وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ سياقَ الآية يُشير إشارةً خفيَّة إلى عدمِ وجوبِ الغُسل; وذلك لأنَّه لم يَذكُر نوعُ طهارةٍ عندَ السَّعي بعدَ الأذان، ومعلومٌ أنَّه لا بدَّ من طُهرٍ لها، فيكون إحالةً على الآية الثانية العامَّة في كلِّ الصلواتِ: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ... [المائدة: 6] الآية؛ فيُكتَفَى بالوضوءِ، وتحصل الفضيلة بالغسل. هل الاستحمام يغني عن الوضوء أو حتى الغسل؟. عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن تَوضَّأَ، فأَحْسَنَ الوضوءَ، ثم أتى الجُمُعةَ فاستمَعَ، وأَنْصَتَ غُفِرَ له ما بَينَه وبينَ الجُمُعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ، ومَن مسَّ الحَصَى فقدْ لغَا»، وَجْهُ الدَّلالَةِ: فيه دليلٌ على أنَّ الوضوءَ كافٍ للجُمُعةِ، وأنَّ المقتصِرَ عليه غيرُ آثمٍ ولا عاصٍ؛ فدلَّ على أنَّ الأمْرَ بالغُسلِ محمولٌ على الاستحبابِ. وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: «كان الناسُ يَنتابونَ يوم الجُمُعةِ من منازلِهم والعوالي، فيأتون في الغُبارِ، يُصيبُهم الغبارُ والعَرَقُ، فيخرج منهم العرقُ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو أنَّكم تَطهَّرتُم ليومِكم هذا» وَجْهُ الدَّلالَةِ: قوله: «لو أنَّكم تَطهَّرتم ليومِكم هذا» يدلُّ على أنَّ غُسلَ الجُمُعةِ ليس بواجبٍ، حتى ولا على مَن له رِيحٌ تَخرُج منه، وإنَّما يُؤمَرُ به ندبًا واستحبابًا.
الصلاة لا تكون صحيحة بغير وضوء، وغسل الجمعة لا يقوم مقام الوضوء، إذ لُزم على العبد أن ينوي الوضوء في الغسل، أو يتوضأ بعد الغسل، والأفضل أن يتوضأ قبل الغسل ويتوضأ وضوء كاملًا، ويترك رجليه، ثم يغتسل، وبعد أن ينتهي من الغسل يقوم بغسل رجليه، وإن أكمل الوضوء وغسل رجليه قبل الغسل، فلا شيء عليه ووضوئه صحيح. قال أمين لجنة الفتوى في دار الإفتاء الشيخ عبد الله العجمي ( إن الاستحمام – إن كان عن جنابة – فإنه يغني عن الوضوء، لقوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) (سورة المَائدة: 6). كما أوضح أيضًا الشيخ عبد الله العجمي أن الاغتسال يغني عن الوضوء شريطة أن تكون نيته رفع الحدث الأكبر، والحدث الأكبر، أي الوضوء، والجنابة، بأن تكون نية الوضوء في الغسل، ويفضل أن يتوضأ العبد في الغسل كما يتوضأ في الصلاة أي بالترتيب، حيث يقوم بغسل يديه ووجهه، ثم يمسح على رأسه، ثم أذنيه. هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء للصف. ثم يغسل رجليه، وقال أمين لجنة الفتوى في دار الإفتاء الشيخ عبد الله العجمي أن الوضوء مستحب في غسل الجنابة، ولا يكون شرطًا في صحة الغسل، فإن لم يتوضأ الشخص أثناء غسله فقد أدى غسله صحيحًا ولا شيء عليه، والدليل على ذلك أن الله فرض علينا الغسل من الجنابة، ولم يفرض علينا الوضوء فيه حيث قال جل وعلا: ( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا).
