ومع هذه السرعة يفهم الحاضرون كلامه حتى العامة منهم وينقلون كلامه إلى البيوت وإلى الشوارع وما ذلك إلا بسبب إخلاص المربي الكبير. بدر الدين الحسني كتب. وهكذا نشر علمه بين الناس فبمثل هذا فليعمل العاملون. وفاته توفي يوم الجمعة الواقع في 27 ربيع الأول سنة 1354هـ الموافق لسنة 1935 م في دمشق وقد دفن في تربة باب الصغير، وخرج نعشه مجللا بغطاء إبيض بسيط ـ حسب وصيته ـ ومشت دمشق وراءه بموكب رسمي وشعبي، فصلي عليه في الجامع الأموي في الساعة الرابعة والنصف، وصلي عليه غير مرة، ثم قرئت وصيته، ولم يصل الموكب إلى مقبرة الباب الصغير إلا في الساعة السابعة مساء لشدة الزحام. وبقي من تلامذته ومجازيه شيوخ معمرون كالشيخ محمد سليم حمامي الميداني، والشيخ محمد فؤاد طه.. ومن أشهر حاملي إجازة الشيخ بدر الدين: الشيخ مكي الكتاني، وعبد الكريم الرفاعي، ومحمد صالح الفرفور، والشيخ محمود بن محمد السيد الحسني الحنبليومحمد حسن حبنكة و( محمد سعيد برهاني)، والشيخ ( محمود الشقفة الحموي)، والشيخ ( عبد الحكيم كفتارو)كما ورد في "موسوعة الأسر الدمشقية " للدكتور محمد شريف الصواف، المدير العام لمجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق، حيث نشر صورة عن الإجازة البدرية الممنوحة للشيخ ( عبد الحكيم ابن الشيخ محمد صالح كفتارو).
بدر الدين الحسني، هو ذلك الإمام والعلامة في أصول الفقه والتفسير، والذي ألف عشرات الكتب في عمر الشباب، فيما صار لاحقا العالم الذي عشقه الجميع بفضل بلاغته وورعه وكذلك قوة شخصيته وعزة نفسه وكرامته، فكيف كانت نشأة هذا الفقيه العظيم؟ وما هي أبرز مؤلفاته ومواقفه؟ نشأة بدر الدين الحسني ولد بدر الدين محمد بن يوسف بن عبد الله المراكشي الحسني، في عام 1851م، والتي توافق سنة 1267ه، في العاصمة السورية دمشق، حيث عاش والده في مصر لفترة قبل أن يشد الرحال إلى سوريا، وينجب طفله بدر الدين، الذي لم ينعم بالحياة بين أحضان والده إلا لأقل من 12 سنة فقط. عانى بدر الدين الحسني من اليتم مبكرا، إلا أن والدته لم تتركه إلا وأودعته في عناية صديق أبوه، الشيخ أبي الخير بن عبد القادر الخطيب، والذي كان عالما دينيا تقيا، رأى في بدر الدين منذ الصغر الذكاء المتقد والحماس لتعلم أصول الدين، فذهب به لكبار علماء هذا العصر لينهل منهم المعرفة. كان بدر الدين يقدر العلم بصورة فائقة، فبينما كان يدرس أصول الدين ويحفظ القرآن الكريم ويقرأ الحديث الشريف حتى صار يلقب بالمحدث الأكبر في سن صغير، فإنه لم يتجاهل الكثير من العلوم التي لفتت انتباهه، لذا كان يهتم بدراسة الطب والرياضيات والفلك وكذلك الفلسفة والمنطق وعلوم اللغة، ليتحول لذلك العالم الجليل الذي يفوق جميع العلماء الآخرين حكمة ودراية بالأمور، ويصبح بمثابة دائرة معارف سيارة، كما أطلق عليه الشيخ محمد رشيد رضا.
