تجربة مختلفة ديوان أبيات يدشّنه الأمير خالد الفيصل في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي ينطلق الأسبوع الجاري برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويُقام في «واجهة الرياض» بمشاركة أكثر من 1000 دار نشرٍ محليةٍ وعالمية، ويُخصص ريعُ الديوان لمؤسسة الملك فيصل الخيرية وتتولى جرير نشره، «أبيات» يحكي قصة تجربة شعرية مختلفة تزاحمت عند شاعرها القوافي، فأثمر عن ذلك توظيف المناسب من رفيع المعاني وتسخير المؤثرِ من الكّلِم لإيصال رسالته.
* كتب - علي المفضي: رغم تاريخها المليء بالعطش والجوع والفقر، وطقسها الجاف وقلة الموارد وفرص العمل، إلا بعض البقع المتباعدة من الخضرة وإمكانات الحياة المحدودة، لكن لها سحراً لا يقاوم وعشقاً يتخلل المسام، وهوى أعصى على المرء من بلوغ المستحيل، ولو كان ذلك العشق قد اقتصر على أبنائها لقيل إنه حب الأوطان الذي لا ينتظر ما يبرره. يقول عبدالله بن الدمينة: ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد لقد زادني مسراك وجداً على وجد رعى الله من نجد أناساً أحبهم فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودي سقى الله نجداً والمقيم بأرضها سحابا غواد خاليات من الرعد إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى على غصن بان أو غصون من الرند بكيت كما يبكي الوليد ولم أكن جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي وإذا أمعنا النظر في الشعر الذي تناول (نجداً) وجدنا أن أغلبه كان يتوجد حسرة على بعد هذه الفاتنة العجيبة.
وعلى صفحات آخر الديوان يُعيدُ الشاعر للكلمات رونقها لتبدو مثل البدايات فيرسم عليها بريشة الفنان جُملاً وأمنياتٍ يلونها بالبسمة ويكسوها ثياب الشموخ والمعالي فقال: دقّوا الدفوف.. سلوا السيوف لعيون ذا العَنْدا الهنوف ورغم الظروف.. ترجع البسمة وهناك حيث الخاتمة انتقل الفيصل من الحديث من وإلى الناس للمناجاة في تدرُجٍ أخر من العموم إلى الخصوص فكانت كلماته أمنيةً بين إنسان وربه، مناجاة بين صوتٍ ومستجيب، وحديثٌ بين إثنين لا ثالث لهما. قصيدة نجد خالد الفيصل يصل. تصفّح المقالات