حكم غسل يوم الجمعة في المذاهب الاربعة يُسنُّ الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وبه قال جماهيرُ العلماء، وحُكي الإجماعُ على ذلك. هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء على. الأدلَّة على: أولًا: من الكِتاب قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» [الجُمُعة: 9]. وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ سياقَ الآية يُشير إشارةً خفيَّة إلى عدمِ وجوبِ الغُسل; وذلك لأنَّه لم يَذكُر نوعُ طهارةٍ عندَ السَّعي بعدَ الأذان، ومعلومٌ أنَّه لا بدَّ من طُهرٍ لها، فيكون إحالةً على الآية الثانية العامَّة في كلِّ الصلواتِ: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ... [المائدة: 6] الآية؛ فيُكتَفَى بالوضوءِ، وتَحصُل الفضيلةُ بالغُسلِ. ثانيًا الأدلة على غسل يوم الجمعة من السُّنَّة: عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن تَوضَّأَ، فأَحْسَنَ الوضوءَ، ثم أتى الجُمُعةَ فاستمَعَ، وأَنْصَتَ غُفِرَ له ما بَينَه وبينَ الجُمُعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ، ومَن مسَّ الحَصَى فقدْ لغَا»، وَجْهُ الدَّلالَةِ: فيه دليلٌ على أنَّ الوضوءَ كافٍ للجُمُعةِ، وأنَّ المقتصِرَ عليه غيرُ آثمٍ ولا عاصٍ؛ فدلَّ على أنَّ الأمْرَ بالغُسلِ محمولٌ على الاستحبابِ.
وعليه يجوز الصلاة بعد الاستحمام بدون وضوء، خاصة مع قول من يقول كمالك وأبي حنيفة أنه لا يشترط الترتيب في الوضوء. بعض أهل العلم يقول إنه لا يغني عن الوضوء، ولكن الصحيح أنه كاف لأنه من باب دخول الصغرى في الكبرى كما بينا سابقا. قد يهمك: طريقة الوضوء الصحيحة والأشياء التي تنقض الوضوء هل الاستحمام يغني عن الوضوء يوم الجمعة؟ كما أوضحنا اتفق العلماء على أن غسل الجنابة يكفي عن الوضوء وكذا غسل الجمعة لأنه بسبب، والخلاف فيما كان بدون سبب فقط. هل الغسل المستحب يغني عن الوضوء؟. وحتى إن أردت الاستحمام قبل صلاة الجمعة دون الإتيان بترتيب الغسل الصحيح يمكن في هذه الحالة الاستحمام بشرط أن يكون بنية الوضوء؛ وذلك لأن جمهور الفقهاء على أن النية ركن من أركان الوضوء ولا يصح إلا به. طالع أيضا: حكم ترك صلاة الجمعة بعذر أو بدون عذر وكفارتها والوعيد لمن ترك صلاة الجمعة هل الاستحمام يغني عن الغسل؟ هناك سؤال هام آخر عن كفاية الاستحمام عن الغسل وهل إذا عمم أحدنا جسده بالماء يعني أنه اغتسل وأدى ذلك إلى رفع الحدثين. إجابة السؤال أنه جائز ما دامت نيته الطهارة من الجنابة أو ما أوجب الاغتسال؛ لأن الغسل الأصل فيه تعميم الجسد بالماء مع النية، أما إذا أراد الاستحمام لغرض آخر مثل التبرد مثلا فإنه هنا لا يمكنه الاكتفاء بما قدم.
وعلى كل حال إذا كان الاستحمام للتبرد أو للنظافة فإنه لا يجزئ عن الوضوء. هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء لثلاث. الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، كما في "مجموع فتاوى ابن باز": " إذا كان الغسل عن الجنابة, ونوى المغتسل الحدثين: الأصغر والأكبر أجزأ عنهما, ولكن الأفضل أن يستنجي ثم يتوضأ ثم يكمل غسله; اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم, وهكذا الحائض والنفساء في الحكم المذكور. أما إن كان الغسل لغير ذلك; كغسل الجمعة, وغسل التبرد والنظافة ، فلا يجزئ عن الوضوء ولو نوى ذلك; لعدم الترتيب, وهو فرض من فروض الوضوء, ولعدم وجود طهارة كبرى تندرج فيها الطهارة الصغرى بالنية, كما في غسل الجنابة " انتهى. قال العلامة ابن باز في "غُسلُ الجُمُعة لا يكفي، بل لا بُدَّ من الوُضوء الشرعي، لكن لو كان غُسل الجنابة، وَنَوَى الحدثين أَجْزَأَ، وأما الغُسلُ المستحبُّ؛ غسل الجُمُعة، فهذا لا يكفي، بل عليه أن يُعيدَ الصلاة ظهرًا، لأن الجُمُعة لا تُقْضَى إلا ظهرًا، والغُسلُ المستحبُّ لا يجزِئ عن الوضوء، حتى ولو نَوَى، إلَّا إذا رَتَّبَ؛ غَسَلَ وَجْهَهُ ثم يديه، ثم مَسَحَ رأسهُ وأُذُنيه، ثم غَسَلَ رجليه في أثناء الغسل، فلا بأسَ، يكفي؛ يعني تَوَضَّأَ وهو يَغتسِلُ بالترتيبِ والنيَّةِ".