قال: لا أدري. حتى أنزل. فذكر بقية الحديث. وهذه الزيادة وقعت في حديث يوسف بن مهران عن ابن عباس عند أحمد بمعناه دون قوله لا أدري. قوله: ( قال الرجل ألي هذه) ؟ أي الآية يعني خاصة بي بأن صلاتي مذهبة لمعصيتي. وظاهر هذا أن صاحب القصة هو السائل عن ذلك. ولأحمد والطبراني من حديث ابن عباس قال يا رسول الله ألي خاصة أم للناس عامة ؟ فضرب عمر صدره وقال: لا ولا نعمة عين ، بل للناس عامة. جاء الرجل الأنصاري بعد الاحتطاب ومعه - الرائج اليوم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق عمر وفي حديث أبي اليسر " فقال إنسان: يا رسول الله له خاصة " وفي رواية إبراهيم النخعي عند مسلم " فقال معاذ يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة " وللدارقطني مثله من حديث معاذ نفسه ، ويحمل على تعدد السائلين عن ذلك. وقوله " ألي " بفتح الهمزة استفهاما ، وقوله " هذا " مبتدأ تقدم خبره عليه ، وفائدته التخصيص. [ ص: 208] قوله: ( قال لمن عمل بها من أمتي) تقدم في الصلاة من هذا الوجه بلفظ قال لجميع أمتي كلهم وتمسك بظاهر قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات المرجئة وقالوا: إن الحسنات تكفر كل سيئة كبيرة كانت أو صغيرة ، وحمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح إن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر فقال طائفة: إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفارة لما عدا الكبائر من الذنوب ، وإن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا.
قوله: ( إن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له) في رواية معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عند مسلم والإسماعيلي فذكر أنه أصاب من امرأة قبلة أو مسا بيد أو شيئا ، كأنه يسأل عن كفارة ذلك. وعند عبد الرزاق عن معمر عن سليمان التيمي بإسناده " ضرب رجل على كفل امرأة " الحديث ، وفي رواية مسلم وأصحاب السنن من طريق سماك بن حرب عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود عن ابن مسعود " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها ، قبلتها ولزمتها ، فافعل بي ما شئت " الحديث.
وقال آخرون: إن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا منها وتحط الصغائر. وقيل: المراد أن الحسنات تكون سببا في ترك السيئات كقوله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لا أنها تكفر شيئا حقيقة ، وهذا قول بعض المعتزلة. وقال ابن عبد البر: ذهب بعض أهل العصر إلى أن الحسنات تكفر الذنوب ، واستدل بهذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث الظاهرة في ذلك. قال: ويرد الحث على التوبة في أي كبيرة ، فلو كانت الحسنات تكفر جميع السيئات لما احتاج إلى التوبة. واستدل بهذا الحديث على عدم وجوب الحد في القبلة واللمس ونحوهما ، وعلى سقوط التعزير عمن أتى شيئا منها وجاء تائبا نادما. واستنبط منه ابن المنذر أنه لا حد على من وجد مع امرأة أجنبية في ثوب واحد. 12 - سورة يوسف وقال فضيل عن حصين عن مجاهد: متكأ: الأترج. بالحبشية متكا. قال ابن عيينة عن رجل عن مجاهد متكأ كل شيء قطع بالسكين. وقال قتادة: لذو علم عامل بما علم. وقال سعيد بن جبير: صواع مكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه ، كانت تشرب به الأعاجم. آخر الأسئلة في وسم الاحتطاب - ما الحل. وقال ابن عباس: تفندون تجهلون وقال غيره: غيابة الجب كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة ، والجب الركية التي لم تطو. بمؤمن لنا: بمصدق. أشده قبل أن يأخذ من النقصان يقال: بلغ أشده وبلغوا أشدهم وقال بعضهم: واحدها شد.
