يمكن تعريف دراسة الحالة بأنها التحليل العميق والمكثف لإحدى الوحدات التي قد تكون شخص أو مجتمع، بناء على العوامل التنمية في بيئة هذه الوحدة. كما يمكن تعريفها بالدراسة التفصيلية المرتبطة بفرد أو أكثر، والتي تتخذ كنموذج لإحدى الظواهر الاجتماعية أو الطبية أو النفسية. البرامج العلمية. إن البيانات والمعلومات المرتبطة بدراسة الحالة تجمع من مختلف المصادر بأساليب وأدوات البحث العلمي المتعددة ومنها: (المقابلة، الملاحظة). إن أسلوب دراسة الحالة بدأ استخدامه في الدراسة للحالات الطبية، مثل دراسة التاريخ المرضي للفرد المريض، كما اعتمد بشكل كبير في الدراسات الخاصة بالمرضى النفسيين، وذلك عبر جمع البيانات والمعلومات التي يحتاجها الطبيب المختص عن المريض، والتي تكون على صورة سيرة ذاتية تضم ما يرتبط بأحداث مرت على المريض النفسي في ماضيه وحاضره. إن دراسة الحالة تتضمن في معظم الأحيان الطرق الوصفية في البحث العلمي، ولكنها في بعض الأحيان والحالات قد تستخدم الطرق الكمية، حيث يمكن اعتبار دراسة الحالة من الأمور المفيدة جداً بالوصف والمقارنة والتفسير ثمّ التقييم للمظاهر المتنوعة في المشكلة البحثية. من خلال ما اطلعنا عليه من تعريف دراسة الحالة، نجد أن هذا النهج يساعد بدراسة أهم الأحداث والتطورات والتداخلات، والإصلاحات التي تبنى على برامج محددة، وذلك من خلال الدراسة التفصيلية ضمن سياق علمي واقعي.
والنظام المعرفي هو "الأرضية التي تقوم عليها معرفة عصر معين ومجاله المرئي، والمرتكز الثابت الذي يوزع خطاباته. أي الفضاء الذي تنتشر فيه موضوعاته، وقانون تواتر مفاهيمه، ونظام توزّع مشاكله وقاعدة توزّع أساليبه: أي فرض من الإكراهات المغلقة وغير المتحددة الملامح، التي تسم من قبل موطن كل خطاب". برنار هنري ليفي. نظام الخطاب ص 61. ينسب هذا المنهج عادة للفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926- 1984) فقد مارس من خلاله البحث في الحضارة الأوروبية في أكثر من قضية. ففي كتابه "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" درس فوكو تشكل خطاب معرفي جديد عن الجنون في الحضارة الأوربية هذا الخطاب هو نتيجة لنظام معرفي شامل أصبح ينبذ الجنون وينفيه ويستبعده إلى المستشفى/ السجن بحجة العقل. جريدة الرياض | في معنى النظام المعرفي (الإبستمي) لدى فوكو. وفي كتابه الكلمات والأشياء قسّم فوكو الفكر الغربي إلى ثلاث حقب تاريخية انطلاقا من تشكل نظام معرفي خاص بكل حقبة، فعصر النهضة يتأسس على نظام "التشابه" مما يعني أن فهم خطابات هذا العصر لا يمكن فهمها إلا انطلاقا من هذا النظام فهي بمثابة المقدمات أو الأسس التي ينطلق منها التفكير وتتشكل بالتالي من خلالها الخطابات المعرفية والسياسية والفنية... الخ. يلي عصر النهضة العصر الكلاسيكي، المتمثل بالقرنين السابع والثامن عشر، ويسود في هذا العصر نظام (النظام والترتيب) أما العصر الحديث، القرن التاسع عشر، أصبح التاريخ أو الإنسان التاريخي هي المقولة الأساسية في هذا العصر.
الخميس 22 جمادى الآخر 1429هـ -26 يونيو2008م - العدد 14612 ؟ العنوان: نظام الخطاب. المؤلف: ميشيل فوكو ترجمة: محمد سبيلا. الناشر: التنوير- بيروت. تاريخ النشر: 2007. عدد الصفحات: 107صفحات. بحث عن تنمية الذكاء عند الأطفال. لعل هذا الكتاب يحتوي التنظير الأكثر مباشرة لمفهوم نظام الخطاب أو النظام المعرفي لدى فوكو حيث أن هذا المفهوم موجود في كل كتبه ولكن بطريقة ضمنية ومبثوثة. أمامنا هنا دروس فوكو في الكوليج دي فرانس، مدرسة الفلاسفة. وبترجمة لقدير في هذا السياق، المفكر المغربي محمد سبيلا. يتكون الكتاب من أربع مواد: نظام الخطاب لفوكو وهو درسه في الكوليج دي فرانس ثم "نسق فوكو" لبرنار ليفي ثم "الحقيقة والسلطة" حوار مع فوكو ثم "دلالة الجنون في فكر ميشيل فوكو" لجان لاكورا. سأهتم هنا بالمادة الأولى من هنا ومن مراجع أخرى من أجل التعرف على مفهوم "النظام المعرفي" لدى فوكو النظام المعرفي (الإبستمي Episteme) هو موضوع منهج الأركيولوجيا. والأركيولوجيا منهج للحفر والنبش في فعاليات الحياة ووثائق الحفظ والخطابات من أجل كشف النظم المعرفية التي تحكمها وتنظمها في سياق واحد. الأركيولوجيا هي "دراسة البنية الضمنية للمعرفة". جان لاكروا، بنية الخطاب، ص 98.
