سورة البينة تفسير ، نتحدث اليوم عن سورة من السور التي يلاقي الكثير من الأطفال الذين يقومون بحفظ كلام الله تعالى بعض المشقة في حفظها، ربما ذلك لأنها من أوائل السور التي يقابلونها في حفظهم ذات المتشابهات، فهم لم يعتادوا على هذا النوع من الآيات وهذا التشابه في الحفظ؛ لذلك نقدم لكم السورة بالصورة، وكذلك بالتفسير، حيث أنه من الملاحظ أن المعلومة تثبت بشكل أيسر وأسرع وأمكن؛ إذ تم تناولها من أكثر من جانب ووسيلة، فتابعونا على موسوعة. سورة البينة للاطفال بالصور تفسير سورة البينة للاطفال آية 1 يقول تعالى: " لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ". أي أن الكفار لن يتركوا ما هم عليه من الكفر حتى تأتيهم العلامات التي تدل على بطلان ما هم فيه من ضلال. آية 2 يقول تعالى: " رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً". وهذه العلامات هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو عليهم كلام الله المقدس وآيات بينات. آية 3 يقول تعالى: " فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ". أي أن هذه الآيات التي يتلوها النبي صلى الله عليه وسلم بها من الأخبار الصادقة والأمور النافعة ما يهدي إلى الخير وإلى الرشاد.
وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: «كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليّ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}» فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل عليّ قالوا: جاء خير البرية. وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً: عليّ خير البرية. وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: «لما نزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين». وأخرج ابن مردويه عن عليّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألم تسمع قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجلين».
وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححه عن أبيّ بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} فقرأ فيها ولو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيته لسأل ثانياً، ولو سأل ثانياً فأعطيه لسأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية، ومن يفعل ذلك فلن يكفره». وأخرج أحمد عن أبيّ بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك فقرأ عليَّ {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} إن الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية، ومن يفعل خيراً فلن يكفره» قال شعبة: ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ «لو أن لابن آدم وادياً من مال لسأل وادياً ثانياً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب»، قال: ثم ختم بما بقي من السورة.
وقوله: ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة) يقول: وما تفرق اليهود والنصارى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، فكذبوا به ، إلا من بعد ما جاءتهم البينة ، يعني: من بعد ما جاءت هؤلاء اليهود والنصارى البينة ، يعني: أن بيان أمر محمد أنه رسول بإرسال الله إياه إلى خلقه ، يقول: فلما بعثه الله تفرقوا فيه ، فكذب به بعضهم ، وآمن بعضهم ، وقد كانوا قبل أن يبعث غير مفترقين فيه أنه نبي.