Download من ويكي مصدر، المكتبة الحرة اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث نقل عن " وابات_المسائل_النيسابورية&oldid=311513 "
فهذا الأنصاري من خيار الأنصار جاء يطلب ولاية، فناسب ذلك أن يذكر له النبي ﷺ أمراً سيقع بعده. النبي ﷺ هو أكمل الناس هدياً وأحسنهم خلقاً وعملاً وحالاً، ولا يستأثر بشيء دون أصحابه، لكن سيأتي بعده أناس يستأثرون، ولم تحصل الأثرة في عهد الخلفاء الراشدين . إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض بمعنى لا يبدر منكم شيء من الخروج على هؤلاء الذين استأثروا دونكم، أو غير ذلك مما لا يليق، وإنما الصبر كما في الحديث السابق. وعلاقة هذا الحديث بباب الصبر واضحة، وهي أن النبي ﷺ ذكر أمراً يتطلب الصبر؛ لأن الإنسان إذا رأى حقه يضيع، ورأى غيره يسطو عليه، فإن ذلك قد ينفرط معه الصبر، فيتعدى الإنسان طوره، ويأخذ حقه بالطريق غير المشروع، وذلك صريح في قول النبي ﷺ: فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. هذا، وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم الصبر والثبات، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي ﷺ للأنصار: اصبروا حتى تلقوني على الحوض (3/ 1381)، رقم: (3581)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم (3/ 1474)، رقم: (1845).
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ). ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: (لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ) رواه مسلم (2173). وقد سبق في جواب السؤال رقم: (145489) بيان: أن هذا الحديث إنما أفاد دخول بعض أهل الخير والصلاح من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على أسماء بنت عميس رضي الله عنها - وهي من السابقين الأولين - مدة يسيرة ؛ للاطمئنان على أبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، والسؤال عنهم ، وتفقد أحوالهم. وليس في الحديث ما يدل على جلوس أسماء بنت عميس رضي الله عنها مع هؤلاء الرجال ، فهم قدموا لغاية الجلوس مع أبناء جعفر ، وليس للجلوس مع أسماء ، ثم لو فرضنا جلوس أسماء معهم فلا شك أنها كانت بالحجاب الكامل. فأين هذا مما يحصل اليوم من اختلاط الرجال بالنساء المتبرجات ، والتحدث إليهن ، ومضاحكتهن ، ومسامرتهن ، ومصافحتهن ، إلى غير ذلك مما يحصل بين الناس بسبب الاختلاط ، دون وازع من خلق أو دين ؟! وأما حديث دخول النبي صلى الله عليه وسلم على أم حرام رضي الله عنها: فقد بينا في الفتوى رقم: (20127) أن أم حرام كانت من محارم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نقل النووي رحمه الله اتفاق العلماء على ذلك.
[ ص: 206] قوله: باب وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات الآية كذا لأبي ذر ، وأكمل غيره الآية. واختلف في المراد بطرفي النهار فقيل الصبح والمغرب ، وقيل الصبح والعصر ، وعن مالك وابن حبيب الصبح طرف والظهر والعصر طرف. قوله: ( وزلفا ساعات بعد ساعات ، ومنه سميت المزدلفة ، الزلف منزلة بعد منزلة وأما زلفى فمصدر من القربى ، ازدلفوا اجتمعوا ، أزلفنا جمعنا) انتهى. قال أبو عبيدة في قوله: وزلفا من الليل: ساعات واحدتها زلفة أي ساعة ومنزلة وقربة ، ومنها سميت المزدلفة ، قال العجاج: ناج طواه الأين مما وجفا طي الليالي زلفا فزلفا وقال في قوله تعالى وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت وأدنيت ، وله عندي زلفى أي قربى ، وفي قوله وأزلفنا ثم الآخرين أي جمعنا ، ومنه ليلة المزدلفة ، واختلف في المراد بالزلف فعن مالك المغرب والعشاء ، واستنبط منه بعض الحنفية وجوب الوتر لأن زلفا جمع أقله ثلاثة فيضاف إلى المغرب والعشاء الوتر ، ولا يخفى ما فيه. وفي رواية معمر المقدم ذكرها قال قتادة: طرفي النهار الصبح والعصر ، وزلفا من الليل المغرب والعشاء. قوله: ( حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي) كذا وقع فيه ، وأخرجه الطبراني عن معاذ بن المثنى عن مسدد عن سلام بن أبي مطيع عن سليمان التيمي ، وكان لمسدد فيه شيخان قوله: ( عن أبي عثمان) هو النهدي ، في رواية للإسماعيلي وأبي نعيم " حدثنا أبو عثمان ".