ولكن كل هذه الظروف تأتي من الخلفية الثقافية، في عدد من المجتمعات التي تعتبر الحب خطيئة، وقد يؤمن بعض الأفراد إيماناً كاملاً بذلك مما يجعله يخاف من الحب، الاكتئاب هو المسبب الأول الذي يجعلك تخاف من الوقوع في الحب، وطبعاً من أعراض الاكتئاب عدم الشعور بعدم الثقة والخوف من المجهول. أجرت مجلة (سيكولوجي توادي) المهتمة بالأمراض النفسية دراسة توصلت الى ان هناك أسباباً أخرى تدفع للخوف من الحب، اذا وقعت بالحب الحقيقي يجعلك تشعر أنك ضعيف فوضع ثقة كبيرة في شخص ما يسمح له بالسيطرة عليك (كبيرة في حقك)، وقد يكون الحب الجديد يثير لك ذكريات مؤلمة عن الحب لقديم (وهنا تبدأ المقارنة بينه وبين الحب القديم) وبمقدار الفرح والسعادة الحقيقة يأتي الألم الحقيقي فعلى قدر سعادتك يأتي الحزن عندما تفقد مسبب تلك السعادة، وبإمكان فوبيا الحب ان يكسر العلاقات الاجتماعية والعائلية فهو يجعله يبتعد عمن يحبهم. طول عمري بخاف من الحب !!!!!. الخوف من الحب ليس مرضاً نفسياً فقط، وإنما قد يتحول الى مرض له أعراض جسدية، فنرى الشخص سواء امرأة او رجل حينما يبدأ بالضغط عليهم بالزواج... تظهر لهم عوارض وشعور بالدوخة والرجفة، وخفقان القلب وقد يشعر بالاختناق، وإغماء وغثيان بالمعدة.. صراحة لا أعرف مدى حقيقة من يخالف نبض قلبه، وصوته الداخلي بالارتباط بالحب ولكنه يكابر في الوقت نفسه.
إذن المحب حينما يرى ان قلبه مال الى الطرف الآخر فتأتيه نوبة الخوف من الحب، فيقطع علاقته دون أي مبرر او بحجج واهية، إنما مبرره الحقيقي هو حماية نفسه، قد يكون الامر منطقياً، ولكن هذا الخوف يدل على اضطراب عاطفي فهم لا يزالون ضحية له، فبمجرد السماع بفكرة الحب والرمانسية يفرون منه ويخافون من الارتباط مع أي علاقة حب او شريكة له بالزواج وربط مصيرهم مع شخص معين، ويعتبرون الحب تهديدًا لسلامتهم النفسية. تزداد هذه الحالة بسبب علاقة لم تنجح مع شريك سابق وقد ألمته هذه التجربة، او تعرض لخيانة من الشريك، فيأتي خوفه كردة فعل على ما حصل في ماضيه، إما يصبح حذرًا من كل الاحتمال.. طول عمري بخاف من الحب mp3. علاقة جديدة، عقدة آليانة، عدم الوفاء او الخوف من التغيير الذي يطرأ على حياتهم بسبب الحب. خطورة الموضوع لم تكمن فقط على العلاقات الخاصة المرتيطة بشريك واحد إنما تصرفات الشخص في الاسرة بين الابناء والوالدين، رهاب وفوبيا في إظهار الحب مدى مشاعرهم، لأبنائهم والعكس كذلك، وايضا ومع زملاء العمل، ومع الاصدقاء، مع الجيران... وكيف يكون المجتمع هكذا عندما تنتشر (فيلو فوبيا) الخوف من الحب بأشكاله، وأعتقد ان نسبة عزوف الشباب عن الزواج او الطلاق السريع بين الشباب والشابات بسبب خوفهم من الارتباط وإن تزوجوا فادركوا الغلطة فسرعان تبدأ إجراءات الطلاق.
وايضاً الاغلبية في مجتمعنا العربي يحصر الحب في جانب ضيق واحياناً لا يعبره ويعترف به، والأدهى من ذلك تربية الابناء على هذا الشي ؟ انا ما ادري ليه صادرنا هالشعور حتى من الأطفال اللي كلهم براءة!
ففي حين أن الوقوع في الحب يمكن أن يكون رائعاً لبعض الناس، فإنه بالنسبة للكثيرين يمكن أن يمثل إمكانية التعرض للأذى عند فقدان الحب من جديد، بالإضافة للشعور بالضعف، إذ إنه عندما نحب وننخرط في علاقة عاطفية، فهذا يتطلب منّا أن نضع قدراً كبيراً من الثقة في الشخص الآخر، ما يجعل البعض يشعر وكأنه تجرّد من جميع أساليب الدفاع عن نفسه، وأصبح مكشوفاً نفسياً وجسدياً. في هذا الصدد، تحدثت الدكتورة نيكي غولدشتاين، وهي أخصائية في العلاقات الجنسية، لصحيفة هافيغتون بوست ، عن تأثير الحب الأول على سير العلاقات العاطفية في المستقبل: "إذا كان الحب الأول مؤلماً للغاية وكان هناك الكثير من الأذى والدراما... فإن هذا قد يخيفكم/نّ لاحقاً وتصبحون/ن أكثر تردداً عندما يتعلق الأمر بالانخراط في العلاقات، لأنكم/نّ تخشون/ين التعرّض للأذى". بالإضافة إلى ذلك، شددت غولدشتاين على ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن مقارنة الشركاء: "إذا سبق وأن تعرضتم/نّ للأذى، فمن الممكن أن تربطوا/ن السلوكيات بشريك/ة آخر/أخرى. طول عمري بخاف من الحب وسيرة الحب ^^. تذكروا/ن أن شريككم/نّ الحالي ليس نسخة كربونية عن الشريك السابق". عندما نحب وننخرط في علاقة عاطفية، فهذا يتطلب منّا أن نضع قدراً كبيراً من الثقة في الشخص الآخر، ما يجعل البعض يشعر وكأنه تجرّد من جميع أساليب الدفاع عن نفسه، وأصبح مكشوفاً نفسياً وجسدياً وفي السياق نفسه، أوضحت نيكي أن المقارنة بين الشريك/ة الحالي والشريك/ السابق قد تعزّز في العادة الصور النمطية للجنسين: "نميل للاعتقاد بأن كل الرجال هم هكذا، وأن جميع النساء هنّ على هذا النحو، ومن ثم نبدأ في رؤية أوجه التشابه بينهما من خلال الربط مع مفهوم الجنس".