السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (س. ع) أخونا له جمع من الأسئلة في أحدها يقول: هل الاضطباع في الطواف في الحج أو في جميع نوافل العمرة؟ نرجو أن توجهونا جزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالاضطباع مشروع في الطواف الأول، وهو طواف القدوم في حق الحاج والمعتمر جميعًا، أول طواف يأتي به الحاج أو المعتمر أول ما يقدم يستحب له فيه الاضطباع. والاضطباع: هو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر هذا هو الاضطباع، الرداء يكون وسطه تحت إبطه الأيمن، ويكون طرفاه على عاتقه الأيسر، ويكون عضده مكشوف، عضده الأيمن يكون مكشوفًا، هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا فرغ من الطواف عدل رداءه، جعله على عاتقيه وجعل طرفيه على صدره قبل أن يصلي ركعتين، حتى يصلي ورداءه قد عدل، يعني: قد جعل على عاتقيه وأسدل على صدره، هذا هو السنة التي فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام. حكم الاضطباع في الطواف. وهكذا في طواف القدوم يستحب له الرمل أيضًا، في طواف القدوم في الحج والعمرة جميعًا، والرمل هو السرعة في الأشواط الثلاثة من طواف القدوم، وأنه يهرول في طواف القدوم في الثلاثة الأولى، ويمشي في الأربعة، هذا يقال له: الرمل، فعله النبي ﷺ في الطواف الأول، في عمرته وفي حجه عليه الصلاة والسلام.. يهرول في الثلاثة الأول، يعني: يخب فيها خبًا، وفي الأربعة الأخيرة يمشي إذا تيسر ذلك، أما إن كان زحمة ما يتيسر فلا حرج تسقط يسقط عنه الرمل، لكن إذا كان في سعة فإنه يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى، ويمشي في الأربعة.
وكل منها: سبعة أشواط، يصلي الطائف بعدها ركعتين خلف مقام إبراهيم إذا تيسر ذلك، فإن لم يتيسر صلاهما في بقية المسجد. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان السؤال الأول من الفتوى رقم (2232): س1: هل يختم الطواف بالتكبير عند الحجر الأسود كما بدأ به أولا؟ ج1: الطواف بالكعبة من العبادات المحضة، والأصل في العبادات التوقيف، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يكبر في طوافه كلما حاذى الحجر الأسود، ولا شك أن الطائف يحاذيه في نهاية الشوط السابع، فيسن له أن يكبر كما سن له التكبير في بدء كل شوط عند محاذاته إياه؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم مع استلام الحجر وتقبيله إذا تيسر ذلك. كتاب أحكام الاضطباع والرمل في الطواف - المكتبة الشاملة. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عضو: عبدالله بن قعود. الرمل والاضطباع في الطواف: السؤال الرابع من الفتوى رقم (6744): س4: هل يجب على الحاج أو المحرم في العمرة الاضطباع في طواف القدوم أو طواف الإفاضة؟ هل يجب على المحرم في الثلاثة أشواط الأولى من طواف القدوم أو الإفاضة الهرولة؟ وإذا كان عليه أن يهرول، فما حكم إذا كان الزحام لا يمكنه من ذلك؟ ج4: يسن الاضطباع في الأشواط كلها في طواف القدوم خاصة، كما يشرع الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم للحاج والمعتمر، وإذا لم يمكنه في الثلاثة الأولى منه الرمل- الهرولة- فيها سقط عنه.
