ثانيًا: راحة النفس.. طمأنينة القلب؛ لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشًا وأربح نفسًا وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر. ثالثًا: طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدّره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإعجاب. رابعًا: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22، 23]. من ثمرات الايمان باليوم الاخر حلقة. فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من رحمته، إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
[٤] [٥] وتأتي أهميّة الإيمان باليوم الآخر من تكرار ربْط الله -سبحانه وتعالى- الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر، كقوله -تعالى-: (وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ، [٦] وكذلك من كثرة ذكر هذا اليوم في القرآن الكريم؛ حيث لا يكاد قارئ القرآن يمرّ على صفحةٍ من القرآن إلّا ويجد لليوم الآخر فيها ذكراً، ولا يستوي إيمان العبد إلا إذا صدّق بهذا اليوم، فهو أحد أركان الإيمان، [٧] كما أن لهذا اليوم أثراً كبيراً على سلوك المسلم؛ فهو سببٌ في تقوى الله، واستقامة سلوك العبد، وعدم التشبّثّ بالدنيا. [٨] إنّ الإيمان باليوم الآخر هو أحد أصول الإيمان التي لا يتمّ إيمان العبد ولا يستقيم إلّا بها جميعًا، وممّا يدلّ على أهميته؛ كثرة ذكره في كتاب الله وربطه بالإيمان بالله تعالى، وللإيمان باليوم الآخر فوائد عظيمة ومنافع جليلة تعود على الفرد بالخير. مكانة الإيمان باليوم الآخر زخرت نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية بالحديث عن اليوم الآخر وأحداثه ومقدّماته؛ حيث يبدأ هذا اليوم بحدوث تغيّراتٍ كبيرةٍ في الكوْن، فتنشقّ السماء، وتتصادم الكواكب ببعضها، وتتناثر النجوم، وتذوب الجبال، ويتدمّر كلّ ما اعتاد الناس على شَكله.
ثمرات الإيمان باليوم الآخر الإيمان باليوم الآخِر له ثمراتٌ كثيرة وكبيرة، منها: 1- عِظَم الأجر وجَزالة المثوبة، فإنَّ الإيمان باليوم الآخِر من الإيمان بالغيب الذي وعَد الله أهلَه بالاهتداء وعظم الأجر والرِّزق الكريم والفلاح؛ وهو الفوز بكلِّ محبوبٍ والنجاةُ من كلِّ مرهوب في الدُّنيا والآخِرة. 2- الاجتهاد في كثْرة العمل الصالح والاستِزادة منه وفْق الشرع، رجاءَ ثقله في الموازين وعظم المثوبة عليه ورفعة الدرجات وحطِّ الخطيئات بسببه. 3- الحذَر من المعاصي والمخالفات ومُلازمة التوبة النَّصُوح من الخطيئات؛ حذَرًا من عُقوباتها في الآخِرة. من ثمرات الايمان باليوم الاخر علي سلوك الفرد. 4- تسلية المؤمن عمَّا يفوتُه في الدنيا لما يرجوه من الخلف وحُسن العاقبة وجَزيل المثوبة في الأخُرى.