--------------- من شريط: ( هل هناك مذهب وهابي)
وعن عبد اللّه بن سلام أنه قال: ما خلق اللّه خلقًا أكرم عليه من محمد، فقيل له: ولا جبريل ولا ميكائيل ؟ فقال للسائل: أتدري ما جبريل وما ميكائيل؟ إنما جبريل وميكائيل خلق مسخر كالشمس والقمر، وما خلق اللّه خلقًا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما علمت عن أحد من الصحابة ما يخالف ذلك. هل الخضر حي. وهذا هو المشهور عند المنتسبين إلى السنة من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم، وهو: أن الأنبياء والأولياء أفضل من الملائكة. ولنا في هذه المسألة [مصنف] مفرد ذكرنا فيه الأدلة من الجانبين.
والثانية: أنَّ ذلك لو وقعَ، لتوفَّرتِ الدواعيْ والهِمَمُ على نقلِه. هل حقا أن سيدنا الخضر مازال حيا يرزق؟ - الأهرام اليومي. وإذا كانَ هارونُ ونحوُه تبعًا لموسى، وكان أنبياءُ بني إسرائيلَ تبعًا لموسى، فكيفَ لا يكون الخضرُ ونحوُه، إنْ قُدِّرَ نبوتُه تبعًا لمحمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، الذي ما خَلَقَ الله خلقًا أكرمَ عليه منه، وما تَلَقَّوه عن الله بواسطةِ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أفضلُ مما تَلَقَّوه بغيرِ واسطةِ موسى. وأيضًا فإنَ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أخبرَ بنزولِ المسيح ابنِ مريمَ آخرَ الزمانِ، وذكرَ أنه يَحكُمُ فينا بكتاب الله وسنة رسوله، والمسيحُ أفضلُ من الخضرِ، فلو كان الخضرُ حَيًّا، لكان يكونُ مع محمدٍ، ومع المسيحِ ابنِ مريمَ"، انتهى من"جامع المسائل - المجموة الخامسة" (134 - 135). ثانيًا: للأنبياء من المنزلة والعلم ما ليس للأولياء على القول بنبوة الخضر، فإن للأنبياء من المنزلة والعلم ما ليس للأولياء، وإن كان وليًا فقد يكشف الله لبعض أوليائه بعض المغيبات. ولم ينكر أحد من أهل السنة والجماعة أن الاطلاع على بعض الغيب، والإخبار عن بعض المغيبات: يمكن أن يقع لأحد العلماء والصالحين على وجه الكرامة، ولم نقف على من ينفي ذلك من المتقدمين، بل ما زالت كتب العقائد وأبواب الكرامات في مصنفات العلماء تتناقل حكاية إخبار أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ببعض المغيبات، كإخبار أبي بكر بجنس الحمل الذي كان في بطن زوجته، كما في "موطأ مالك" (2/752)، ونداء عمر بن الخطاب القائد سارية ليتحصن بالجبل، كما رواه اللالكائي (1/120) وغيرها من الحوادث المشهورة.
هل النبي الخضر حي