وقد نهي النبي عن الاستعجال في إجابة الدعاء فقال: "يستجاب لأحدكم مالم يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي. " يقول ابن عطاء الله: لايكون تأخر امد العطاء مع الالحاح في الدعاء موجبا ليأسك، فهو قد ضمن لك الاجابة فيما يختار لك، لا فيما تختار لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد. يقول ابن عباد: حكم العبد ألايتخير شيئا علي مولاه، ولايجزم بصلاحية حال من الأحوال له، لانه جاهل من كل وجه، قد يكره الشيء وهو خير له، ويحب الشيء وهو شرله. ويكفي المرء مايحصل له من شرف وحظ بسبب مداومة الدعاء, فقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: "ان الله يحب الملحين في الدعاء. دعاء يستجاب له لو قيل مرة للتحقيق. " وقد جاء في الحديث قال جبريل عليه السلام: "يارب عبدك فلان, اقض له حاجته فيقول دعوا عبدي فاني أحب أن اسمع صوته"... رواه أنس بن مالك عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال المهدوي: كل من لم يكن في دعائه تاركا لاختياره، وراضيا باختيار الحق فهو مستدرج، وهو ممن قيل اقضوا حاجته فاني اكره ان اسمع صوته، فاذا كان في دعائه مع اختيار الحق تعالي لامع اختيار نفسه كان مجابا وان لم يعط. قال تعالي امن يجيب المضطر اذا دعاه فرتب الاجابة علي الاضطرار, قال بعض العارفين بالله: إن الاضطرار نعمة من الله رغم ردائها الخشن، والمضطر هو الذي يرفع الي الله يديه ولايري لنفسه عملا أو فضلا.
الانسان خلق بطبعه ضعيف ، يقع في الذنوب و المعاصي ، و يغلبه هواه ، و يصرعه شيطانه ، فيفيق و يتوب و يرجع الى ربه ، و المعاصي هي قاذورات يتلطخ بها العبد في حياته ، لكن ان أسرع بالانابة الى ربه و التوبة من ذنبه قبله الله سبحانه و تعالى و غفر له ، حتى لو تكرر منه الذنب ما دام في كل مرة يتوب توبة نصوحة و يعزم على عدم العودة مرة أخرى ، فالله سبحانه و تعالى هو الغفور الرحيم. دعاء من اذنب ذنبا شروط التوبة: لكي تكون توبة العبد توبة نصوحة خالصة لله سبحانه و تعالى ينبغي ان يتوفر فيها أربعة شروط هي: أن يعرف ذنبه: و يعرف أن ما اقترفته يده هو معصية و ذنب في حق الله سبحانه و تعالى وأنه ظلم نفسه بذلك. أن يندم على الذنب: من شروط التوبة ان يشعر العبد بالندم على أنه أذنب ذنباً. يعزم على عدم العودة اليه: و العزم هو ربط القلب و عقده على عدم العودة الى ذلك الذنب مرة أخرى ، و يكون صادق العزم في ذلك. دعاء يستجاب له لو قيل مرة كوريا الجنوبية تتحدث. رد الحقوق: اذا كان الذنب في حق الله سبحانه و تعالى مثل ترك الصلاة أو كذب أو ترك زكاة أو غيرها من العبادات فان الله يقبل توبته ، أما ان كان الذنب في حق العباد فلا يقبل الله توبته الا اذا رد المظالم الى أصحابها. صلاة التوبة: أجمع أهل العلم على مشروعية صلاة التوبة روى أبو داود عن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ").
11 ادع الله دعاء الراغب الراهب المستكين.. الخاضع.. المتذلل الفقير الى ما عند ربة تبارك و تعالى. ثلاثة لا يستجيب الله دعاءهم نهائيًا.. وآخرون يستجيب لهم فورًا. ادع بلسان الذله و الافتقار لا بلسان الفصاحه و الانطلاق. اخي ادع دعاء عبد فقير الى ما عند ربة تعالى … محتاجا الى فضله و احسانة … مقرا بذنوبة … خاضعا خضوع المقصرين … يري انه لا يملك لنفسة ضرا و لا نفعا ، قال ابن القيم رحمة الله: ": اذا اجتمع عليه قلبة و صدقت ضرورتة و فاقتة و قوي رجاؤة فلا يكاد يرد دعاؤه" ، وقال ابن عطاء " تحقق باوصافك يمدك باوصافة ، تحقق بذلك يمدك بعزة ، تحقق بعجزك يمدك بقدرتة ، تحقق بضعفك يمدك بقوتة ". اخي. اذا انكسر العبد بين يدية و بكي و تذلل و اشهد الله فقرة الى ربة فكل ذراتة الظاهره و الباطنه عندها فليبشر بنفحات و نفحات من فضل الله و رحمتة و جودة و كرمه. 12 ترصد لدعائك الاوقات الشريفه و تخير وقت الطلب كعشيه عرفه من السنة، ورمضان من الاشهر، وخاصة العشر الاواخر منه، وبالاخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الاسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الاذان و الاقامه ، وعند سماع صوت الديك ، وعند التحام الصفوف فالقتال ، وعند نزول الغيث. 13 اغتنم الحالات الفاضلة: كالسجود، ودبر الصلوات، والصيام، وعند اللقاء، وعند نزول الغيث.
وروى أحمد عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَرَ لَهُ). دعاء لتحقيق الامنيات - دعاء مستجاب. دعاء من اذنب ذنبا التوبة علاج لتكرار الذنب: روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي.