ضربا في الأرض: ذهابا وسيرا للتكسب. التعففف: التنزه عن السؤال. بسيماهم: بهيأتهم الدالة على الفقر والحاجة. إلحافا: إلحاحا في السؤال. ورزق كفافا: أوتي من الرزق ما يكفيه ويكفه عن السؤال. تزدروا: تحقروا. مضامين النصوص الشرعية حثه سبحانه وتعالى على التعفف والقناعة وإعطاء مال الصدقة لمن يستحقه. من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة: الإسلام والكفاف والقناعة. من الأسباب التي تحصل القناعة وتبعث على شكر الله تعالى النظر فيما فقده الغير من النعم. حثه عليه الصلاة والسلام على الجد والعمل دون الحرص والطمع فيما عند الناس. حكمة: ازهد بما عند الناس يحبك الناس؛ وارغب فيما عند الله يحبك الله. الرضا بما قسمه الله لك هو سر السعادة. قال علي كرم الله وجهه: أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع. مفهوم القناعة والرضا والطمع القناعة: لغة الرضا والإقبال على الشيء؛ واصطلاحا: خلق يبعث على الرضا بما قدر الله من الرزق دون التطلع إلى ما في أيدي الناس. الرضا: لغة خلاف السخط؛ واصطلاحا: خلق يبعث على التسليم بالأحكام التي تجري على الإنسان من غير جزع أو تسخط. الطمع: لغة الحرص والرجاء؛ واصطلاحا: تعلق القلب وحرصه على حطام الدنيا من مال عارض أو منصب زائل أو جاه حائل. علاقة المفاهيم فيما بينها: من قنع ورضي بما قسم الله له لم يتعلق قلبه بما في أيدي الناس.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها: I – مفهوم القناعة والرضا وطرق اكتسابهما وآثارها: 1 – مفهوم القناعة: القناعة: لغة: ضد الشره، هو الاكتفاء بالشيء. واصطلاحا: هي الرضا بما قسم الله ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. القناعة والرضا بما قسم الله الرحمن الرحيم. 2 – مفهوم الرضا: الرضا: لغة: خلاف السخط، واصطلاحا: هو حالة نفسية يستشعر المسلم بمقتضاها الاطمئنان إلى قدر الله وشرعه، ويراد به: تقبل ما يقضي به الله تعالى من غير تردد ولا معارضة. 3 – طرق اكتساب القناعة والرضا: الطموح، والجد، والعمل المشروع، والرضا بما قسم الله من دون حسد ولا طمع، قال تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ﴾، وقال ﷺ: «وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ». الإكثار من العمل الصالح. قراءة سير الأتقياء ومجالسة الأصفياء. أن لا يشغل المسلم نفسه بطلب الدنيا وشهواتها عن الأعمال الصالحة، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا.
والقناعة طريق نهايته التعفف وهي سمة خير جيل عرفه التاريخ، جيل الصحابة من المهاجرين الذين انقطعوا إلى الله ورسوله، وسكنوا المدينة، وليس لهم سبب يردون به على أنفسهم ما يغنيهم، ولا يستطيعون سفرا للتسبب في طلب المعاش، وهم مع هذاه الحال يحسبهم الجاهل بأمرهم وحالهم أغنياء من تعففهم في قولهم وفعلهم، ولا يلحون في مسألة ولكن من تأمل في ذلك عرفهم وعرف اعتدالهم، قال تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) فلا يبذرون ولا يسرفون وفي الوقت ذاته لا يبخلون فيقصرون في حق من يعولون بل هم وسط.
الرضا يخلّص العبد من مخالفة الله -تعالى- في الأحكام والشرائع والقضاء. الرضا يُشعر العبد بعدل الله، فعدل الله في العقوبات والقضاء لا يتعارض مع حكمه. الرضا سببٌ في البُعد عن الحسد والغش والحقد؛ لأنّ المسلم الذي لا يرضى بما قدر له يبقى عنده حسد، ويتمنّى زوال النعمة عن الآخرين. الرضا يجعل المسلم يسلم بأمر الله؛ فلا يشكّ بعلمه وحكمته وقدرته، ويعلم أنّ الله حكيمٌ في كلّ ما يحصل للعبد. الرضا يُثمر الشكر. الرضا يصفّي الذهن، ويفرّغ قلب العبد من أجل العبادة، فيصلّي وهو خالي الذهن غير مشتتٍ. المراجع ↑ "الرضى بماكتب الله" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-1-2019. بتصرّف. ↑ د. محمد ويلالي (28-11-2012)، "الرضا بما قسم الله " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-1-2019. بتصرّف. القناعة والرضا بما قسم الله العظمى السيد. ↑ شريف فوزي سلطان (22-11-2016)، "الرضا بقضاء الله وقدره" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-1-2019. بتصرّف. ↑ "أعمال القلوب-الرضا-" ، ، 19-12-2015، اطّلع عليه بتاريخ 13-1-2019. بتصرّف.
قال تعالى:﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ الضحى:5. وقال صلى الله عليه وسلم:﴿وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس﴾ أخرجه الترمذي. -الاكثار من العمل الصالح. -قراءة سير الأتقياء ومجالسة الأصفياء. -أن لا يشغل المسلم نفسه بطلب الدنيا وشهواتها عن الأعمال الصالحة. الكهف. القناعة والرضا مدخل الحكمة للجذع المشترك - المنير. ج-آثارهما على الفرد والمجتمع. القناعة خير ما يقي من الشره والجشع المتعلقين بأوحال الدنيا وأوهامها،ومن الحسد والتكبر والإعجاب بالنفس والغرور،وخير ما يحقق الاكتفاء والقبول والتعفف وترك السؤال،والإيمان الصادق والهناء وراحة البال،مما يعد عنى حقيقيا للنفس،يكون سببا في الإتقان بوضع الشيء المناسب في الموضع المناسب. قيل ليحيى بن معاذ:«متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا؟فقال:إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه،فيقول:إن أعطيتني قبلت،وإن منعتني رضيت،وإن تركتني عبدت،وإن دعوتني أجبت» مدارج السالكين:لابن قيم الجوزية. ثانيا: الطمع أ-مفهوم الطمع: الطمع هو: نزوع النَّفس إلى الشَّيء شهوةً له. ب-أسبابه: -الحب المفرط للمال والجاه والسلطة فيطمعون في الحصول عليها بطرق غير مشروعة، كالرشوة والحسد والكذب... ج-عاقبة الطمع: يوقع صاحبه في المهالك فيفقد ما عنده و لا يحصل على ما يتوقون إليه، وقد وصف الله تعالى المنافقين بهذه الصفة الذميمة.