قلت: رفعُ الإشكال بالأثر هو قرة عيون أهل الأثر، خاصة وهو جارٍ على الأصول؛ لأن غالب الخلق لِرَحم المال والسلطان وَصول، ألم تسمع الله تعالى يخبر عن أهل الشمال حسرتهم قائلين: {ما أَغْنَى عَنِّي مالِيَه. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه}. ولو تأمَّلتَ فتنةَ الحركات الإسلامية - فضلاً عن غيرها - لوجدتَها مجموعة في هاتين النعرتين: تصوُّرُ أن خيريَّة أمة على أخرى تابعة لخيريَّة حكّامها، أو وفرة اقتصادها؛ ألا ترى أن أكثرهم لا يرُدّون من عرش الملك يَدَ لامِس، ولو كانت طَماعة من ديمقراطية الوساوس! وآخرين يرون أن عودة عزّ المسلمين مرهونة بالتفوق الحضاري، ولذلك لا يبْرَحون عليه عاكفين! وهذا يبيِّن لك سرّ عناية ابن مسعود بمعالجتهما دون غيرهما، وتالله إنه لفقه النفس الذي فتح الله به عليه، فلْتعرف ـ أخا الإسلام ـ للسلف فضلهم، واستمسك بغرزهم تسترح من شبهات بُنَيّات الطريق. وأخيراً: إلى العلم! المعترض يختار الهلاك - إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم - بساط أحمدي. يا من ينشد عز الإسلام، فعن تميم الداري قال: تطاول الناس في البناء في زمن عمر، فقال عمر: " يا معشر العريب! الأرضَ الأرضَ! إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولاجماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، فمن سوَّده قومه على الفقه كان حياة له ولهم، ومن سوَّده قومه على غير فقه كان هلاكاً له ولهم "(3).
الأحد 17/أبريل/2022 - 05:47 م المفتي قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "كانت السيدة أمُّ سلمة مِن أكمل النساء عَقْلًا وخُلُقًا، وكانت نموذجًا للمرأة صاحبة العقل الصائب، والفضل في حفظ كيان الجماعة من التصدُّع، وكان لها يوم الحديبيِّة رأيٌ أشارت به على النبي صلى الله عليه وآله وسلم دلَّ على وفور عقلها؛ حيث كانت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رحلته إلى مكة، ثم تمَّ صلح الحديبية، الذي وصفه القرآن الكريم بالفتح المبين".
عليهم أن يحدّثونا عن إيجابيات ما عندهم بدل الحديث عن سلبيات الآخرين. عليهم أن يوقدوا شمعة إن استطاعوا، ولا داعي للعن الظلام. وسُحقا لجماعة لا تعيش إلا على سلبيات الآخرين. ومَن قال "هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ". من قال هلك الناس فهو أهلكهم. الرد: صَدَقَ رَّسُولُ الله ﷺ فالمعترض الذي يقول هَلَكَ عشرات الملايين من الأحمديين هو في الحقيقة أهلكهم! لنقرأ عزيزي القارئ ما قاله الإمام النووي في شرحه لحديث مُسْلِم: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ " حيث بيَّنَ أن قول أحدهم " هَلَكَ النَّاسُ " معناه هو الإنشغال بذكر مساوئ الآخرين وعيوبهم وفسادهم فذلك دليل على أنه هو الهالك حقيقة والأكثر فساداً وعيباً كما يفعل المعترض تماماً إذ لا عمل له ولا تعريف الآن إلا كونه معارض معترض على الجماعة الإسلامية الأحمدية فقط لا غير!