ومنهم -من الأعراب- مَن هو مؤمن، يتَّخذ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ. فالأعراب فيهم المنافق، وفيهم المجاهر، وفيهم البصير؛ ولهذا قال -جلَّ وعلا-: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ [التوبة:97]، فيغلب عليهم الجهل وعدم البصيرة، وهذا يشهد لحديث: مَن بدا جفا ؛ لأنَّ البداوة والبُعد عن حلقات العلم وعن سماع الذكر وسماع القرآن من أسباب الجفاء والجهل. فجديرٌ بالمؤمن أن يكون حريصًا على سماع الذكر، وحضور حلقات العلم، والاستفادة مما قال الله ورسوله، وأن يعتني بالقرآن، ويُكثر من قراءة القرآن بالتَّدبر والتَّعقل؛ حتى يزداد إيمانه، ويزداد علمه. ومن الأعراب من يؤمن بالله]] - موضة الأزياء. وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100]. يُخبر تعالى عن رضاه عن السَّابقين من المهاجرين والأنصار والتَّابعين لهم بإحسانٍ، ورضاهم عنه بما أعدَّ لهم من جنات النَّعيم والنَّعيم المقيم.
وإنما قيل للمِسْعر مِسْعر, لأنه يحرّك به النار, ومنه قولهم: إنه لمِسْعر حرب: يراد به موقدها ومهيجها.
ومن ذلك أن الأعراب أحرص على الأموال ، وأشح فيها. فمنهم (مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ) من الزكاة والنفقة في سبيل اللّه وغير ذلك (مَغْرَمًا) أي: يراها خسارة ونقصا ، لا يحتسب فيها ، ولا يريد بها وجه اللّه ، ولا يكاد يؤديها إلا كرها. (ويَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ) أي: من عداوتهم للمؤمنين وبغضهم لهم ، أنهم يودون وينتظرون فيهم دوائر الدهر ، وفجائع الزمان ، وهذا سينعكس عليهم فعليهم دائرة السوء. وأما المؤمنون فلهم الدائرة الحسنة على أعدائهم ، ولهم العقبى الحسنة ، (وَاللَّهُ سميع عليم) يعلم نيات العباد وما صدرت عنه الأعمال من إخلاص وغيره. وليس الأعراب كلهم مذمومين ، بل منهم (مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) فيسلم بذلك من الكفر والنفاق ، ويعمل بمقتضى الإيمان. ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم. (وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ) أي: يحتسب نفقته ، ويقصد بها وجه اللّه تعالى والقرب منه. ( و) يجعلها وسيلة لـ ( صَلَوَاتِ الرَّسُولِ) أي: دعائه لهم ، وتبريكه عليهم ، قال تعالى مبينا لنفع صلوات الرسول: (أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ) تقربهم إلى اللّه ، وتنمي أموالهم ، وتحل فيها البركة. (سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ) في جملة عباده الصالحين إنه غفور رحيم ، فيغفر السيئات العظيمة لمن تاب إليه ، ويعم عباده برحمته التي وسعت كل شيء ، ويخص عباده المؤمنين برحمة يوفقهم فيها إلى الخيرات ، ويحميهم فيها من المخالفات ، ويجزل لهم فيها أنواع المثوبات.
[48180] تعليق بواسطة أيمن عباس - 2010-06-01 القرآن مرآة الواقع.. أي واقع..!! القرآن الكريم هو مرآة الواقع أي واقع سواء أكان هذا الواقع قديم قدم نزول القرآن ، او كان هذا الواقع حديث علي أيامنا هذه..!! ويلحظ القارئ والمتدبر للقرآن الكريم.. ان القرآن بعلومه وآياته ليس غريبا عما نعيشه هذه الأيام كما انه لم يكن غريبا عما كان في الماضي.. وهذا كون القرآن هو قول الله سبحانه وتعالى.. ومن الأعراب من يؤمن بالله اني لم اكذب. وكون الله سبحانه وتعالى هو خالق الزمان والمكان والإنسان أيضا.. لذلك فقول الله سبحانه وتعالى يسرى على كل زمان ومكان وهي خصوصية لكتاب الله عما سواه. ومن يحاول أن يجعل لنفسه هذه الخصوصية فهو بذلك يتقمص دور الله سبحانه وتعالى وخصوصيته...
وقد دللنا، فيما مضى من كتابنا، على أن من معاني " الصلاة "، الدعاء، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. المصدر: معلومة نت
بسم الله الرحمن الرحيم كنت قد مررت هنا وفي أكثر من موقع على مواضيع وردود بالغ أصحابها في الخوض في الأعراب وإنتقاصهم وقد إحتج بعضهم بقوله تعالى: { الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم} في أن الأعراب هم دوما أشد كفرا ونفاقا من غيرهم!! وقد أتخذها كثير من الروافض ذريعة لتشويه صورة العرب عموما وأهل الجزيرة خصوصا في كتبهم ومناظراتهم.. وحتى لايفهم الموضوع بشكل خاطئ.. فإني لاأقصد منه التعصب أو الإنتصار لفئة معينة أو حتى التنزل إلى بعض السقطات إنما قصدت البحث في المسألة كما ذكرها العلماء وأن لا نحكم في كثير من الأمور دون بينه ونخوض بها دون علم.
وحكى الأزهري: رجل عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتا وإن لم يكن فصيحا؛ وجمعه العرب؛ ورجل معرب إذا كان فصيحا؛ ورجل أعرابي بالألف إذا كان بدويا صاحب نُجْعة وانتواء وارتياد للكلأ؛ وتتبع مساقط الغيث. وقال: والذِي لا يُفَرِّق بين العَرَب والأَعْرَاب والعَرَبِيِّ والأَعْرَابِيّ رُبَّما تَحَامَلَ عَلَى العَرَب بما يَتَأَوَّلُه في هَذِه الآيَة وهو لا يُمَيِّز بَيْنَ العَرَب والأَعْرَابِ، ولا يَجُوزُ أَن يُقَال للمُهَاجِرِين والأَنْصَارِ أَعْرَابٌ إِنَّما هم عَرَبٌ لأَنَّهم استَوْطَنُوا القُرَى العَرَبِيَّة وسَكَنُوا المُدُنَ سواءٌ منهم النَّاشِي بالبَدْوِ، ثمَّ استَوْطَنَ القُرَى،والنَّاشِئُ بمَكَّة ثم هَاجَرَ إِلى المَدِينَة. ومن الاعراب من يؤمن بالله جهينة | سواح هوست. فإِنْ لَحِقَت طائِفَةٌ منهم بأَهْلِ البَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهم واقْتَنَوْا نَعَماً وَرَعوْت مَسَاقِطَ الغَيْثِ بعد مَا كَانُوا حَاضِرَةً أَو مُهَاجِرَةً، قِيلَ: قَدْ تَعَرَّبُوا، أَي صَارُوا أَعراباً بَعْدَ مَا كَانُوا عَرَباً. وفي الحَدِيثِ. تَمَثَّلَ في خُطِبَتِهِ مُهَاجِرٌ لَيْسَ بأَعْرَابِيّ جَعَلَ المُهَاجِرَ ضِدَّ الأَعْرَابِيّ. قال: والأَعْرَابُ سَاكِنو البَادِيَة من العَرَب الّذِينَ لا يُقِيمُونَ في الأَمْصَار ولا يَدْخُلُونها إِلا لِحَاجَة.