فهكذا ينبغي مع توثيق ابن زنبور تضعيفه فيما يرويه عن الحارث بن عمير. فإن قيل: فأين أنت عما في "الميزان": "ابن حبان: حدثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمود بن غيلان، أنبأنا أبو أسامة، ثنا الحارث بن عمير، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال العباس: لأعلمن ما بقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا، فأتاه فقال: يا رسول الله لو اتخذنا لك مكانًا تكلم الناس منه، قال: بل اصبر عليهم ينازعوني ردائي ويطأون عقبي ويصيبني غبارهم حتى يكون الله هو يريحني منهم. رواه حماد بن زيد عن أيوب فأرسله أو أن ابن عباس قاله - شك". فهذا الحديث لا شأن لابن زنبور فيه، وليس في سنده من يتجه الحمل عليه غير الحارث. =
وروينا أن أم هانىء بنت أبي طالب استأمنت له النبي صلى الله عليه وسلم فأمنه يوم الفتح وكانت إذ أمنته قد أراد على قتله وحاول أن يغلبها عليه فدخل النبي صلى الله عليه وسلم منزلها ذلك الوقت فقالت يا رسول الله ألا ترى إلى ابن أمي يريد قتل رجل أجرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت». فأمنه. هكذا قال الزبير وغيره وفى حديث مالك وغيره أن الذي أجارته بعض بني زوجها هبيرة بن أبى وهب. وأسلم الحارث فلم ير منه في إسلامه شي يكره وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا فأعطاه مائة من الإبل كما أعطى المؤلفة قلوبهم. وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الحارث بن هشام وفعله في الجاهلية في قرى الضيف وإطعام الطعام فقال إن الحارث لسري وإن كان أبوه لسريا ولوددت أن الله هداه إلى الإسلام. وخرج إلى الشام في زمن عمر بن الخطاب راغبًا في الرباط والجهاد فتبعه أهل مكة يبكون لفراقه فقال إنها النقلة إلى الله وما كنت لأوثر عليكم أحدًا فلم يزل بالشام مجاهدًا حتى مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): الحارث بن عمير: ثقة. Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): الْحَارِث بن عُمَيْر إثنان - أَحدهمَا أَبُو الجودي روى عَنهُ شُعْبَة وهشيم - وَالْآخر الْمَكِّيّ يُقَال لَهُ أَصله بَصرِي نزل مَكَّة روى عَنهُ يعلى بن عبيد وَابْنه حَمْزَة بن الْحَارِث Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ - الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ الأَزْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْحَارِث بْن عُمَيْرٍ الأَزْدِيَّ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى بِكِتَابِهِ. فَلَمَّا نَزَلَ مُؤْتَةَ عَرَضَ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْن عَمْرٍو الْغَسَّانَيُّ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الشَّامُ. قَالَ: لَعَلَّكَ مِنْ رُسُلِ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَ بِهِ فَأُوثِقَ رِبَاطًا ثُمَّ قَدَّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ صَبْرًا. وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَسُولٌ غَيْرُهُ.
....................... = ترجمة خثيم بن عراك وغيرها". وقال في ترجمة علي بن أبي هاشم: قدمت غير مرة أن الأزدي لا يعتبر بتجريحه لضعفه هو. على أن الأزدي استند إلى ما استند إليه ابن حبان وسيأتي ما فيه. وأما ابن خزيمة فلا تثبت تلك الكلمة عنه بحكاية ابن الجوزي المعضلة، ولا نعلم ابن الجوزي التزم الصحة فيما يحكيه بغير سند، ولو التزم لكان في صحة الاعتماد على نقله نظر، لأنه كثير الأوهام. وقد أثنى عليه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" كثيرًا ثم حكى عن بعض أهل العلم أنه قال في ابن الجوزي: كان كثير الغلط فيما يصنفه، فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره. قال الذهبي: نعم له وهمٌ كثير في تواليفه، يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر، ومن أجل أن علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي. ثم ذكر عدة نصوص وهم ابن الجوزي في نقلها عن الأئمة، ثم قال: وأما الحاكم فأحسبه تبع ابن حبان، فإن ابن حبان ذكر الحارث في "الضعفاء" وذكر ما أنكر من حديثه، والذي يستنكر من حديث الحارث حديثان: الأول: رواه محمد بن زنبور المكي، عن الحارث، عن حميد. والثاني: رواه ابن زنبور أيضًا عن الحارث، عن جعفر بن محمد. فاستنكرها ابن حبان وكان عنده أن ابن زنبور ثقة، فجعل الحمل على الحارث، وخالفه آخرون فجعلوا الحمل على ابن زنبور.