وتدعم التوجه العلمي بظهور نظريات اليوتوبيا (توماس مور) في بداية القرن السادس عشر، وهو ما مهد المسرح لأدباء الخيال العلميJules Verne الفرنسي وH. G. تعريف النظرية العلمية باللغة العربية. Wells البريطاني (ركزا على انعكاس التطور التقني على الحياة الإنسانية)، وانتقل الأمر للشركات غير العسكرية، ثم ظهرت فكرة الخطة الخمسية لكهربة الاتحاد السوفييتي في عام 1921 مع لينين، ثم التنافس العسكري بين شركات إنتاج الأسلحة وتنبؤ كل منهما لما سينتجه الطرف الآخر، وانتقل الأمر بعد نجاح تنبؤات العسكريين إلى الشركات غير العسكرية، ثم أصبح علم الدراسات المستقبلية فرعا علميا أكاديميا في منتصف الستينات من القرن الماضي. ثم بدأت مناهج الميدان تتطور بتقنيات علمية، وظهرت دراسات متنوعة لكنها مثيرة في هذا المجال مثل دراسة الحرب النووية، التي طرحها الامريكي هيرمان كان (Herman Kahn) ودراسة جوفنيل الفرنسي (Bertrand de Jouvenel) حول المستقبلات الممكنة ودراسة الهنغاري غابور دينيس (Dennis Gabor) حول (اختراع المستقبل) ثم (Buckminister Fuller) بخاصة اللعبة العالمية، إلى جانب دراسات الهيئات العلمية مثل نادي روما والجامعات، لنصل إلى طرح الموضوع كتخصص علمي منفصل تطرحه اغلب جامعات العالم المتطور (إلا الجامعات العربية) في مراحل الدراسة الجامعية الثلاث وما بعدها..
2- نظرية جاردنر (الذكاءات المتعددة) عرض هوارد جاردنر نظريته التي جاءت في كتابه" أطر العقل"، فقد بدأ الاهتمام بالذكاء في مرحلة مبكرة من حياته العلمية ودراسته العملية؛ وذلك لاتساع الفرص امامه لدراسة الذكاء بشكل منظم، فقد تضمنت نظرية جاردنر في الذكاء اتجاهين رئيسين توصل اليهما من خلال تطلعاته الثقافية، الأول أن الذكاء ليس مكوناً أحادياً متجانساً، حيث توصلت دراسته أن الأداء في جوانب الذكاء لا يبني أو يعتبر مؤشر لمستوي الأداء في الجانب الاخر، ومن ثم لا يوجد ذكاء واحد بل يوجد عدة أنواع من الذكاء التي يأخذ كل منهما إطار مستقلا بذاته. وفي هذا الأمر، لا يري جاردنر أن في هذه الأنواع المختلفة من الذكاء مواهب تمثل عوامل للذكاء، بل أن كلا منهما يشكل نوعا خاصاً مستقلا بذاته، ومن ثم فالحاجة إلى التعرف على أنواع الذكاء تحتاج إلى مزيج من القدرات العقلية الضرورية، أما الاتجاه الثاني من جوانب النظرية فهو أن أنواع الذكاء تتفاعل فيما بينها.
ثانيا: التراث اليوناني: بداية المنهج العلمي: 300 قبل الميلاد مع ارسطو (Meteorologica-meteorology) فقد حاول أن يرى العلاقة بين النار، والتربة، والهواء والماء، ثم تبعه تلميذه ثيوفراستوس (Theophrastus) الذي وضع كتاب (on Signs) وكان يركز على "لون السماء، والهالات (بقع الضوء،) ليتنبأ بسقوط المطر، ثم جاء أبقراط، وربط المرض بالحرارة أو الرطوبة أو الماء.. أو الهواء، وكان الكنهة في معبد "دلفي" يعيدون إنتاج تنبؤاتهم استنادا لهذا التراث الذي يربط بين حركة البشر ومظاهر الطبيعة. ثالثا: المصريون: كان رع (اله الشمس) هو المصدر الرئيسي للمعرفة بالمستقبل، وكان في مصر القديمة معبدا للتنبؤات (القرنين السادس والسابع قبل الميلاد) وما زالت بعض آثاره في واحة سيوه المصرية، واخذ المعبد مكانته نظرا لأنه مهبط وحي الإله آمون، فكان المصريون إذا اعتزموا القيام بشيء ذهبوا لكهنة المعبد ليخبروهم عن طريق استشارة الإله أمون بما سيحدث. وكان الإسكندر الأكبر احد الذين طلبوا من كهنة معبد آمون النبوءة له حول ما ذا كان سيحكم العالم، فقال الكهنة نعم ولكن لفترة قصيرة، وكذلك هناك حكاية جيش قمبيز الفارسي (القرن السادس قبل الميلاد) الذي جاء لهدم المعبد المصري، ولكن الجيش ضاع ولم يتم العثور عليه وبقي لغزا (العلماء المعاصرون يميلون لتفسير الضياع بأنه نتيجة لعوامل طبيعية).