في أصول الفقه فهناك ما يعرف بالدليل والاستدلال أما الاستدلال فهو طلب الدليل أما الدليل فهو المرشد إلى المطلوب، ولهذا كان التنزيل في هذا السؤال أن نذكر آية أو حديث تبين فضل من أخذ في الدعوة إلى الله تعالى وحده وترك عبادة ما سواه، قال الله تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت). الدليل: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) كان هذا واحدا من تمرينات الصف الخامس ابتدائي في المنهاج التعليمي السعودي في الفصل الدراسي الجاري من هذا العام من كتاب التوحيد.
وقال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: من مات وهو يدعو لله ندًا دخل النار وقال عليه الصلاة والسلام: من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار. فالواجب على جميع أهل الأرض من المكلفين أن يعبدوا الله وحده، وأن يقولوا: لا إله إلا الله، وأن يشهدوا أن محمدًا رسول الله، وأن يخصوا الله بدعائهم وخوفهم ورجائهم واستغاثتهم وصومهم وصلاتهم وسائر عباداتهم، وهكذا طوافهم بالكعبة، يطوفون بالكعبة تقربًا إلى الله وعبادة له وحده ، وأن يحذروا دعوة غير الله من أصحاب القبور أو الأصنام أو الأنبياء أو غير ذلك، فالعبادة حق الله وحده، لا يجوز لأحد أن يصرفها لغيره .
أقسام التوحيد ينطوي التوحيد على عدد من الأقسام، وهم ثلاثة بالتحديد ويتمثلون في التوحيد بالألوهية، و التوحيد بالربوبية والتوحيد بأسماء الله تعالى وصفاته، وإليكم تفصيل بهذه الأقسام: التوحيد بالألوهية: وذلك يعني أن يتوجه المسلم لله تعالى بجميع الأفعال لوجهه لكي ينال رضاه ومنها التوكل على الله والدعاء والاستعانة به في كل شيء، كما تشمل الاستغفار والخوف من غضبه والكثير من العبادات الأخرى الموجهة لله تعالى دون غيره. والتوحيد بالربوبية: ومعنى ذلك أن يكون الإيمان خالصًا لله تعالى بلا شريك، والاعتقاد بأنه الوحيد القادر على الإحياء والموت وأنه خالق الكون بما فيه من مخلوقات، وبأنه الذي يرزق ويمنع، وأنه الذي يُقدر جميع الأمور، وأنه القادر على فعل المعجزات التي لا يستطيع غيره القيام بها، وغيرها من الأمور الأخرى المرتبطة بالربوبية. التوحيد بالأسماء والصفات: وهي أسمائه وصفاته التي وردت في القرآن الكريم والقاصرة عليه فقط والتي لا يصح أن يتصف غيره بها، مثل اسم العزيز الآتية من العزة والقدير والرحمن والواحد، والحكيم وغيرها من الصفات التي أكد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من المواضع. وفي النهاية نكون قد عرفنا أن الدعوة الى التوحيد المقصود بها عبادة الله عبادة كاملة بدون اشراك أحد معه في العبادة، كما تعرفنا على أقسام التوحيد، وكذلك أهمية التوحيد لكل مسلم.
الدعوة الى التوحيد أفضل الاعمال واحسنها. إذ أنَّ الله سبحانه وتعالى بيّن لعباده ما يجب عليهم من الأعمال وما يُحرَّم فعله، وكتب لهم عند تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه الفضل والأجر، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو ما أفضل الأعمال عند الله تعالى وما أكثرها أجرًا وما أعظمها فضلًا، ومن خلال هذا المقال سنبيّن أنَّ الدعوة الى التوحيد أفضل الأعمال واحسنها، وكذلك سنذكر فضل هذا العمل، بالإضافة إلى ذكر الصفات والأخلاق التي يجب توافرها في من يدعو إلى توحيد الله تعالى. التوحيد هو الإقرار بتفرد الله عزَّ وجل في ربوبيته وألوهيته وصفاته وأسمائه، والإقرار بأنَّه لا شريك له في ملكه وحكمه ومخلوقاته، وتنزيهه عما لا يليق به جلَّ جلاله، وله ثلاثة أنواع وهي: [1] توحيد الربوبية: ويعني الإيمان بأنَّ الله تعالى هو خالق كل المخلوقات وربها، وهو الذي يتحكم في كل شؤونها من حياة وممات ورزق وغيره. توحيد الألوهية: وهذا التوحيد يعني إفراد الله تعالى في العبادة والطاعة وعدم عصيان أوامره، فهو الوحيد المُستحق للعبدة ولا يُشاركه في ذلك أحد سواه. توحيد الصفات والأسماء: وهو يعني تفرد الله تعالى في صفاته وأسمائه، وامتلاكه وحده لكل صفات الكمال، ولا يوجد أي أحد يماثله في ذلك.