن على استئناف مجموعة العمل، وقد انعقدت ثلاث مرات منذ ذلك الحين. سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار المزيد من الأخبار
أبعد من إنتخابات نيابية، ما زال موعدها رجراجاً حتى الآن، لم يعد لبنان بصيغته السياسية الدستورية الحالية قادراً على اجتراح الحلول من داخله. تنسيق طاولات خدمه ابشر. يصبح السؤال من هي العواصم الدولية والإقليمية التي ستفرض على اللبنانيين تسويتهم التاريخية الجديدة؟ بعد الصيغة السياسية التي فرضها الانتداب الفرنسي 1943، جاء تنفيذ اتفاق الطائف 1990 برعاية اميركية وبضمانة سعودية سورية، إلا أنه مع مغادرة الجيش السوري في العام 2005، إختل الاتفاق ومعه التوازن الوطني، فبقي معتلاً حتى وصلنا الى اتفاق الدوحة 2008 برعاية فرنسية (أميركية ضمناً) ـ قطرية. هذا اللبنان بات بحاجة ماسة اليوم لرعاية دولية اقليمية تفضي إلى انتاج معادلة أو صيغة جديدة، تتناسب وحجم المتغيرات الحاصلة في موازين القوى في لبنان، ولا سيما في ضوء عجز أهل الداخل عن إدارة توازناتهم وأولوياتهم. لقد نجح رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، في جمع الافرقاء اللبنانيين حول طاولة واحدة في قصر الصنوبر عقب انفجار بيروت الكارثي في الرابع من آب/أغسطس 2020، لكنه فشل في فرض معادلة جديدة، يطمئن إليها الفرقاء الذين تحلقوا حول طاولة كان الفرنسي وحيداً في تحديد جدول أعمالها، برغم التفويض الاميركي له، لكن بغياب الضامن الإقليمي وتحديداً السعودي والإيراني نظراً للنفوذ المؤثر لكليهما في لبنان.
وتناول الاجتماع سبل التغلب على ما واجه قطاعات الوزارة (العمل، والتنمية، والخدمة المدنية) من صعوبات ومعوقات خلال عام التقرير خصوصًا في فترة جائحة كورونا، وما قدمته من برامج ومبادرات للوصول الى أفضل النتائج لتحقيق الاهداف المرجوة منها. يذكر أن لجنة الاقتصاد والطاقة، ولجنة الإدارة والموارد البشرية ضمن لجان مجلس الشورى المتخصصة التي تناقش الموضوعات التي تقع ضمن نطاق اختصاصاتها والتي تحال لها من المجلس، ومنها التقارير السنوية للجهات الحكومية، ومشروعات الأنظمة.
وبرغم الغبار الذي يحيط بالانتخابات النيابية "إن حصلت"، وبرغم انزعاج السعودية واميركا من عدم توفر ضمانة حصول انصار الحياد ونزع سلاح حزب الله على اكثرية في المجلس النيابي، الا ان اولوية السعودية (بدعم أميركي) تبقى اعطاء سمير جعجع، دفعاً نيابياً يمكنه من تشكيل كتلة مسيحية وازنة في المجلس النيابي المقبل، لمناهضة "سيطرة حزب الله" واختيار رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. في الوقت نفسه، فُتحت ابواب الخليج امام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (ولو بعنوان تأدية العمرة) وذلك من اجل تعديل ما يمكن تعديله في الميزان السني، فالرئيس ميقاتي تعهد باجراء اصلاحات وبتنفيذ متطلبات صندوق النقد الدولي ناهيك عن ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وبهذا يمكن تفسير موقف ميقاتي بعدم الترشح للانتخابات وذلك لان إسمه بات يشكل ضمانة إقليمية ودولية في موقع الرئاسة الثالثة حتى ما بعد الانتخابات النيابية والرئاسية. وليس خافياً أن فرنسا ماكرون المرجح فوزه بولاية رئاسية ثانية غداً الأحد هو الراعي الأساس لميقاتي ومن المرجح اجراء تعديلات في خلية الازمة اللبنانية التابعة للاليزيه، وذلك بما يتناسب مع انجاح مؤتمر "ف ا س" الفرنسي، المزمع انعقاده في فرنسا بعد الانتخابات، وذلك تأكيداً على نظرية التنسيق مع الاقوياء في لبنان، اي حزب الله الذي باتت لقاءاته دورية مع الفرنسيين في العاصمة اللبنانية.