أعراض التوتر والضغط النفسي تتعدد الأسباب ما بين الإجهاد البدني، أو الإخفاقات العاطفية، الوظيفية أو حتى الدراسية. لكن في النهاية تتشابه الأعراض لدى معظمنا. من الثابت أيضاً في نظرتنا التقليدية للتوتر والضغط النفسي أنه يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والجسدية والتصرفات السلوكية. التوتر والضغط العصبي بالتأكيد يصاحبه زيادة واضحة في معدل ضربات القلب وزيادة سرعة التنفس. أحياناً تتزايد الأعراض وتتعدد بحيث تصبح أكثر سلبية وأشد ضرراً على الجانبين الجسدي والنفسي. لكن وفقاً لبعض الأخصائيين النفسيين، هناك مفهوم أو جانب ظهر مؤخراً بشأن أعراض الضغط العصبي والتوتر. وهو أنه ليس دائماً بهذا السوء ولا بهذه الخطورة التي نظنها. وإنما قد تشكل الأعراض المصاحبة له بعض الجوانب الإيجابية من الناحية النفسية وحتى الجسدية! هل لـ أعراض التوتر و الضغط النفسي أن تحمل جوانب إيجابية يمكننا لأجسادنا الاستفادة منها؟ الواقع ما يحدث في الجسم من أعراض مصاحبة للضغط والتوتر مثل إفراز هرمونات الأدرينالين وهرمون الإجهاد. والتي تؤدي لحدوث استجابات الجسدية تحدث تحت تأثير ما يطلق عليه إستجابة ( fight – flight – freez). بمعنى (قتال، هروب، اختباء).
لتظهر النتائج بالفعل نسب وفيات ملحوظة بين الأشخاص الذين مروا بأوقات حرجة. حيث ذهبت الدراسة إلى أن كل تجربة صعبة (صعوبات مادية، إنفصال أو أزمات أسرية، فشل وظيفي أو دراسي) بنسبة تصل إلى 30% ولكن كان من الملحوظ حدوث ذلك بسبب حالة استسلام الشخص التام للتجربة والأوقات الصعبة. في حين أن الأشخاص الذين عبروا في أجاباتهم عن أنهم رغم مرورهم بأوقات حرجة يقضون أوقات ملحوظة مع الأصدقاء والجيران ولديهم علاقات اجتماعية قوية كانت نسبة الوفاة بينهم (صفر)! تشير نتائج هذه الدراسة إلى نقطة في غاية الأهمية بخصوص علاقة أعراض الضغط العصبي بأحد أشهر الهرمونات العصبية في جسم الإنسان والذي يسمى هرمون الأوكسيتوسين. الأوكسيتوسين هو هرمون يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية نتيجة محفزات حسية معينة. وأهميته تكمن في أنه الهرمون المسئول عن التحكم في الغرائز الاجتماعية. وتعزيز العلاقات الزوجية والأسرية، حتى أنه كثيراً ما يطلق عليه هرمون الحب، كما أن نقص هرمون الأوكسيتوسين في الجسم يعتبر من أهم مسببات إصابة الشخص بالتوحد والاكتئاب! علاقة هرمون الأوكسيتوسين بالجانب إيجابي من أعراض الضغط العصبي أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن فكرة إفراز هرمون الأوكسيتوسين أحيانًا تكون جزء من الاستجابة للضغوط الاجتماعية، وفقًا لدراسة منشورة عام 2006 بمجلة Psychosomatic Medicin / عدد مارس- أبريل.