السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،، تعرفون كيف أننا نصغي لآية من كتاب الله أحياناً ، فنشعر و كأنها تطرق مسامعنا للمرة الأولى ؟.. كنت أستمع للشيخ الشريم يتلو سورة القصص في صلاة التراويح بالأمس.. قصة سيدنا موسى عليه السلام.. كم سمعتها و كم سمّعتها و كم رددتها في صلاتي.. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النمل - الآية 44. و لكن سبحان الله ، رغم أنني لم أكن أركز مع التلاوة تماماً ، إلا أن الآية اخترقت مسمعي – بل قلبي – كالسهم و هزتني بشكل غريب.. وجدت نفسي أسرع لأفتح المصحف و أبحث عنها ، و كأنما أتأكد من أن الشيخ لم يخطئ في تلاوتها..!
"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" (سورة غافر: الآية 60)، فالدعاء يصل الخلق بالخالق، ويعبر عن إيمان عميق بأن هناك إلهاً قديراً على كل شيء، بيده الأمر كله، يقدم المساعدة لمن يطلبها وفى أي وقت.. بابه مفتوح لا يغلق في وجه أحد مهما عظم أو صغر.. نلجأ إليه في كل وقت وخصوصاً في الشدة.. ولكن كيف يكون الدعاء؟ فالدعاء له آداب وشروط حتى يتحقق.. ولن نجد خيراً من الأدعية التي دعا بها الأنبياء، عليهم السلام ربهم، والتي وردت في القرآن الكريم، وفي صحيح سنّة المصطفى، صلى الله عليه وسلم. قال ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي. ولقد مر الأنبياء بمواقف صعبة لم ينقذهم منها إلا صدق دعائهم، حيث كانت لهم في هذه المواقف أنبل الكلمات وأجمل الألفاظ التي تجسد حسن التوسل ومناجاة الله وحده، ومن خلال هذه الحلقات نتعرف إلى المواقف التي تعرض لها الأنبياء الكرام وإلى الأدعية التي دعوا بها ونتعلم كيف يكون الدعاء. "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" (سورة الأعراف: الآية 23). خلق الله عز وجل الإنسان في أجمل صورة وزينها بعقل راجح وفؤاد ذكي وفطنة موفورة ونظرة سليمة ليكون بهذه الصفات أهلاً لتلقي ما يعلمه الله من حقائق الكون وأسراره مما لا يمكن الإلمام به واستيعابه إلا بمثل هذه الاستعدادات العقلية والروحية، كما علّمه الأسماء كلها، بل زاد رب العزة في كرمه على آدم أن جعل الملائكة تسجد له، وكان لا بد من اختبار آدم حتى تتحقق مشيئة الله عز وجل بإعمار الأرض.
وغيرُ جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة، بقول من يجوز عليه السهو والخطأ. واختلف أهل التأويل في أعيان الكلمات التي تلقاها. آدمُ من ربه. فقال بعضهم بما:- 775 - حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا ابن عطية، عن قيس، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: " فتلقى آدمُ من ربه كلمات فتابَ عليه " ، قال: أي رب! ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب، ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال: بلى، قال: أي رب، ألم تسكني جَنتك؟ قال: بلى. قال: أي رب، ألم تسبق رحمتُك غضبك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن أنا تبت وأصلحت، أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال: نعم. قال: فهو قوله: " فتلقى آدمُ من ربه كلمات " (263). رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ( بطاقة دعوية ). 776 - وحدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا محمد بن مُصعْب، عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. 777 - وحدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: " فتلقى آدمُ من ربه كلمات فتاب عليه " ، قال: إن آدم قال لربه إذ عصاه: رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ فقال له ربه: إني راجعك إلى الجنة (264). 778 - وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة قوله: " فتلقى آدم من ربه كلمات " ، ذكر لنا أنه قال: يا رب، أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إني إذًا راجعك إلى الجنة، قال: وقال الحسن: إنهما قالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.