وهذا السور الذي المسمى "الأعراف": إنما يضرب بين الجنة والنار في الآخرة ، وليس الآن. وفي الآخرة: تبدل الأرض غير الأرض ، والسماوات ، ويجعل الله ذلك كله حيث يشاء ؛ فلا تعارض في شيء من ذلك ، ولا إشكال فيه بحمد الله. والله أعلم.
اهـ فإذا دخل المؤمنون الجنة توجهوا إلى قصورهم ومنازلهم فرحين بما أعطاهم الله، يعرفون مواضعها، ويستدلون على مكانها أكثر مما يستدلون على بيوتهم في الدنيا.
ويُعتبر ذلك لحكمة من الله عزوجل، بحيث لا يدخل الجنة سوى المهذبة قلوبهم والنقية ، وذلك لما جاء في الآية الكريمة ، " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ "، بمعنى زوال الغل من قلوبهم ، ويصبحون إخوة ومتحابين في الله سبحانه وتعالى. [3] فهذه الأمور الغيبية يجب أن يعتقد فيها المسلم ، لأن دلالتها واضحة في الكتاب الكريم وفي السنة النبوية الشريفة ، ولابد أن تقع ويجب التصديق بها حتى يتم تلافي الوقوع في الخطأ مما يستوجب العقاب في الآخرة ، فالذي يؤمن بالصراط وبالقنطرة سوف يسلكه ، ويمر به ويدخل الجنة من أوسع أبوابها ، لو نزع المظالم من قاموسه ، ونزع الحقد والغل من قلبه ، واتقى يوم يرجع فيه لله سبحانه وتعالى.
الحمد لله. أولًا: أما مكان النار الآن: فليس فيه نص ثابت، تقوم به الحجة في مثل هذا الأمر الغيبي. ولذلك اختلف أهل العلم فيها ، فمنهم من قال إنها في الأرض السابعة، كما هو المشهور، ومنهم من قال إنها في السماء، ومنه من توقف في المسألة، لعدم ثبوت النص القاطع للعذر في ذلك. جاء في "الموسوعة العقدية" – من الدرر السنية -: "النار" أعاذنا الله منها ، ذكر العلماء أنها في الأرض السابعة ، أو أننا لن نقدر على تعيين المكان ، وقد جاء في "الموسوعة العقدية": " أما مكانها فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "جهنم في الأرض السابعة" ، رواه أبو نعيم. وخرج ابن منده عن مجاهد قال: "قلت لابن عباس رضي الله عنهما: أين النار؟ قال: تحت سبعة أبحر مطبقة"...... وخرج ابن خزيمة ، وابن أبي الدنيا عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه: "إن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض" ، وابن أبي الدنيا عن قتادة: "كانوا يقولون: الجنة في السموات السبع ، وإن جهنم في الأرضين السبع" ، وفي حديث البراء في حق الكافر: "يقول الله: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحًا" خرجه الإمام أحمد ، وغيره وتقدم أول الكتاب بطوله. بين الجنه والنار كلمات متقاطعة. وأخرج الإمام أحمد بسند فيه نظر عن يعلى بن أمية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البحر هو جهنم" فقالوا ليعلى: ألا تركبها.
قال: " قالت الجن للإنس: نأتيكم بالخبر فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج ". وفي سنن أبي داود عن ابن عمرو مرفوعًا: "لا يركب البحر إلا حاجًا ، أو معتمرًا ، أو غازيًا في سبيل الله فإن تحت البحر نارًا ، وتحت النار بحرًا". وروي عن ابن عمر مرفوعًا: "إن جهنم محيطة بالدنيا ، وإن الجنة من ورائها ، فلذلك كان الصراط على جهنم طريقا إلى الجنة". قال الحافظ ابن رجب: "هذا حديث غريب منكر". وقيل: إن النار في السماء. اني والله اخير نفسي بين الجنة والنار. وخرج الإمام أحمد عن حذيفة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت بالبراق فلم نزايل طرفه أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس ، وفتح لنا أبواب السماء ، ورأيت الجنة والنار". وخرج عنه أيضًا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي الجنة والنار في السماء فقرأت هذه الآية: ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات: 22] فكأني لم أقرأها قط". ولا حجة في هذا ونحوه على أن النار في السماء ، لجواز أن يراها في الأرض وهو في السماء ، وهذا الميت يرى وهو في قبره الجنة والنار وليست الجنة في الأرض ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رآهما وهو في صلاة الكسوف وهو في الأرض ، وفي بعض طريق حديث الإسراء عن أبي هريرة أنه مر على أرض الجنة والنار في مسيره إلى بيت المقدس، ولم يدل شيء من ذلك على أن الجنة في الأرض ؛ فحديث حذيفة إن ثبت فيه أنه رأى الجنة والنار في السماء ، فالسماء ظرف للرؤية ، لا للمرئي.
