06/05/2013 130721 - ولادته عليه السلام ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، وكانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة المشرفة يوم الجمعة، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه، اكراما من الله تعالى جل اسمه له بذلك، واجلالا لمحله في التعظيم. ولادة الامام علي ( عليه السلام ). وذلك بعدما أن جاء المخاض لأُمه فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها وهي بجانب الكعبة المشرفة، فقامت أُمه بإلصاق نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول: «ربِّ اني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسلٍ وكتب واني مصدقة بكلام جدّي ابراهيم الخليل (عليه السلام) وانه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسَّرْت عليَّ ولادتي»، فانفتح لها حائط البيت عن ظهره ودخلت فاطمة فيه، ثم والتزق الحائط، ولما رأى مجموعة من الناس ذلك، حاولوا فتح الباب فلم يستطيعوا، فعلموا ان ذلك أمر من أمر اللّه عز وجل. ثم خرجت بعد الرابع وبيدها امير المؤمنين (عليه السلام). [1] قال الحاكم النيسابوري: وقد تواترت الأخبار انّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة [2].
ومن هنا نعرف أن الإمام عليه السلام تربى على القيم الأخلاقية والقواعد الإنسانية النبيلة، والتي أخذها الإمام عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله... وقد ذكر الامام علي عليه السلام ما أسداه الرسول الكريم اليه وما قام به تجاهه في تلك الفترة اذ قال: «وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره، ويكنفني إلى فراشه، ويمسني جسده ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه. وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره. ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري. مسجات مولد الامام علي عليه السلام مكتوبة - السيرة الذاتية. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة.. »
وبقيت نرجس في أسرهم وتحت رقابتهم ما يقرب من سنتين وهم يرقبون أمرها ويبحثون عن ولدها ولكن دون جدوى. ولهم محاولات أخرى كثيرة لا مجال إلى ذكرها،وهي مسطورة في التاريخ بتفاصيلها. ومن خلال ما قدمناه نفهم أن الإمام المهدي كان في خطر ولم يكن من الممكن حفظه بالطرق الطبيعية والأسباب الاعتيادية،فكان لابدّ من تدخل العناية الإلهية لحفظ حياته عن طريق الإعجاز وخرق القانون الطبيعي. سيرة الامام - العتبة العلوية المقدسة. وكان خرق القانون الطبيعي يتمثل في أن الله تبارك وتعالى أخفى حمل نرجس بالإمام المهدي فلم يعلم به أحد حتى أقرب الناس من البيت الهاشمي كحكيمة عمة الإمام العسكري،بل أن نرجس نفسها لم تكن تعلم بحملها ولم تحس بشيء من ذلك كما هو واضح من خلال الرواية السابقة. وليس بدعاً في التاريخ أن يخفي الله حمل نرجس بالإمام المهدي بل سبق أن فعل ذلك من قبل بنبيه موسى بن عمران الذي كان مطارداً من قبل فرعون زمانه كما يحدثنا بذلك القرآن والتاريخ. ففي حديث قصة حمل أم موسى ووضعها به عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال: (إنه لما حملت به أمه لم يظهر حملها إلا عند وضعها له،وكان فرعون قد وكّل بنساء بني إسرائيل نساءً من القبط يحفظنهن،وذلك أنه كان لما بلغه عن بني إسرائيل أنهم يقولون: يولد فينا رجل يقال له [Frown] موسى بن عمران)يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده.
3ـ روى محمّد بن عمر الواقدي: «إنّ عليّاً كان من معجزات النبي (ص)، كالعصا لموسى، وإحياء الموتى لعيسى». مولد الامام علي عليه السلام في المنام. 4ـ قال الدكتور طه حسين: «كان الفرق بين علي ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة، ويرى أنّ من الحقّ عليه أن يُقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس، أمّا معاوية فإنّه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يُحبّون». 5ـ قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض: «احتياج الكلّ إليه واستغناؤه عن الكلّ، دليل على أنّه إمام الكلّ». 6ـ قال الدكتور السعادة: «قد أجمع المؤرّخون وكتب السير على أنّ علي بن أبي طالب كان ممتازاً بمميّزات كبرى لم تجتمع لغيره، هو أُمّة في رجل». 7ـ قال ابن أبي الحديد المعتزلي: «اُنظر إلى الفصاحة كيف تُعطي هذا الرجل قيادها، وتملّكه زمامها، فسبحان الله مَن منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة والخصائص الشريفة، أن يكون غلام من أبناء عرب مكّة لم يُخالط الحكماء، وخرج أعرف بالحكمة من أفلاطون وأرسطو، ولم يُعاشر أرباب الحكم الخلقية، وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط، ولم يرب بين الشجعان، لأنّ أهل مكّة كانوا ذوي تجارة، وخرج أشجع من كلّ بشرٍ مشى على الأرض».