عندنا للحرب فارس عندنا للحق حارس - YouTube
عندنا للحرب فارس🔥 - YouTube
وقررت تركيا مكافأة إمامة عُمان على تلك المساعدة ومنحها مكافأة سنوية. في العام التالي 1776، غادر الأسطول العُماني مدينة البصرة وشط العرب ليعود إلى بلاده بعد أن أنهى مهمته، كما حرص الأسطول العُماني قبل مغادرته على تدريب العراقيين بعض المهارات القتالية، وبمجرد أن غادر الأسطول العُماني عاد الفرس من جديد لمهاجمة العراق واحتلال البصرة، وذلك لعدم تعلم تركيا من الهزيمة السابقة! فكان من المفروض أن تقوم تركيا بتدعيم البصرة عسكرياً وتوفير كافة الاحتياجات الدفاعية، ولكنها تركت البصرة على حالها وكأنها توجّه دعوة مفتوحة للفرس باحتلالها، وهذا ما حصل. في عاصمة إمارة القواسم رأس الخيمة كان أميرها الشيخ راشد بن مطر القاسمي قد أصبح كبيراً في السن، ولم يعد قادراً على قيادة أساطيله العسكرية بنفسه، يذكر أنه يقود الأساطيل القاسمية منذ أن كان شاباً تحت إمرة والده الحاكم السابق الشيخ مطر بن ارحمه القاسمي، وقرر الشيخ راشد بن مطر التنحي عن الحكم بسبب اعتلال صحته التي انهكتها الحروب مع الدولة الإيرانية، وقرر تنصيب ابنه صقر حاكماً جديداً على إمارة القواسم عام 1777، ولكن الغريب في الأمر أن صقر يعتبر أصغر أبناء الشيخ راشد، ولا يُعرف لماذا فضلّ تسليم مقاليد الحكم لأصغر ابنائه!
ما قام به الشيخ صقر بن راشد القاسمي حاكم إمارة القواسم في إمارات الساحل يُعد حقاً مشروعاً له، فمن غير المعقول أن تقوم سفن الدول الأخرى بانتهاك شواطئ الآخرين بلا استئذان أو دفع رسم عبور! ونجح الشيخ صقر فعلاً في تعزيز خزانته بمورد مالي مشروع، ولكن الدولة البريطانية لم تعترف بالحقوق المشروعة لدول المنطقة في فرض رسوم العبور فأطلقت لقباً ظالماً وهو "ساحل القراصنة" على إمارات الساحل. د. سالم حميد رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث نقلاً عن ميدل ايست اونلاين
وكان الشِّعر لا يذكو إلاَّ في الحرب، وتكون النائرات التي بين القوم سببًا في ازدهاره وقوَّته، حتى إنَّ القبائلَ العربية التي لم يكن بينها حروب، ولم تعرف بوقائع وأيام لم يزدهر فيها شعر. يقول ابن سلام: "وإنَّما كان يكثر الشعرُ بالحروب التي بين الأحياء، نحو حرب الأوس والخزرج، أو قوم يغيرون ويُغَار عليهم، والذي قلل شعر قريش أنَّه لم يكن بينهم نائرة، ولم يُحاربوا، وذلك الذي قلل شعر عمان... ". ولم يكن تصوير الشعر العربي للحرب تصويرًا ساذجًا أو سطحيًّا على الإطلاق، بل كان في منتهى العمق والدقة، صوَّر كل صغيرة وكبيرة من شؤونها: حسناتِها وسيئاتِها، دوافعها وفواجعها، ضرورتِها والمآسي الناجمة عنها، ومثلما حرَّض عليها دعا إلى اجتنابها ما لم تكن حاجة إليها.
من جهتها، استمرت الدولة الإيرانية في حشد قواتها على مدى أشهر عدة حتى العام 1773، وكذلك كانت إمارات الساحل وإمامة عُمان تحشد قواتها استعداداً للموقعة التاريخية المرتقبة. وقام كل من الشيخين راشد بن مطر وأحمد بن سعيد بوضع الخطط العسكرية، واتفقا على أن تقوم القوات العُمانية بفك حصار مدينة لنجة وتدمير الأسطول الإيراني، فيما يقوم الأسطول القاسمي بسحق مدينة بندر عباس والقوات الإيرانية المرابطة هناك. توجّه الأسطول العُماني نحو مدينة لنجة وفوجئ بضخامة الأسطول الإيراني ومدفعيتها المتطورة بالمقارنة مع دفاعات إمارات الساحل أو إمامة عُمان، وفتحت المدافع العُمانية نيرانها نحو الأعداء واستطاعت إغراق عدد من السفن الفارسية. لكن الفرس كانوا على استعداد أكبر، حيث قاموا بنصب كمائن ودفاعات أرضية قوية في بعض الجزر الصغيرة القريبة من لنجة، فكانت الدفاعات الأرضية الإيرانية تطلق قذائفها الثقيلة نحو السفن العُمانية وأصابتها بإصابات بليغة، جعلت المعركة تميل كفتها لصالح الفرس، ولكن سرعان ما تدارك الأسطول العُماني ذلك الكمين وأمر قائده بتوجيه القذائف نحو الدفاعات الأرضية الإيرانية. واستمر الأسطول العُماني في توجيه قذائف شديدة الحرق، من شدتها اشعلت النيران في الجزر التي كان يحتمي فيها الجنود الفرس واحترقوا فيها، وعندما انتهى الأسطول العُماني من تدمير كافة الدفاعات الأرضية لجيوش الفرس توجّه من جديد نحو السفن الفارسية المرابطة حول مدينة لنجة القاسمية ممطراً إياها بوابل من النيران التي فتكت بالفرس وسفنها، وفي نهاية المعركة استسلم الجنود الفرس للقوات العُمانية.