وقال مسؤول سعودي طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس "الهيئة باتت معزولة "، مشيرا إلى "تقليص كبير لعدد عناصرها خصوصا من غير المؤهلين للدعوة". ولا يعرف على التحديد عدد عناصرها حاليا، لكنّ يقدّر، وفق أحد المصدرين، بنحو خمسة آلاف في المملكة حيث أكثر من نصف عدد السكان دون سن 35 عاما، وفق بيانات صادرة عام 2020. وباتت الشابة السعودية لمى التي تعرضت سابقا لمضايقات من رجال الهيئة بسبب ملابسها الملونة، قادرة على الخروج بلا غطاء للرأس بل والتدخين في الشارع. وقالت الشابة البالغة 26 عاما بينما كانت تدخن رفقة زميلتها في وسط الرياض أثناء استراحة من العمل "لم نكن نفكر في التدخين بالشارع من الأساس قبل سنوات". وأضافت ضاحكة "كانوا سيضربوننا بالخيزرانة"، في إشارة للعصي الرفيعة التي كان يستخدمها مطاوعو الهيئة لنهر الناس. مقابلة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظائف. وقال أحمد بن قاسم الغامدي، وهو مسؤول كبير سابق بالهيئة أطيح من منصبه في 2015 بسبب آرائه التقدمية، "أعظم أخطاء الهيئة أنها كانت تتّبع الأخطاء الفردية للناس"، وهو ما قال إنه "تسبّب بأثر عكسي وسلبي" على صورتها. - "تغيير جذري" وأقر رئيس هيئة الأمر بالمعروف عبد الرحمن السند في مقابلة في تشرين الأول/أكتوبر الفائت مع محطة "الإخبارية" التلفزيونية الحكومية بـارتكاب الهيئة سابقا "مخالفات".
الصفحة غير متوفرة المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.
وأرجع السند، وهو أستاذ جامعي، ذلك إلى أنّ أعضاء الهيئة كانوا يمارسون "مسائل أمنية من دون أي مرجعية أو خلفية أو تأهيل مسبّق". وأكّد أنّ شريعة المسلمين لا تنص على أن "النهي عن المنكر يعني بالضرورة إزالة المنكر"، وهو ما يعد تغييرا كبيرا في فكر الهيئة في الماضي. وتعتزم الهيئة التي طالما تعرضت لانتقادات بخصوص قمعها للنساء، "توظيف نساء" في صفوفها في القريب العاجل، بحسب السند. وأقر الكاتب السعودي سعود الكاتب بحدوث "تغيير كبير وجذري" في عمل الهيئة التي قال إن "دورها لا بدّ أن يكون محدودا ولا يتجاوز دور الهيئات الرقابية الرسمية". فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بالشرقية يُجري مقابلات المتقدمين على وظائفه الميدانية | شاهد الآن. ولم يتبين ما إذا كان تقليص صلاحيات الهيئة ترافق مع تخفيض في موازنتها السنوية أم لا. ورفض مجلس الشورى بغالبية كبيرة في 2018 اقتراحا بدمج الهيئة في وزارة الشؤون الإسلامية، مشيرا الى ضرورة استمرارها لمكافحة المخدرات. واستبعد الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس ستيفان لاكروا أن تتجه السعودية لحلّ الهيئة. وقال "تظل الهيئة علامة على هوية سعودية مميزة يرتبط بها العديد من السعوديين المحافظين. الأمر الأكثر ترجيحًا هو استمرار إعادة توظيف دورها".