وقَالَ أَيضاً: لَكِنْ يَفْتَرِقُ الرَّمَلُ وَالاضْطِبَاعُ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنَّ الاضْطِبَاعَ مَسْنُونٌ فِي جَمِيعِ الطَّوْفَاتِ السَّبْعِ, وَأَمَّا الرَّمَلُ إنَّمَا يُسَنُّ فِي الثَّلَاثِ الأُوَلِ وَيَمْشِي فِي الأَرْبَعِ الأَوَاخِرِ اهـ. "المجموع" (8/20). سنن وشروط الحج.. كيف يؤدي الحاج الطواف؟. وذكر ابن قدامة في "المغني" (5/221) استحباب الرمل والاضطباع في طواف العمرة وفي طواف القدوم ثم قال: وَلا يُسَنُّ الرَّمَلُ وَالاضْطِبَاعُ فِي طَوَافٍ سِوَى مَا ذَكَرْنَاهُ; لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ إنَّمَا رَمَلُوا وَاضْطَبَعُوا فِي ذَلِكَ اهـ. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (11/225): يسن الاضطباع في الأشواط كلها في طواف القدوم خاصة ، كما يشرع الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم للحاج والمعتمر اهـ. وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ويرمل في جميع الثلاثة الأُول من الطواف الأول ، وهو الطواف الذي يأتي به أول ما يقدم مكّة ، سواء كان معتمراً أو متمتعاً ، أو محرماً بالحج وحده ، أو قارناً بينه وبين العمرة ، ويمشي في الأربعة الباقية ، يبتدئ كل شوط مع مقاربة الخطى ، ويستحب له أن يضطبع في جميع هذا الطواف دون غيره اهـ.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ولم يأمرهم أن يرملوا الاشواط كلها إلا إبقاء عليهم رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، واللفظ له. ولقد بدا لعمر رضي الله عنه أن يدع الرمل بعد ما انتهت الحكمة منه، ومكن الله للمسلمين في الأرض، إلا أنه رأى إبقاءه على ما كان عليه في العهد النبوي. لتبقى هذه الصورة ماثلة للاجيال بعده. قال محب الدين الطبري: وقد يحدث شيء من أمر الدين لسبب ثم يزول السبب ولا يزول حكمه. فعن زيد بن أسلم. عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: فيم الرملان اليوم، والكشف عن المناكب؟ وقد أطأ الله الإسلام، ونفى الكفر وأهله، ومع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. 4- استلام الركن اليماني: لقول ابن عمر رضي الله عنهما: لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يمس من الاركان إلا اليمانيين. وقال: ما تركت استلام هذين الركنين - اليماني، والحجر الاسود - منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما، في شدة، ولا في رخاء رواهما البخاري، ومسلم. وإنما يستلم الطائف هذين الركنين، لما فيهما من فضيلة، ليست لغيرهما. ففي الركن الاسود ميزتان، إحداهما: أنه عل قواعد إبراهيم عليه السلام.
ثم يبدأ الحاج أو المعتمر طوافه ذاكراً ومستغفراً وداعياً الله بما شاء من الدعاء، أو قراءة القرآن الكريم دون أن يرفع صوته حتى لو كان يدعي بأدعية مخصوصة، فإن ذلك يشوش على غيره من الطائفين. استلام الركن اليماني وإذا وصل إلى الركن اليماني يستلمه بيده إن تيسر، ولا يقبله أو يتمسح به كما يفعل البعض مخالفين بذلك سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يتيسر استلام الركن اليماني يمض دون أن يشير إليه أو يكبر. ومن السنة أن يقول الحاج بين الركن اليماني والحجر الأسود: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". وهكذا يكمل الحاج طوافه كما بدأه 7 أشواط بادئاً بالحجر الأسود مع كل شوط ومنتهياً إليه. الرمل ويسن الرمل وهو الإسراع في المشي مع تقارب الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم فقط. صلاة ركعتين وبعد الانتهاء من الطواف يبادر الحاج والمعتمر بتغطية كتفه الأيمن. ومن السنة المؤكدة بعد الانتهاء من الطواف صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر، وإلا فليصل الركعتين في أي مكان من المسجد الحرام. ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية بعد الفاتحة يقرأ (قل هو الله أحد) وإن قرأ بغيرهما فلا بأس في ذلك.
وعن ابن عباس: أن عمر أكب على الركن فقال: إني لاعمل أنك حجر، ولو لم أر حبيبي صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ولا قبلتك: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} رواه أحمد، وغيره، بألفاظ مختلفة متقاربة. وقال نافع: رأيت ابن عمر رضي الله عنهما استلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. رواه البخاري ومسلم. وقال سويد بن غفلة: رأيت عمر رضي الله عنه قبل الحجر، والتزمه وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي البيت، فيستلم الحجر ويقول: «بسم الله والله أكبر» رواه أحمد. وروى مسلم عن أبي الطفيل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم بمحجن معه ويقبل المحجن. وروى البخاري، ومسلم، وأبو داود عن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر فقبله. فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. قال الخطابي: فيه من العلم، أن متابعة السنن واجبة وإن لم يوقف لها على علل معلومة، وأسباب معقولة. وأن أعيانها حجة على من بلغته وإن لم يفقه معانيها.