سيد القوم خادمهم هي عبارة يتناقلها الكثير من الناس والشباب في حديثهم بوصف أحدهم عندما يقوم بعملٍ ما، ويستشهدون بهذه العبارة على أنها معتمدة وأنها حديث شريف وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثيرة هي الأقاويل التي تقتبس أوتختزل ويتم اعتبارها وحدها أنها الحديث الشريف، وفي الحقيقة هي لم ترد عن الرسول عليه السلام وربما ورد شيء مشابه لها أو لم يرد على الإطلاق. فـ (خادم القوم سيدهم) هي من ناحية المبدأ والعمل فهي تعني بأن من يقوم على خدمة الناس ومساعدتهم، أو إذا كان هناك جمع من الأشخاص فالشخص الذي يقوم بتهيئة أجواء جلستهم أو رحلتهم أو ماشابه فهو بعمله هذا العمل الجيد يعتبر سيدهم.
وأياً كانت الأخطاء التى تقع فيها الخادمة أو المشكلات التى تتسبب فيها، فإنها تبقى «عاملة» لها حقوق وعليها واجبات، وقبل هذا وذاك هى «إنسانة» حين تعمل بدأب وتراعى ضميرها، يجب أن توضع على كفوف الراحة.
أعلن على رؤوس الأشهاد بأنني مأخوذ بالكاتب المصري الساخر جلال عامر.... كاتب استثنائي بحق، لديه قدرة عبقرية على الاختصار لكنه مات وخسرناه تماما. اضافة اعلان خسرناه، نعم، لكنه ترك لنا تراثا جميلا من السخرية المؤثرة، وهذا ما دفعني للحصول على كتبه، لكني لم احصل حتى الان سوى على كتابين، صدر أحدهما بعد وفاته، وهو كتاب (قصر الكلام)... يعني الكلام القصير، وليس كلام القصر كما قد يبدو. لم استطع مقاومة إغراء أن أكتب لكم بعض العبارات المذهلة التي ابتكرها الرجل، ونقلتها خلال مطالعتي لكتبه، متخليا عن كتابة مقالتي لهذا اليوم، لصالح أن تشاركوني التمتع بعبقرية الرجل، وهي بالتأكيد أفضل مما كنت سأكتبه لكم: - في العالم العربي ، التأمين على الإنسان اختياري ، والتأمين على السيارات إجباري. رتبة حديث سيد القوم خادمهم - إسلام ويب - مركز الفتوى. - نحن لا نفرق بين معارض الحكومة ومعارض السيارت. - أربعة اخماس البرلمان حزب حاكم، وأربعة اخماس الهواء نيتروحين خامل. - في مصر، أصحاب السفن يوفرون السمك للمواطنين،وأصحاب العبّارات يوفرون المواطنين للسمك. - نحن أول من عرف المعارضة عندما قلنا (ما أشربش الشاي.. أشرب آزوزة أنا). - ليس عندي عقار، غير عقار الروماتيزم. - استمرار لظاهرة التدين الشكلي عندنا، أصبح معظم سائقي السيارات يشغّلون أشرطة القران الكريم، ولا يشغّلون العداد.
ونحن الإماراتيين تربينا على أسس أخلاقية متينة لا تسمح بأكل حقوق الناس وخاصة الأضعف، كما أنها لا تتقبل التخلي عن الواجب والتقصير فيه؛ لأن ذلك منقصة في الرجولة والمروءة والانتماء، وهذا كله جزء رئيس من مكونات الشخصية الوطنية الإماراتية، وتعبير متوارث عن الأصالة الإماراتية وفهمنا لطبيعة العلاقة الناظمة للسلوكيات الاجتماعية النبيلة والكريمة. لكن ثقافة الحقوق والواجبات لا تقف عند هذه المعايير وحدها؛ ففي العلاقة مع الدولة عموماً، حيث الانتماء للوطن والولاء للقيادة، يصبح من غير المقبول أن نتحدث عن حقوقنا عند الوطن دون أن نقوم بواجباتنا تجاهه، الإلزامية منها والطوعية. وقد خطت دولتنا الحبيبة خطوة في غاية الأهمية حين خصصت في الدستور باباً واسعاً لحقوق المواطن وواجباته، أعتقد أن من لم يقرأه ويلتزم بما فيه من المواطنين مقصّر تجاه الدولة وتجاه نفسه. وما أراده الآباء المؤسسون، رحمهم الله، من تخصيص باب في الدستور للحقوق والواجبات كان مدماكاً تأسيسياً لدولة الاتحاد وعلاقتها بمواطنيها على أسس بيّنة وواضحة من تحمّل المسؤولية؛ فالدولة تتحمّل مسؤوليتها تجاه المواطن الذي يتحمّل بدوره مسؤوليته تجاه دولته، كما في حالة الدفاع عن الوطن والالتزام بسيادة القانون وتقديم المصلحة الوطنية العليا على ما سواها من مصالح ضيقة، وما إلى ذلك.