[٣] صعوبة تقبل خيبات الأمل أو الفشل تُعرف شخصية الوسيط بأنّها شخضية حساسة للغاية، لذلك يصعب عليها تقبل الفشل أو حالات الإحباط وخيبات الأمل التي تواجهها في حياتها، كما أنّها لا يُمكنها التعامل مع مصاعب حياتها بسهولة وقد تنفصل نهائيًا عن الأمور الخاطئة التي فعلتها، ولذلك على شخصية الوسيط أن تفهم بأنّ ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي، وعليها تعلم كيفية التكيف مع الفشل. [٤] أخذ النقد بشكل شخصي بصورة مبالغ بها تميل شخصيية الوسيط إلى الشعور بالقلق تجاه ما يعتقده الآخرين تجاهها، وتأخذ نقد الآخرين على محمل شخصي، ولذلك قد تشعر بالاستياء أو الانزعاج إذا ما شعرت بأنّ أحدًا ما قد فهم ما قالته أو فعلته بشكلٍ خاطئ، ولتتمكن شخصية الوسيط من تقبل رأي ونقد الآخرين، وتكون أقل حساسية تجاههم يجب أن تفهم جيدًا ما هو بالفعل الشيء الخاطئ. [٤] إهمال النظر في الرغبات والاحتياجات يؤدي اهتمام شخصية الوسيط الكبير بالآخرين، وتركيزها على رعايتهم وتلبية احتياجاتهم إلى إهمال نفسها ورغباتها وتجاهل احتياجاتها الخاصة، وقد لا تشعر شخصية الوسيط بوصولها لهذه المرحلة، إلّا بعد شهورها بالإرهاق والجهد، ولذلك فهي تحتاج إلى أن تقضي وقتًا مع نفسها وتُحدد ما ترغب به وتحتاج إليه.
ومصطلح الهوية الإسلامية هي تلك السمات والخصائص والسلوكيات المميزة للأمة الإسلامية الناتجة عن تفاعل المسلم مع العقيدة والشريعة، وهي التراث المادي والمعنوي يدل على الوحدة والتفرد والتميز والثبات. يقول الفارابي في (الحروف)في تعريفه للهوية: " هوية الشيء وعينيته وتشخصه وخصوصيته ووجوده المنفرد له، كلٌّ واحدٌ، وقولنا إنه هو إشارة إلى هويته وخصوصيته ووجوده المنفرد له الذي لا يقع فيه على اشتراك. " وقال ابن حزم "وحدُّ الهوية هو أن كل ما لم يكن غير الشيء فهو هو بعينه إذ ليس بين الهوية والغيرية وسيطة يعقلها أحد البتة فما خرج عن أحدهما دخل في الآخر. " (ابن حزم، الفصل في الملل والنحل، ص: 107) ملابسات مصطلح الهوية: هناك عدة كلمات وألفاظ تتداخل في مصطلح الهوية لا تؤثر في مجملها على المعنى العام، ويمكن إيرادها هنا لتحرير الملابسات لدى من يريد أن يتعمق في فهم المصطلح وهي: أولاً: (الهُوية) بضم الهاء، أم (الهَوية) بفتح الهاء. اضطراب الشخصية الهستيرية DHP: الأسباب، الأعراض والعلاج | فنجان. ؟ (الهُوية) بضم الهاء تُطلق على ماهية الشيء وتَشَخُّصِه، أصلها كلمة (هُوَ) ضمير لمفرد مذكر مؤنثه (هِي)، عرفها الجرجاني بقوله: « الهُوية: الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق. » (الهَوية) بفتح الهاء تطلق على الحب، يقال امرأة هَوية: أي تهوى وتحب.
أصلها (هَوِيَ) بمعنى أحب. والهوى هو: إتباع رغبات النفس وشهواتها. قال الجرجاني: " الهوى ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع. حلل شخصية من قبلك من رمزيته | الصفحة 103. " (الجرجاني، التعريفات، 1403هـ، ص:257) الهُوية بضم الهاء: سمات وأفعال تعبر عن الشخص، وهي نابعة عن نفسه ومن داخله تدل على الوجود الداخلي، والهَوية بفتح الهاء: سمات وأفعال تعبر عن الشخص لكنها تمثل الآخرين لتقمص الفرد شخصياتهم وتقليدهم لتأثره بالوجود الخارجي. ثانياً: الهوية والماهية والجوهر وهي كلمات مترادفة تأتي بمعنى واحد وهو الدلالة على الذات، لكنها تختلف في تعميق المعنى؛ فالماهية عبارة سؤال تبحث عن كلية الإنسان تأتي بصيغة (ما هُو) ويجاب عنها بصيغة (هو كذا وكذا …) كماهية الإنسان يتميز بها عن غيره من المخلوقات، والهوية: عبارة تطلق على جزئيات الإنسان وسماته الأساسية وصفاته الخلقية والأخلاقية، والجوهر: عبارة تطلق على الشيء النفيس والغالي يكتسب ذلك من الندرة وقوة الجاذبية، وهذا مفهوم أعمق يدل على حقيقة المعدن والمنبت، ومكنون الصدر وسعة الأفق. ثالثاً: الهَوية والهِواية: قد سبق معنى الهَوية، وأما الهِواية: فهي نشاط يُشغف به المرء، من لعب أو عمل محبوب، ويقضي أوقات فراغه في مزاولته، حتى ولو بدون حرفة.