كان من الصعب أن يقبل شركاء أول سكن لي في القاهرة بالإقامة مع شخص يهبّب لهم أجواء الشقة برائحة الجاز المنبعث من الوابور، الذي كان صوت "وَشيشه" قد سكن وجدانه كجدته، فأصبح يأنس إليه حين يذاكر، لذلك رميت الوابور آسفًا عليه منعًا للمشاكل، ولم أعرف أن الأحوال ستتدهور بي سريعًا لأسكن بعدها بفترة في شُقَق لا تعرف طريق السخانات مثل شقة جدتي، لأعود من جديد للاعتماد على بوابير جاز، لم تكن بنفس براعة وابور جدتي التي كان يمكن أن تظنها خريجة هندسة إذا رأيتها تتحدث بطلاقة عن أنواع ماكينات الخياطة، وبوابير الجاز، وتفضّل بعضها على بعض، وتحذرك من الانخداع في ماركاتها "الفالصو" التي تبدو لقصار النظر أشيك وألطف. في عاميها الأخيرين كانت جدتي قد فقدت الكثير من حدتها وصلابتها اللازمتين كأداة للبقاء في سوق الخياطة الذي تسوده منافسة شرسة، وأصبحت ألطف وأرقّ مع الجميع وبالذات معي، وكأنها كانت تدرك قصر الباقي من الزمن. في آخر زيارة لي إلى الإسكندرية قبل رحيلها إلى جوار الله، أعطتني كرتونة صغيرة من الكعك والغريّبة، وبرطمان عسل، وبرطمان ليمون معصفر، وبعد أن حذرتني بصرامة من النوم في قطار الدرجة الثالثة لكيلا أصحو فأجد نفسي وقد فقدت ما هو أهم من الكرتونة والبرطمانين، منحتني "حُضن مطارات" غريبًا عليها، ولمحتُ في عينيها دمعة لم أكن قد رأيت مثلها من قبل، وحين حاولت التحقق منها، دفعتني نحو باب الشقة لكيلا أتأخر على القطار، قبل أن تحذرني من أن أترك كرتونة الكعك دون تغطيتها، لكيلا يشاركني فيها النمل الشرس، وهي النصيحة التي لم أستمع إليها للأسف.
تاريخ النشر: 24 مارس 2022 6:49 GMT لم تكن الصحافة، في تلك الأيام، قادرة على تغيير أي شيء في البلد، لكنها ـ دون أن تقصد ـ نجحت في إدخال السخان الكهربائي إلى بيتنا العريق بالإسكندرية، بعد عقود من مقاومة التغيير، والوفاء غير المشروط وغير المنطقي لـ "وابور الجاز". كنا وقتها في 1997، وكنت عائدًا إلى الإسكندرية لأقضي إجازة قصيرة أستمتع فيها بصحبة أخوالي وخالاتي: آكل "لُقمة نظيفة"، وأغسل ملابسي التي أُهين أنسجتها كلما غسلتها بنفسي، وأقضي "ساعات صفًا" على البحر تساعدني على تمضية الأسابيع الصعبة التالية في مطحنة القاهرة التي لا تتوقف فيها الصراعات الشرسة لإثبات الوجود، والبحث عن مكان تحت سطح الشمس. كان كل شيء في بيت عائلتي رائعًا مقارنةً بالخرابة التي أسكنها في إحدى حواري الجيزة: السرير الحنيّن النظيف الذي يمكن الاعتماد عليه في التقلبات، الكنبة المريحة المستقرة بشموخ أمام التلفزيون الملون والفيديو، المطبخ الذي لا تنقطع منه الروائح الفاتحة للشهيّة، الثلاجة العامرة بالخير الطازج والبايت، جهاز الكاسيت المحاط بأجمل "الشرايط" وأحدثها، البلكونة المطلة على شارع يشغي بالحياة، والمفعمة بهواء يردّ الروح.
العربية English ( الإنجليزية) Call us on: 19987 Facebook Instagram الصفحة الرئيسية عروض خصومات منتجات جديدة فروعنا اتصل بنا تسجيل حسابي Apply for Installments Search input 0 لا توجد منتجات في سلة المشتريات.
ولا تقتصر الخدمات الإعلانية على هذه المنصة على نوع أو عدد معيّن من السلع والخدمات المتداولة في السوق المحلي، بل إنها كثيرة ومتنوعة تشتمل على غالبية إن لم يكن كل المنتجات المسموح ببيعها وشرائها في السوق المحلي في مختلف مدن ومحافظات السعودية بما في ذلك السخانات والكيزر التي تجدها هُنا على هذا القسم إما معروضة للبيع أو مطلوبة للشراء. سخانات مياه غاز – Rizkalla. العرض والطلب على قسم سخانات - كيزر يمكنك أن تعتبر قسم سخانات - كيزر وجهتك التسويقية لعرضك أو طلبك على أيّ من أنواع هذه الأجهزة التي أصبحت من أساسيات الحياة في وقتنا الحالي، حيث تقوم بنشر إعلانك هُنا ليصل إلى أكبر عدد من المشاهدين المهتمين في هذا المجال ويتم تحقيق الأهداف المرجوّة دون الحاجة لوسيط ودفع عمولات إضافية لا داعي لها أبداً. إذ بإمكانك من خلال الإعلان هُنا أن تبني لنفسك مساحة إعلانية خاصة تدعم عروضك لتجد المشترين كُثر من حولك، وتلبّي طلباتك خلال أسرع وقت ممكن وبدون القيام بأيّ مجهود يُذكر حيث سهولة الوصول والتواصل مع الآخرين وبشكل المباشر. ولأن الفئة المُعلنة هُنا تضم العديد من المستفيدين ومن ضمنهم التجّار وأصحاب المصالح العاملون في هذا المجال التجاري، يوجد خدمات أخرى يوفرها السوق المفتوح على كافة أقسامه إجمالاً من أجل تسريع عمليات البيع وبالتالي تحقيق الربح الكثير خلال فترات زمنية قليلة، نذكر أهمّها في النقاط التالية: تمييز الإعلانات إعادة نشر الإعلانات الإشتراك العضويات المميزة شراء المتاجر الحزم مثل هذه الخدمات تدعم البائع التاجر في تحقيق الآتي: توفير الوقت والجهد توسيع نطاق العمل زيادة حجم المبيعات وبالتالي زيادة في الأرباح قاعدة تسويقية إلكترونية خاصة أرسل ملاحظاتك لنا
كان الكل يدركون انعدام جدوى أي نقاش عقلاني مع جدتي في تغيير ما تحبه وتأنس إليه، يعني، لم ينفع من قبل إقناعها بعدم جدوى تربية الأرانب في إحدى غرف البيت بعد أن خلا من أغلب أبنائها الذين تزوجوا وتركوها إلى حياة جديدة، ولا تنبيهها إلى أن بعض الأقارب وكثيرًا من الجيران أبدوا انزعاجهم من عشّة الفراخ التي نصبتها في ركن من البلكونة والتي لا تناسب أوهامهم الطبقية عن أنفسهم، ولا نصحها بإمكانية نقل ماكينة الخياطة القديمة التي تحتل ركنًا من الصالون بعد أن أوقفها تدهور الصحة عن العمل عليها بعد عمر من الانكباب عليها نتج عنها تعليم وتستير أبنائها وبناتها.
إضفاء الطابع الشخصي على المحتوى والعروض قسيمة شرائية بقيمة 75 ريال مع كل شراء بقيمة 500 ريال اترك وضع المقارنة فتحة متاحة قارن بين المنتجات التسوق حسب العلامة التجارية التوصيل المنزلي الاستلام من المتجر المنتجات الموجودة ٣ تحميل تطبيق ساكو تابعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي © ساكو 2021. جميع الحقوق محفوظة