وكان على علو كعبه في العلم يمتنع عن الفتوى، ويحيل المستفتي إلى كتاب أو إلى دائرة الفتوى. وكان يقول بفتح باب الاجتهاد لمن هو أهل لذلك. وكان يدعو إلى تعلم اللغات الأجنبية للانتفاع بالعلوم التي وصلت إليها الأمم المتقدمة. وكان بدر الدين قد مال إلى التأليف في مطلع شبابه، فكتب نحواً من أربعين رسالة قبل أن يكمل الثلاثين من العمر، وكانت أكثر مؤلفاته شروحاً على كتب العقائد والفقه ومنها: كتاب «الدرر البهية في شرح المنظومة البيقونية» وكتاب «روض المعاني لشرح عقيدة العلاّمة الشيباني»، وكتاب «البدور الجلية في شرح نظم السنوسية»، و«حاشية على شرح الرحبية في علم الفرائض»، ورسالة «فيض الوهاب في موافقات سيدنا عمر بن الخطاب»، وكتاب «غاية المرام على شرح القطر لابن هشام». ولكنه عزف بعد ذلك عن التأليف مكتفياً بدروسه العامة والخاصة، وكانت تملأ يومه. كان بدر الدين تقيّاً، ورعاً، صَوَّاماً، زاهداً، لم يغتب أحداً، ولم يسمح لأحد أن يغتاب أحداً في مجلسه، وكان قوي الشخصيَّة ذا عزة وترفُّعٍ عن أهل الدنيا، والسلطان، مما أورثه هيبة في قلوبهم. تحميل جميع مؤلفات وكتب محمد بدر الدين الحسني - كتاب بديا. وهذا ينسجم مع دعوته أهل العلم للابتعاد عن السياسة، ورجالها. ويرى أنه لا خير في مودة أهل السياسة، ولذلك لم يلبّ دعوة السلطان عبد الحميد لزيارة اصطنبول، ودعوة قيصر روسية سنة 1913م.
الشّيخ بدر الدّين الحسنى (١٨٥٠: ١٩٣٥م) المحدّث والعلاّمة وصفه الناس بشيخ الشّام، وشيخ العلماء ومرجع في الأمور الخاصة والعامة، لا أحد يخالف رأيه يعظمه العلماء والعامة لأنه يعمل على توضيح حكم الله وشريعته، عاش للعلم والعلم فقد كان فهرساً حياً لأي كتاب مخطوط أو مطبوع، وفيما يلي في معلومة سوف نعرض بعض المعلومات عن الشيخ بدر الدين الحسني. الشيخ بدر الدين الحسني هذه هي بذة تعريفية بسيطة عن بدر الدين الحسني: هو محمد بدر الدين بن يوسف بن بدر الدين بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الغني الحسني، ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو علاّمة محدثِ يعود أصله إلى مراكش بالمغرب ولد في دمشق. أبوه هو الشيخ يوسف بن بدر الدين المراكشي. كان الشيخ يوسف ينتهج المذهب الشافعي والدته هي السيدة عائشة بنت إبراهيم الشهير بـ الكزبري، معروف عنها العلم وتحديداً علوم الحديث، اهتمت بتعليم ولدها وسعت لأن يتلقى العلم على يد شيوخ كبار. بدر الدين الحسني .. المحدث الكبير - موقع مقالات إسلام ويب. أتم الشيخ بدر الدين حفظ كتاب الله وتعلم الكتابة وهو طفل عمره سبع سنوات. وبعد ذلك بدأ في دراسة مبادئ العلوم. توفي والده الشيخ يوسف وكان عمره اثنتا عشر عام.