وإن دلالة الحديث لا صلة لها بما يستعمله الكثيرون فيه، وهو ذم القضاة، وجعله وصفا لهم في كل أحوالهم. أو يسوقه بعض الكُتاب في دلالة أجنبية تماما عن معناه وهي "الكثرة والقلة". بما أن ثلثين من القضاة في النار وثلث فقط هم في الجنة. أي أن اثنين من كل ثلاثة في النار والناجي منهم واحد، وهذا لا صلة له بالحديث في ألفاظه ومعانيه. إننا نشكل تصورا عقليا لبعضنا، ثم نتعامل على هذه التصورات المركبة، بعيدا عن كونها صحيحة أم خاطئة، بعيدا عن كونها تستند على أساس أم لا أساس لها. فرب مشهور لا أصل له. وهذه التصورات هي الرأي الجمعي الذي نعيد اجتراره، ونعيد ترسيخه، ونحرص على ثباته في العقول والنفوس، حتى ولو كانت نتيجته أتت من مقدمة خاطئة تماما، ومخالفة للأصول العامة في الفقه والتشريع. إن أكثر عمل يورث العداوة لصاحبه هو القضاء، لأن كل محكوم عليه بعقوبة يحسب نفسه قد نال أكثر مما يستحق من الجزاء، وإن كل من يحكم عليه في رد حق، يخبر الناس عن ظلم القاضي له، ولو استيقنت نفسه العدل في الحكم، بل حتى القاتل عمدا وقصدا يرى أنه يستحق أن يحكم عليه بغير ما أمر الله به في محكم التنزيل. إن القضاة في مجتمعنا.. قد نالهم من ظلم التصورات، وظلم الأحكام الجائرة عليهم الكثير، وهذا الفهم للحديث منها.
إقرأ أيضا: إعراب وجدتها طريحة الفراش؟ وفي نهاية المقال نتمني ان تكون الاجابة كافية ونتمني لكم التوفيق في جميع المراحل التعليمية, ويسعدنا ان نستقبل اسئلتكم واقتراحاتكم من خلال مشاركتكم معنا ونتمني منكم ان تقومو بمشاركة المقال علي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر من الازرار السفل المقالة
ما هما الفعلان المُنوّنان في القرآن الكريم ؟ لبلاغة القرآن أهمية كبيرة على مستوى الشكل والمضمون. على مستوى الشكل. فإنها تساهم في حسن تذوق الآيات وآثارها الفنية والجمالية. وعلى صعيد المضمون، فإن تؤكد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وعظمة هذا الكتاب وإعجازته في كل ما رواه. كما تساعد بلاغة القرآن الكريم في الجدل مع غير المسلمين وإقناعهم بصحة هذا الدين. كما أن الخطاب يؤدي بشكل غير مباشر إلى صقل الذوق الفني واللغوي للمسلم. خاصة إذا ثابر على قراءة كتاب الله والتأمل في آياته. ويساعده على اختيار الخطاب المناسب للموقف المناسب. ويساعده على تذوق الأحاديث الشريفة وكتب الأدب وغيرها. يعتمد اختيار الفن الكتابي على هدف وموضوع الكتابة – ليلاس نيوز. وعلى تطوير أسلوب الكتابة والتعبير وتطويره بشكل جميل ومتسق. ينقسم البلاغة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، أولها علم المعاني، الذي يهتم بمعرفة شروط بناء الكلام ومدى توافقه مع الإطار المصاحب. ما هما الفعلان المُنوّنان في القرآن الكريم ؟ الإجابة هي: لَنَسْفَعاً وَلِيَكُوناً وهذا النوع يساهم في كشف بلاغة القرآن الكريم من حيث قوة الإلقاء، وجمال الوصف، وروعة التأليف، والإيجاز الحسن، ونحو ذلك. والثاني علم البلاغة، ويهتم بمعرفة أسرار التعبير عن نفس المعنى بطرق مختلفة، مع مراعاة الموقف.