وهي أن العبد له أسماء ثلاثة: الظالم والظلوم والظلام. فالظالم: {فمنهم ظالم لنفسه} (فاطر: 32) والظلوم: {إنه كان ظلوما جهولا} (الأحزاب: 72) والظلام إذا كثر ذلك منه، ولله في مقابلة كل واحد من هذه الأسماء اسم فكأنه تعالى يقول: إن كنت ظالما فأنا غافر، وإن كنت ظلوما فأنا غفور، وإن كنت ظلاما فأنا غفار: {وإني لغفار لمن تاب وآمن} (طه: 82). ثم وصف نفسه بما يجمع الوعد والوعيد والترهيب والترغيب، فقال: {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير} فهذه ستة أنواع من الصفات: الصفة الأولى: قوله: {غافر الذنب} قال الجبائي: معناه أنه غافر الذنب إذا استحق غفرانه إما بتوبة أو طاعة أعظم منه. إعراب قوله تعالى: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو الآية 3 سورة غافر. شعرت أني أطلت القراءة. – هل تتابعين ما أقول؟! – بل أنا مستمتعة بما أسمع أكمل جزاك الله خيرا. – تابعت قراءتي. هذه الآية مشعرة بترجيح جانب الرحمة والفضل، لأنه تعالى لما أراد أن يصف نفسه بأنه شديد العقاب ذكر قبله أمرين كل واحد منهما يقتضي زوال العقاب، وهو كونه غافر الذنب وقابل التوب وذكر بعده ما يدل على حصول الرحمة العظيمة، وهو قوله {ذى الطول}، فكونه شديد العقاب لما كان مسبوقا بتينك الصفتين وملحوقا بهذه الصفة، دل ذلك على أن جانب الرحمة والكرم أرجح.
دعيني أقرأ لك ما جاء في تفسير هذه الآية، خلال دقيقة جمعت على الشاشة ما جاء في بعض كتب التفسير، بدأت أقرأ لها: قوله تعالى: {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول}. جمع جل وعلا في هذه الآية الكريمة، بين الترغيب والترهيب والوعد والوعيد؛ لأن مطامع العقلاء محصورة في أمرين، هما جلب النفع ودفع الضر، وهذا المعنى الذي تضمنته هذه الآية الكريمة جاء موضحا في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { 49} وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ} (الحجر:49-50)، وقوله تعالى: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} (الأعراف:156)، وقوله تعالى في آخر الأنتعام: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأنعام:165). وقفات حول آية: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. وقوله في الأعراف: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأعراف:167) والآيات بمثل ذلك كثيرة ومعروفة. كانت شقيقتي تنصت بتركيز. -واسمعي الكلام التالي: اعلم أن الله تعالى وصف نفسه بكونه غافرا وغفورا وغفارا، وبأن له غفرانا ومغفرة وعبر عنه بلفظ الماضي والمستقبل والأمر.
غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) «غافِرِ» صفة للفظ الجلالة «الذَّنْبِ» مضاف إليه «وَقابِلِ» معطوف على غافر «التَّوْبِ» مضاف إليه «شَدِيدِ» صفة أيضا «الْعِقابِ» مضاف إليه «ذِي» صفة مجرورة بالياء «الطَّوْلِ» مضاف إليه «لا» نافية للجنس تعمل عمل إن «إِلهَ» اسمه المبني على الفتح وخبرها محذوف «إِلَّا» حرف حصر «هُوَ» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف «إِلَيْهِ» جار ومجرور خبر مقدم «الْمَصِيرُ» مبتدأ مؤخر وجملة لا إله إلّا هو مستأنفة والجملة الاسمية الثانية مستأنفة أيضا
وإن من ألوان المجاهرة بالمعصية ما أوضحه رسول الهدى e بقوله: (ومن المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عز وجل، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه).
كيف الجمع بين قوله تعالى: (( في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة)) وقوله: (( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)). ؟ في قوله تعالى: (( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)) ما هو حال هذا الشفيع. 72 ميغابايت) التنزيل ( 916) الإستماع ( 326) ( مفرغة) Your browser does not support the audio element. تتمة فوائد قوله تعالى: ((... إن الله هو السميع البصير)). المفتونين بأصحاب القبور إذا بينا لهم آيات القرآن لا يقتنعون فهل من حجة لإقناعهم. 55 ميغابايت) التنزيل ( 979) الإستماع ( 335) ( مفرغة) Your browser does not support the audio element. تتمة فوائد قوله تعالى: (( ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب)). هل الإنسان مأجور على خطواته في الذهاب إلى المسجد والرجوع منه. 55 ميغابايت) التنزيل ( 950) الإستماع ( 333) ( مفرغة) Your browser does not support the audio element. تفسير قوله تعالى: (( إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب)). التعليق على تفسير الجلالين: (( فلما جاءهم بالحق)) بالصدق (( من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين ءامنوا معه واستحيوا)) استبقوا (( نساءهم)).
وإن ما تعانيه بعض البلاد اليوم جراء ما حل بها من مصائب وكوارث، من فيضانات مغرقة، وزلازل مهلكة، وأعاصير مدمرة، وحوادث مروعة، وحروب طاحنة، وفتن مستديمة في أصقاع مختلفة من المعمورة، ما هو إلا لون من ألوان العقاب، حين يصر الخلق على العصيان، ويتمادون في الغي والطغيان. وإن من عظيم الرزايا ألا يحس المعاقَب بالعقوبة، وأشدُّ منه أن يحصل السرورُ بما هو بلاء وفتنة، وذلك حين يفرح المرء باقتراف المعصية، ويُسَرُّ بقدرته على الخطيئة، وما ذاك إلا لاستيلاء الغفلة على القلب، والإعراض عن الحق، واتباع الشهوات والهوى. أيها المسلمون: إن الذنوب والمعاصي شؤم وبلاء في شتى أشكالها، واختلاف ضروبها، غير أن من أسوأها أثراً، وأعظمها خطراً، وأشدها عقاباً: المجاهرةَ بها أمام الملأ، والإعلانَ بها بين الورى، دون خوف من الله، ولا حياء من عباد الله، وقد جاء الوعيد الشديد على ذلك فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) أي إن المجاهرين بالمعاصي ليسوا في عافية من عذاب الله، لما في المجاهرة من الجرأة على الله عز وجل، والاستهانة بعقابه، وإعانة الغير على المعصية، وشق الطريق له في الانحراف.