↑ الحسين بن مسعود البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرءان الكريم ، صفحة 517. ↑ علاء الدين بن محمد الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل ، صفحة 183.
وقوله ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ) يقول: وجعلناكم متناسبين, فبعضكم يناسب بعضا نسبا بعيدا, وبعضكم يناسب بعضا نسبا قريبًا; فالمناسب النسب البعيد من لم ينسبه أهل الشعوب, وذلك إذا قيل للرجل من العرب: من أيّ شعب أنت؟ قال: أنا من مضر, أو من ربيعة. وأما أهل المناسبة القريبة أهل القبائل, وهم كتميم من مضر, وبكر من ربيعة, وأقرب القبائل الأفخاذ وهما كشيبان من بكر ودارم من تميم, ونحو ذلك, ومن الشَّعْب قول ابن أحمر الباهلي: مِـن شَـعْبِ هَمْدانَ أوْ سَعْدِ العَشِيرَة أوْ خَـوْلانَ أو مَذْحِـجٍ هَـاجُوا لَـهُ طَرَبا (1) وبنحو الذي قلنا في معنى قوله ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ) قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا أبو بكر بن عياش, قال: ثنا أبو حُصين, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ) قال: الشعوب: الجُمَّاع والقبائل: البطون. وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. حدثنا خلاد بن أسلم, قال: ثنا أبو بكر بن عياش, عن أبي حصين, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس, في قوله ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ) قال: الشعوب: الجُمَّاع. قال خلاد, قال أبو بكر: القبائل العظام, مثل بني تميم, والقبائل: الأفخاذ.
بقلم / عائشة العتيبي هل الاِلتزام بالتّقاليد يُعتبر عدم تطور أو بمعنى أدق هل هو عدم رُؤية التطور الحاصل في الوقت الراهن و الحياة التقنية ؟! رُبَّمَا الكثير يرى أنهُ عادة و سلوك يُفعل في محفلٍ أو مُنَاسِبَةٍ معينة أو تقلِّدُ لمُورَث لابُدَّ منه وهو يختص بقبيلة بعينها عن غيرها طبعا هذه من ناحية العادات و التّقاليد ولا أقلل من شأنهما أيضاً ولكن ماذا لو كانت عكس ذلك تماماً وصلت لدرجة التفاخر و التنابز بالألقاب و جعل من الخيال واقع محفوفاً بإنجازات غير صحيحة و لم نراها أصلا في هذا واقع ؟!.
أَيها الشباب، إننا إذ نذكر هذه العيوب في شبابنا المسلم لا نعرضها ونطرحها لمجرد العرض بل لِيَعُوا هذه الأخطاء ويصححوها في أنفسهم، فإلى التقوى والوعي على الإسلام والعيش في ظله ندعوكم. ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). أسرة (الوعي)
ولذلك، خُتمت السورة بمجموعة من الآيات التي تبين حقيقة الإيمان. فقد زعمت الأعراب حينها أنهم آمنوا، فرد عليهم القرآن بأنهم لم يؤمنوا ولكنهم أسلموا. وهنا نبين حقيقة أن الإيمان والإسلام إن اجتمعا في سياق واحد فلكل معناه. فالإسلام هو بأركانه المعروفة، والإيمان كذلك؛ والإيمان محله القلب، والإسلام عمل منبثق عن إيمان، ولكن يبدو أن هؤلاء لم يلامس الإيمان قلوبهم واكتفوا بالعمل من دون اليقين بالله تعالى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم بالانجليزي. وعودة إلى مقياس التفاضل وقيمة التقوى؛ فإن النص يؤسس لمجتمع الحضارة، ويهدم في النفس حب العجب والافتخار بالنسب والجاه والمال وغيرها من مقومات المجتمع الجاهلي. وفي النص لفتة رائعة هي عبارة "عند الله"؛ فالله هو الخالق وهو المشرِّع وهو الأعلم بخلجات النفوس وتقلباتها، وهو الذي إليه المصير. ولذلك يبين حكمه في أن الأكرم هو الأتقى، كائنا من كان. فالقيمة الأساسية هي تقوى الإنسان المبنية على معرفته بالله وحقوقه وطاعته والتزام طريقه، وبالتالي ينعكس هذا كله على النفس استقامة وخُلُقا وطيب معشر، وفي النهاية يكون إنسانا صالحا في دنياه، وفي أعلى درجات الجنة في الآخرة. هناك محفِّزات لهذه النعرات التي تجتاح مجتمعاتنا، كغياب الوازع الديني، والتربية الخاطئة على الافتخار بالنسب، والظلم وغياب العدالة ومحاربة أفكار بتشجيع فريق على آخر.
الحمد لله. الناس كلهم بنو رجل واحد.. وبنو امرأة واحدة.. المؤمن والكافر.. الأبيض والأسود.. العربي والأعجمي.. الغني والفقير.. الشريف والوضيع. والإسلام لا يلتفت إلى الفوارق في اللون, والجنس, والنسب فالناس كلهم لآدم وآدم خلق من تراب.. وإنما يكون التفاضل في الإسلام بين الناس بالإيمان والتقوى.. بفعل ما أمر الله به.. واجتناب ما نهى الله عنه, قال تعالى: ( يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات/13. والإسلام يسوي بين جميع الناس في الحقوق والواجبات.. فالناس أمام الشرع سواء كما قال سبحانه ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) النحل/97. فالإيمان, والصدق, والتقوى كله في الجنة.. وهو حق لمن تخلق به.. ولو كان أضعف الناس.. أو أدنى الناس كما قال سبحانه ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً قد أحسن الله له رزقاً) الطلاق/11. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. والكفر والكبر, والطغيان كله في النار.. ولو كان صاحبه أغنى الناس.. أو أشرف الناس كما قال سبحانه ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير) التغابن/10.