أيضاً لدينا استعمال الخبر بمعنى الإنشاء والفوائد المترتبة على ذلك، لكن قبل ذلك يتوجب معرفة الخبر والإنشاء في اللغة، قال ابن فارس: «الخاء والباء والراء أصلان: فالأول العلم، والثاني يدل علي لين ورخاوة وغزر فالأول: الخبر: العلم بالشيء، تقول: لي بفلان خبير وخبر، والله تعالى الخبير أي العالم بكل شيء، قال تعالى: «ولا ينبئك مثل خبير»، والأصل الثاني: الخبراء وهي الأرض اللينة». ابن فارس: «أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي لُغَوِيّ وإمام في اللغة والأدب، توفي 1004».
▪ مع ذلك فإن حسنها في نظم الكلام من أغرب الحسن ومن أعجبه، ولو بحثت اللغة العربية ما صلح لهذا الموضع غيرها،
وفسر قوله تعالى: قسمة ضيزى أي جائرة ، وقال الفراء: (وبعض العرب تقول ضوزى وضئزى بالهمز)، وقد حكى أبو حاتم عن أبي زيد: (أنه سمع العرب تهمز "ضيزى") وهي تعني قسمة ظالمة. – تفسير البغوي: فسر البغوي قوله تعالى "تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ"، حيث أنكر الله تعالى عليهم تلك القسمة الغير منصفة، وقد قال ابن عباس وقتادة: (أي قسمة جائرة حيث جعلتم لربكم ما تكرهون لأنفسكم)، وقال مجاهد ومقاتل عن قوله " ضيزى": (قسمة عوجاء). وقال الحسن: (غير معتدلة). معنى كلمة ضِيزَى في القرآن الكريم - منتديات درر العراق. قال الكسائي: (يقال منه ضاز يضيز ضيزا ، وضاز يضوز ضوزا ، وضاز يضاز ضازا إذا ظلم ونقص، وتقدير ضيزى من الكلام فعلى بضم الفاء ، لأنها صفة والصفات لا تكون إلا على فعلى بضم الفاء ، نحو حبلى وأنثى وبشرى ، أو فعلى بفتح الفاء ، نحو غضبى وسكرى وعطشى ، وليس في كلام العرب فعلى بكسر الفاء في النعوت ، إنما يكون في الأسماء، مثل: ذكرى وشعرى ، وكسر الضاد هاهنا لئلا تنقلب الياء واوا وهي من بنات الياء كما قالوا في جمع أبيض بيض، والأصل بوض مثل حمر وصفر، فأما من قال: ضاز يضوز فالاسم منه ضوزى مثل شورى).
قال الله تعالى في سورة النجم في الآية الثانية والعشرين " تلك إذا قسمة ضيزى " وهي أحد السور المكية، وفيما يلي سيتم عرض تفسير الآية الكريمة. تفسير قول الله تعالى " تلك إذا قسمة ضيزى ": – تفسير الطبري: فسر الطبري قوله تعالى " تلك إذا قسمة ضيزى"، وهي مرتبطة بالآية التي تسبقها حيث قوله تعالى "أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى" لأن العرب قديما كانوا قد زعموا أن لهم الذكر الذي يحبنه ويقبلونه، ولله الأنثى التي يرفضون وجودها ولا ترضونها لأنفسكم، وأن هذه القسمة جائرة وظالمة غير مستوية، وذلك لأنهم جعلوا لربكم ما يكرهون لأنفسكم، واحتفظوا لنفسهم بما يحبون ويرضون. وقوله "ضيزى " تعني القسمة الغير عادلة وقال العرب: ضزته حقه بكسر الضاد، وضزته بضمها فأنا أضيزه وأضوزه, وذلك إذا نقصته حقه ومنعته، وقيل عن معمر بن المثنى قال: أنشدني الأخفش: فـإنْ تَنْـأَ عَنَّـا نَنْتَقصْـكَ وَإنْ تَغِـبْ …فَسَــهْمُكَ مَضْئُـوزٌ وأنْفُـك رَاغِـمُ. وقال بعض العرب: ضَيْزى بفتح الضاد وترك الهمز فيها، ومنهم من يقول: ضأزى بالفتح والهمز، وضُؤزى بالضم والهمز، وأما الضيِّزى بالكسر فإنها فُعلى بضم الفاء، وإنما كُسرت الضاد منها كما كسرت، وقد كرهوا ضمّ الضاد من ضِيزَى فهناك من يقول: ضُوزَى مخافة أن تصير بالواو وهي من الياء.
وأما الضيِّزى بالكسر فإنها فُعلى بضم الفاء, وإنما كُسرت الضاد منها كما كسرت من قولهم: قوم بيض وعين, وهي " فُعْل " لأن واحدها: بيضاء وعيناء ليؤلفوا بين الجمع والاثنين والواحد, وكذلك كرهوا ضمّ الضاد من ضِيزَى, فتقول: ضُوزَى, مخافة أن تصير بالواو وهي من الياء. وقال الفرّاء: إنما قضيت على أوّلها بالضمّ, لأن النعوت للمؤنث تأتي إما بفتح, وإما بضمّ; فالمفتوح: سكْرَى وعطشى; والمضموم: الأنثى والحُبلى; فإذا كان اسما ليس بنعت كسر أوّله, كقوله وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ كسر أوّلها, لأنها اسم ليس بنعت, وكذلك الشِّعْرَى كسر أوّلها, لأنها اسم ليس بنعت. ------------------ الهوامش: (5) رواية البيت في " اللسان ، ضأز ": " وإن تقم " في مكان " وإن تغب ". قال: ابن الأعرابي تقول العرب: قسمة ضؤزى بالضم والهمز ؛ وضوزى ، بالضم بلا همز ؛ وضئزي ، بالكسر والهمز ؛ وضيزي ، بالكسر ، وترك الهمز ؛ قال: ومعناها كلها الجور. وفي ( اللسان: ضيز): ضاز في الحكم: أي جار. وضازه حقه يضيزه ضيزا: نقصه وبخسه ومنعه. وضزت فلانا أضيزه ضيزا: جرت عليه. وضاز يضيز: إذا جار. وقد يهمز فيقال: ضأزه يضأزه ضأزا. وفي التنزيل العزيز: ( تلك إذا قسمة ضيزى) ، وقسمة ضيزى وضوزى أي جائرة.