** لما خدشت كل أعبائي.. أحب أن ألتقي بك مع حسن التفكير يشفع لي ** أتمنى المغفرة إلا مع الغفار.. [2] شرح قصيدة حديقة الغروب ونجد أن الشاعر تناول في قصيدة "حديقة الغروب" أربعة محاور مختلفة ، بالإضافة إلى ذلك ، تم فيها الكشف عن أبعاد وصور للحياة ، وتوزعت في أبيات هذه القصيدة. على الاعتراف بربه على كل ما فعله في حياته ، وهذا الشيء ، إذا كان يدل على شيء ، إلا أنه يشير إلى ذروة التنمية الذاتية والحساب.
«5» وبعد هذه النداءات المختلفة, يأتي في القسم الأخير النداء الأخير, نداء خص به الله وهو الملجأ والملاذ الأخير للعبد فيقول "يا عالم الغيب! ذنبي أنت تعرفُه" كذلك يعد نداء للبعيد وذلك للمنزلة العالية والمقام السامي, فلا منزلة ولا قدرا أعلى من منزلة الله وقدره, فنجده يتضرع إلى الله ويناجيه فهو عالم الذنوب والخفايا وهو عالم كل شيء, ومن هنا نكتشف سر هرولة الشاعر نحو الطبيعة فهي ابتداء هذا الكون وعالم من النقاء والبساطة, كما هو حال القصيبي الآن وقد توشح رداء المتصوف العابد, فنجده أحب أن يلقى الله بعد هذا العمر, فالدنيا في السابق كانت أحب إليه, لكن بعد أن أتعبه المسير في هذه الحياة ونال منه التعب, أراد العودة إلى الله ومعه "حسن الظن" وهذا دليل واضح ورائع ونبيل على سلامة قلب هذا الرجل.
ونلاحظ في البيت الأخير من المقطع الثاني أن شعور اقتراب الموت والرحيل ما زال متواجدا في قوله «وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً» فشعور الرحيل والمضي يصول ويجول في رأسه ويطلب منها قول إنه لم يكن بطلا, وهذا دليل واضح على سيطرة هذه اللحظات الصادقة مع نفسه برغم الانجازات القيمة التي حققها والمكانة التي تبوأها في حياته, وما أبعد العار عن هذا القصيبي..! «3» يسير القصيبي في المقطع الثالث على نفس النهج فيقول في بدايته «وأنت! » محاولا إثارة الانتباه والتركيز ودعوة القارئ للمشاركة في النص, ليكشفها لنا بإسلوب نداء يخاطب به ابنته, يتضح لنا من خلاله ما يحيط به من هموم ومشاكل كالأسوار بعد أن تقدم به العمر, فهو الآن يعيش حالة من الوحدة التي تعد بوابة العبور نحو الحياة الأخرى, وتتضح لنا الحالة النفسية للقصيبي في هذا المقطع بواسطة عدة رموز من الطبيعة استخدمها لتكون معادلا موضوعيا عن حالته تعكس ما يشعر به, ويعد هذا الزخم من الرموز الطبيعية في هذا المقطع لوحة تشكيلية رائعة حتى ولو كانت بعض الصورة متكررة نوعا ما, إلا أنها تشكل زخما قويا يدوي في عمق النفس, ونلاحظ دعوة القصيبي لابنته بقراءة كتبه حين قال: «لا تتبعيني!