وقال ابن عباس في قوله - عز وجل -: ومزاجه من تسنيم قال: هذا مما قال الله تعالى: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين. وقيل: التسنيم عين تجري في الهواء بقدرة الله تعالى ، فتنصب في أواني أهل الجنة على قدر مائها ، فإذا امتلأت أمسك الماء ، فلا تقع منه قطرة على الأرض ، ولا يحتاجون إلى الاستقاء; قاله قتادة ، ابن زيد: بلغنا أنها عين تجري من تحت العرش. وكذا في مراسيل الحسن. وقد ذكرناه في سورة ( الإنسان). ﴿ تفسير الطبري ﴾ القول في تأويل قوله تعالى: وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)يقول تعالى ذكره: ومزاج هذا الرحيق من تسنيم؛ والتسنيم: التفعيل من قول القائل: سنَّمتهم العين تسنيمًا: إذا أجريتها عليهم من فوقهم، فكان معناه في هذا الموضع: ومزاجه من ماء ينزل عليهم من فوقهم فينحدر عليهم. وقد كان مجاهد والكلبيّ يقولان في ذلك كذلك. ومزاجه من تسنيم - YouTube. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( تَسْنِيمٍ) قال: تسنيم: يعلو. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الكلبيّ، في قوله: ( تَسْنِيمٍ) قال: تسنيم ينصبّ عليهم من فوقهم، وهو شراب المقرّبين.
وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله: " من تسنيم " ؟ قال: هذا مما قال الله تعالى: " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " ( السجدة - 17). ﴿ تفسير الوسيط ﴾ وقوله - سبحانه -: ( وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ. عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المقربون) صفة ثالثة من صفات هذا الرحيق. والمزاج: ما يمزج به الشئ ، ويطلق على الممزوج بالشئ - كما هنا - فهو من إطلاق المصدر على المفعول. والتسنيم: علم لعين فى الجنة مسماة بهذا الاسم ، وهذا اللفظ مصدر سنمه إذا رفعه. يقال: سنم فلان الطعام. إذا جعله كهيئة السنام فى ارتفاعه. قالوا: وسميت هذه العين بهذا الاسم ، لأنها تنبع من مكان مرتفع ، أو لعلو مكانتها. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ أي ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي من شراب يقال له تسنيم وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه قاله أبو صالح والضحاك. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ ومزاجه أي ومزاج ذلك الرحيق من تسنيم وهو شراب ينصب عليهم من علو ، وهو أشرف شراب في الجنة. وأصل التسنيم في اللغة: الارتفاع فهي عين ماء تجري من علو إلى أسفل; ومنه سنام البعير لعلوه من بدنه ، وكذلك تسنيم القبور. وروي عن عبد الله قال: ( تسنيم) عين في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ، ويمزج منها كأس أصحاب اليمين فتطيب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) في الدنيا ، يقولون: والله إن هؤلاء لكذبة ، وما هم على شيء استهزاء بهم.