وقال زيد بن أسلم: خرج عمر وعبد الرحمن يعسان ، إذ تبينت لهما نار فاستأذنا ففتح الباب ، فإذا رجل وامرأة تغني وعلى يد الرجل قدح ، فقال عمر: وأنت بهذا يا فلان ؟ فقال: وأنت بهذا يا أمير المؤمنين! قال عمر: فمن هذه منك ؟ قال امرأتي ، قال فما في هذا القدح ؟ قال ماء زلال ، فقال للمرأة: وما الذي تغنين ؟ فقالت: تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقني أن لا خليل ألاعبه فوالله لولا الله أني أراقبه لزعزع من هذا السرير جوانبه ولكن عقلي والحياء يكفني وأكرم بعلي أن تنال مراكبه ثم قال الرجل: ما بهذا أمرنا يا أمير المؤمنين! ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا english. قال الله تعالى: ولا تجسسوا قال صدقت. قلت: لا يفهم من هذا الخبر أن المرأة كانت غير زوجة الرجل; لأن عمر لا يقر على الزنى ، وإنما غنت بتلك الأبيات تذكارا لزوجها ، وأنها قالتها في مغيبه عنها. والله أعلم. وقال عمرو بن دينار: كان رجل من أهل المدينة له أخت فاشتكت ، فكان يعودها فماتت فدفنها. فكان هو الذي نزل في قبرها ، فسقط من كمه كيس فيه دنانير ، فاستعان ببعض أهله فنبشوا [ ص: 303] قبرها فأخذ الكيس ثم قال: لأكشفن حتى أنظر ما آل حال أختي إليه ، فكشف عنها فإذا القبر مشتعل نارا ، فجاء إلى أمه فقال: أخبريني ما كان عمل أختي ؟ فقالت: قد ماتت أختك فما سؤالك عن عملها!
(روضة السعداء - منتديات لكِ النسائية - الأرشيف)... 24-10-2008, 09:22 PM #1 معنى قوله تعالى(ولا تجسسوا) التجسس في الميزان الشرعي الحمد لله رب العالمين، الواحد القهار، والصلاة والسلام على رسول الله، الجامع لمكارم الأخلاق وعلى آله وصحبه الأطهار الأبرار. أما بعد: فإن التجسس عمل وضيع نهى الله -عز وجل- عنه لأسباب، منها أنه تتبع للعورات، وفضح لأسرار الناس، ومن تتبع عورة المسلم فضحه الله ولو في جوف بيته.. والتجسس: هو تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون. وإما بالاطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفونه عن أعين الناس دون إذن منهم وقد نهى الإسلام عن التجسس على المسلمين، ما داموا ظاهري الاستقامة غير مجاهرين بمعاصيهم، وكان ما يخفونه من أمورهم من السلوك الشخصي الذي يخصهم ولا يتعلق بكيد للمسلمين. والتجسس مما يولد في المجتمع الأحقاد، ويورث العداوات والبغضاء ، إذ يشعر المتجسس عليه بأنه مشكوك بأمره غير موثوق. وهما يكشفان عورات الناس، ويتسببان بإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا. «.. ولا يغتب بعضكم بعضاً» | صحيفة الخليج. وسوف نلقي الضوء على هذا الموضوع من خلال الآتي: أولاً: التجسس اصطلاحاً: قال ابن الأثير: (التجسس: التفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشر)1.
وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني علي قال: ثني أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) يقول: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرا. وقوله ( إن بعض الظن إثم) يقول: إن ظن المؤمن بالمؤمن الشر لا الخير إثم ، لأن الله قد نهاه عنه ، ففعل ما نهى الله عنه إثم. وقوله ( ولا تجسسوا) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض ، ولا يبحث عن سرائره ، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه ، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره ، وبه فاحمدوا أو ذموا ، لا على ما لا تعلمونه من سرائره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. معنى قوله تعالى(ولا تجسسوا ). حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( ولا تجسسوا) يقول: نهى الله المؤمن أن يتتبع عورات المؤمن. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( ولا تجسسوا) قال: خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا) هل تدرون ما التجسس أو التجسيس؟ هو أن تتبع ، أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سره.
ولما سمعت الخطبة تذكرت هذه الرؤيا وبعدها والله يا ولدي ما تكلمت في عرض مخلوق إلى اليوم، لكن خشيت أنك تقصدني في الخطبة، فقلت له: لا والله، ولكن أحمد الله واشكره أن الخطبة لامست شغاف قلبك أنت وغيرك ممن حضروا، أسأل الله -جلا وعلا- أن يحفظ ألسنتنا وأبصارنا وأسماعنا وبطوننا وفروجنا من الحرام كما أسأله سبحانه أن يتم علينا الأمن والأمان، هذا واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
[ عاشراً: لا شرف ولا كرم إلا بشرف التقوى وكرامتها: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]، وفي الحديث: ( لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى). وروى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بمكة فقال: ( يا أيها الناس! أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ - الكلم الطيب. إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله)]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الغيبة ذنب لا يليق بالمسلم الذي نطق بالشهادتين، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي، صلى الله عليه وسلم: حسبك صفية كذا وكذا، قال بعض الرواة: تعني أنها قصيرة، فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، رواه أبو داود و الترمذي. وحسبنا أن نصغي إلى الهدي النبوي الكريم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» رواه مسلم. روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرت له امرأة وكثرة صلاتها وصومها ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال هي في النار. ومن الغيبة، أيضاً،: الإصغاء إليها على سبيل التعجب فإن ذلك يزيد نشاط المغتاب في الغيبة فيندفع فيها. والتصديق بالغيبة غيبة؛ بل الساكت شريك المغتاب. نعم.. المستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا أن ينكر بلسانه، أو ينهى المغتاب، أو يقطع كلامه بكلام آخر، أو يقوم من ذلك المجلس. قال أبو الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقاً على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة. وقال أيضاً من ذبّ عن عرض أخيه بالغيب كان حقاً على الله أن يعتقه من النار. كفارة الغيبة: الندم، التوبة، تأسف الإنسان على ما فعله - أن تستحل ممن اغتابه ما أمكن، الاستغفار. قال مجاهد: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعو له بالخير.