وقد حثت الفتوى الحكومة، كما يروي كتاب تومسين، على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة بما فيها العسكرية، إذا لزم الأمر، لاستعادة المسجد الكبير من أيدي جهيمان وأتباعه.
قدّم جهيمان صهره محمد بن عبد الله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، ومجدّد هذا الدين، وذلك في اليوم الأول من بداية القرن الهجري الجديد. قام جهيمان وأتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر" محمد بن عبد الله القحطاني، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام. ويروي بعض شهود العيان أنّ أتباع جهيمان كانوا قنّاصة ماهرين لدرجة إنهم يقنصون العسكر السعوديين من أعلى المنارة، وكانت أحياء مكة ترى الأدخنة من جهة الحرم بكل وضوح نتيجة للمبادلة بالنار داخل الحرم. ويروي كتاب "الحروب الأفغانية والنزاعات القبلية وفشل القوى العظمى" (The Wars of Afghanistan: Messianic Terrorism. Tribal Conflicts, and The Failures of Great Powers. Peter Tomsen) لبيتر تومسين وترجمته د. كم عدد منارات الحرم المكي. سرى خريس وعبلة عودة. فبعد أن "صعد إمام المسجد الشيخ محمد بن سبيل، آنذاك، ليؤم صلاة الفجر من إحدى المنارات السبع المحيطة بالمسجد حيث كان آلاف الحجاج يلتفون بملابسهم البيضاء، ويتجمعون في باحة المسجد لأداء الصلاة متوجهين نحو الكعبة، وقد أخذ الإمام يصدح بالآذان المعهود "الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله" ليتردّد صدى الكلمات في جنبات المسجد وأطراف المدينة المقدسة.
آنذاك، يتابع تومسين، استغاث الملك فهد بالحكومة الفرنسية، فأرسلت فريقاً متخصصاً من خيرة قواتها الخاصة قاموا بتدريب أفراد القوات السعودية في قاعدة عسكرية قرب مكة على استعمال غاز "سي إس" المسيل للدموع والذي يشل حركة الأفراد الذين يستنشقونه لفترة، وهو ذات الغاز الذي استخدمته القوات الروسية عام 2002 خلال حادث الرهائن الشيشان في موسكو، وبالفعل نجح استخدام هذا الغاز في إضعاف المتمردين، ومن ثم استسلامهم في الرابع من ديسمبر بما فيهم جهيمان ذاته. وفي بدايات شهر يناير عام 1980 اجتمع مجلس هيئة العلماء، وأصدر فتوى ثانية لدعم الحكومة السعودية في قرارها بإعدام جهيمان، بالإضافة لاثنين وستين من أتباعه، وقد تم إعدامهم في مدن مختلفة في المملكة وعلى الملأ، أما جهيمان فقد أعدم في مكة..