ومن رفاقه في طلب العلم العلامة الأشموني والباجوري وغيرهما وأجيز من الشيخ المحدث عبد الرحمن الكزبري الدمشقي وله ما ينوف عن ماية مؤلف في سائر الفنون خصوصا الأدب. نشأ في حجر والده وقد أتم حفظ القرآن الكريم وتعلم الكتابة وهو ابن سبع سنين ثم أخذ في مبادئ العلوم، ولما توفي والده كان له من العمر اثنتا عشرة سنة فجلس في غرفة والده في دار الحديث الأشرفية يطالع الكتب ويحفظ المتون بأنواع الفنون وقد حفظ عشرين ألف بيت من متون العلم المختلفة، وكان الإمام يحفظ غيبًا صحيحي البخاري ومسلم بأسانيدهما وموطأ مالك ومسند أحمد وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه وكان يحفظ أسماء رجال الحديث وماقيل فيهم من جرح وتعديل ويحفظ سني وفاتهم ويجيبك عما شئت منها. صيغة الصلاة على النبي الشيخ بدر الدين الحسني. كان شافعي المذهب كأبيه. [1] وقد صرح بذلك في قصة مشهورة نقل عنه تلاميذه أنه ترك القصر في سفر قائلا أنه شافعي وفي مذهب إمامه أبي عبد الله الشافعي السفر الذي تقصر فيه الصلاة هو سفر الطاعة لا سفر المعصية، وأنه ليس سفر طاعة بسبب دين عليه.
انظر أيضًا [ عدل] قائمة أعلام دمشق محمد سعيد رمضان البوطي محيي الدين كردي أبو اليسر عابدين مراجع [ عدل] ↑ أ ب خير الدين الزركلي (1926)، الأعلام (ط. الخامسة عشرة)، بيروت - لبنان: دار العلم للملايين، تاريخ النشر: مايو 2002م، ج. 8، ص. 237. ^ إبراهيم, عدنان (6 يوليو 2016م)، "البحث عن فرجة الفرحة عيد الفطر" ، مؤرشف من الأصل في 12 أغسطس 2019 ، اطلع عليه بتاريخ 1 مارس 2020م. قالب:دعاة إلى الإسلام
بالاقتراب أكثر من الدائرة اللصيقة بالشيخ لعب الدرس اليومي الذي كان يلقيه في منزله، بين المغرب والعشاء، ويحضره مدعوون منتقون؛ دوراً أكثر دقة في إعداد شريحة من المشايخ والوجهاء والدارسين، كان يختار منهم عدداً محدداً من «طلاب العلم» الشبان ليتعهدهم بدروس خاصة في العلوم الشرعية تشغل يومه الحافل، وتستمر لسنوات يتخرج بعدها هؤلاء ليؤسسوا معاهد شرعية وجمعيات عملت على تعزيز التعليم الديني في وجه نشأة المدارس الحديثة وبالتوازي معها، وعلى شد أواصر مجتمع دمشق في مجموعات تضامن داعمة. ومن هؤلاء نقرأ أسماء أبرز من أسهم في «النهضة» التي شكّلت الحالة الدينية المشتهرة بوصف «الإسلام الشامي»، كعلي الدقر ومحمد هاشم الخطيب وعبد الكريم الرفاعي ومحمد سهيل الخطيب ومحمد صالح الفرفور، مؤلف هذا الكتاب، وكثيرين سواهم من منشئي المؤسسات الدينية الأهلية. معهد بدر الدين الحسني. رعى أسلمة عميقة وهادئة للمجتمع، دؤوبة وغير متعالية، تعتمد الاجتذاب لا المحاكمة والزعامة الحقيقية لا القيادة المطوِّعة والحق أن التركيبة التي كان عليها الحسني رسمت برهافة طريق من بعده. فقد أتت عنايته بعلم الحديث في الوقت المناسب لنهضة الإسلام العالِم بعد قرون من الإسلام الشعبي في عهد العثمانيين، بالضبط قبل وصول التأثيرات السلفية التي كانت لتتخذ من علم السند ركناً مكيناً لولا أن سبقها الحسني إلى إشاعته في إطار من التصوف غير الطرقي الذي اتسم به، وتجلى في زهده الواضح وورعه وتواضع كبير بدا في تجنبه إمامة الصلاة وتقديم أي من الموجودين، وكراهية تقبيل يده، معتبراً أن الخير في الناس جميعاً وليس فقط في رموزهم المشيخية التي لا تعلم «بماذا يُختَم لها».