والتوازن في المسلِم يشمل أمرين مهمَّين: الأوَّل: التوازن في التفكير. الثاني: التوازن في السُّلوك والعمل. والمقصود بالأوَّل: التوازن في الجوانب الفِكرية والاعتقاديَّة والتصوريَّة، وهذه مكانها العقْل والقلْب. فالعقل: لا بدَّ أن يسلكَ مسلكَ الاتزان والاعتدال. فيأخذ مِن المعارف والعلوم ما يُناسبه، مما هو مشروعٌ وممكن، دون ما هو ممنوعٌ أو مستحيل. فإذا أفرَغ الإنسان في عقله معارفَ وهميَّةً أو تناقضيَّة أو خاطئة، كالسِّحر والشعوذة والطلاسم، ونحو ذلك، فقد أساء إلى عقلِه ووضَع فيه ما لا يناسبه. وكذلك إذا سمَح لعقله أن يَسبَحَ في الخيال ويبحث في عالَم الغيب بدون ضوابطَ ولا حدود، فإنَّه عندئذٍ وضعَه في غير موضعه. والله - جلَّ شأنه - يقول: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [الإسراء:85]. ذلك بالنِّسبة للعقل. فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة. وأمَّا القلب ، فإنَّه محلُّ الاعتقاد والنيَّة والأعمال الخفيَّة، فالإيمان محلُّه القلب، والكُفر كذلك، والنِّفاق مثلهما. بل إنَّ الأعمال الظاهِرة كلها ما هي إلاَّ مظهر للمكنون في القلْب، وصدَق الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدتْ فسَد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلْب)).
من بين المواضع الأربعة التي ورد فيها اصطلاح "الدِّينُ الْقَيِّمُ" قوله سبحانه وتعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [الروم: 30]. تفسير قوله تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً. وهنا نلاحظ عبارة "ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ" التي وردت في هذه الآية للإشارة إلى ما تقديره أن "هذا هو نفسه الدين القيم".. وهنا نلاحظ أيضًا، أن "ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ" جاءت مسبوقة بجملة خبرية تُعْلِمنا بذاتها عن أحد أبعاد هذه "القيمومة" وهو في هذه الآية يتحدد بمسألتين.. الأولى: "فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" والثانية: "لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ" وهما مسألتان موضوعيتان، لا علاقة لكل منهما بالاختيار الإنساني (لاحظ "فِطْرَةَ اللَّهِ" و"ِخَلْقِ اللَّهِ"). الاختيار الإنساني أما الذي يخص الاختيار الإنساني، فقد جاء في صيغة الأمر الإلهي "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا" ولنا أن نلاحظ أنه تعالى قال "أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ" واتبعها بـ "حَنِيفًا" ولم يقل "قُمْ" كما في قوله سبحانه "يا أيها الْمُدَّثِّرُ • قُمْ فَأَنذِرْ" [المدثر: 1ـ 2] ولنا أن نلاحظ كذلك أن صيغة الأمر "أَقِمْ وَجْهَكَ" هي صيغة أمر عام شامل لكل إنسان (من الناس) ليس فقط لأن الأمر نتيجة لسبب هو "فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" ولكن أيضًا لأن الآية التالية [الروم: 31] تبدأ بصيغة جمع "مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ…".
ففي هذه الصيغة الأخيرة –كمثال– يبدو "التكامل" عبر الربط بين أمر عبادة الله وحده، وبين أمر إقامة الوجه –حنيفا– للدين. ومن ثم، لنا أن نفهم أن الصيغ الثلاث: القانون الموضوعي والأمر والنفي، في كل من الآيتين، وفي كليهما معًا، هي الأبعاد التي يتضمنها "الدِّينُ الْقَيِّمُ"، بدليل أنه، سبحانه وتعالى، أتبع هذه الصيغ بقوله: "ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".
ذات صلة قصيدة الأعشى في مدح الرسول الخصائص الفنية للشعر الجاهلي التعريف بالأعشى الشاعر الجاهلي ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف، لُقِّب بالأعشى الكبير، والذي يعني ضعف أو فقدان الأبصار ليلًا، وبصنّاجة العرب وهو لقب يتّصل بالغناء، وكنّي بأبي البصير الذي يدلّ على التفاؤل، فهو من عظماء الشعر الجاهلي، إذ كان يكتب الشعر للملوك لكسب المال والجاه، ومن الجدير بالذكر أنّ والد الأعشى قد لُقّب بقتيل الجوع، لأنه دخل ذات مرة إلى كهف يقيه من حر الشمس، وبينما هو جالس تدحرجت صخرة على باب الكهف وأغلقته وبقي محبوسًا في الداخل ولم يستطع الخروج، فمات من الجوع والعطش. [١] نشأة الأعشى وُلِد الأعشى عام 570م في قرية المنفوحة في اليمامة، التي تقع بالقرب من الرياض في شبه الجزيرة العربية، عاش الأعشى في بيئة خصبة يتوفر فيها الماء والمرعى وأشجار النخيل، ترعرع على يد خالهِ الشاعر المسيّب بن سلع، وكان مولده في العصر الجاهلي وعاش مدة طويلة وشهد ظهور الدين الإسلامي، وتشير بعض الدراسات أنّه لم يذكر في الكتب القديمة عن نشأة الأعشى. [٢] طبقة الأعشى في الشعراء احتل الأعشى مكانة عالية بين الشعراء، فهو أحد أعلام شعراء الجاهلي، ويُعدُّ الأعشى من شعراء الطبقة الأولى، [٣] وهو من اللذين كتبوا المعلقات العشرة، وكان يخرج على ملوك العرب وملوك فارس، ويمدحهم بأشعارهِ ليحصل على الأموال والعطايا، فكان من أكثر الشعراء الذين ألقوا الشعر من أجل الكسب، وهو من أكثر الشعراء فطنة وذكاء، وقال عنهُ التبريزي إنّه أشعر الشعراء والناس، فكان يُدرج في أشعارهِ الألفاظ الفارسية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعشى كان قد كتب عددًا كبيرًا من الشعر ولكن لم يصلنا سوى القليل.
ولم تكن قريش تترصَّد الطريق للأعشى، وتبذل له كل هذه الهبات لو لم تكن له هذه المكانة عند قبائل العرب جميعًا.
تعريف بالشاعر الأعشى - ميمون بين قيس البكري - صناجة العرب - YouTube
الأعشى الأعشى ميمون بن قيس (570 – م629)، من بني بكر بن وائل، يكنى أيضاً بالأعشى الكبير.